في سابقة خطيرة وتطاول فاضح على الدولة اليمنية وعلى الرئيس اليمني والحكومة, شن السفير الإيراني بالعاصمة صنعاء أمس هجوماً لاذعاً على الحكومة اليمنية والرئيس/ عبدربه منصور هادي.
ووصف السفير/ محمود حسن زاده, اتهامات الحكومة اليمنية والرئيس اليمني لإيران بأنها تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن وأنها تدعم المليشيات المسلحة وجماعة الحوثيين والحراك الجنوبي المسلح وقال عنهم بأنهم "كاذبين ومفترين على إيران".
وبعيداً عن الدبلوماسية والضوابط التي يجب على الدبلوماسيين والسفراء الالتزام بها واحترام الدول التي يقيمون فيها, انتهك السفير الإيراني بصنعاء تلك الضوابط وهاجم اليمن والمسئولين فيها دون احترام أو تقدير لاحتضان اليمن له ووجوده في العاصمة صنعاء, رامياً بالضوابط الدبلوماسية عرض الحائط.
وقال السفير/ محمود حسن زاده ـ وفي سياق هجومه اللاذع والمنتهك لضوابط الدبلوماسية ـ قال ساخراً "كيف تتجسس إيران على بلد ليست ذات قيمة أصلاً"؟.
وأضاف ـ مواصلاً سخريته من اليمن التي يقيم فيها:" ماذا تريد إيران من التجسس على اليمن، هل على المفاعل النووي أو على اقتصاد اليمن أم على معسكراته؟, وتابع بالقول "إذا كانت لدى اليمن أي أدلة بخصوص ذلك فعليه تقديم تلك الأدلة", على الرغم أن اليمن قدمت اتهاماً رسمياً لإيران بدعم الفوضى في اليمن والمليشيات المسلحة وتم ضبط شبكة تجسس تعمل في اليمن منذ أكثر من سبع سنوات ويتزعمها قيادي سابق في الحرس الثوري الإيراني.
محللون سياسيون وجهوا انتقادات لاذعة للسفير وتصرفه الذي وصفوه بغير الدبلوماسي وطالبوا الحكومة اليمنية بإيقافه عند حده وطرده من اليمن, خاصة بعد انتهاكه لضوابط تواجده في اليمن وقوانين الدبلوماسية وأقام مؤتمراً صحفياً أمس دون حتى إبلاغ وزارة الخارجية اليمنية بذلك.
وقالوا " تعمد إيران لعدم الرد على الاتهامات الموجهة لها من اليمن وعلى تصريحات الرئيس اليمني عبر الخارجية الإيرانية أو حتى عبر أي مؤسسة معنية داخل إيران واختيارها للرد على الرئيس اليمني وعلى الحكومة اليمنية عبر سفيرها بصنعاء يعد رسالة واضحة تقلل فيها إيران من قيمة الدولة اليمنية".
ورغم نفيه لدعم بلاده لجماعة الحوثيين أو لفصائل مسلحة في الحراك الجنوبي، إلا أنه لم يفسر ذلك النفي واكتفى بالقول إنها "اتهامات وهمية".
الجدير بالذكر وبما يؤكد أن عمل السفير الإيراني بصنعاء محمود حسن زاده مشبوه وأنه يقود حملة تشييع واسعة عبر شبكة التجسس التي يشرف عليها في اليمن كان قبل أن يتولى منصب سفير طهران في اليمن كان يشغل منصب مسئول دائرة التبشير الشيعي في القرن الأفريقي وكان يشرف على معسكرات لمليشيات مسلحة في القرن الأفريقي ومن أبرز الدول التي كان يشرف على معسكرات المليشيات المسلحة الصومال واريتريا.
وأكدت التقارير الأمنية الدقيقة التي كشفت شبكات التجسس الإيرانية في اليمن وكذلك القضاء اليمني الذي تولى المحاكمة والتحقيق مع تلك الشبكات ومن خلال الأحكام التي صدرت ضد المتهمين بالجاسوسة لإيران أكدت تورط السفير الإيراني بالوقوف وراء تلك الشبكات وإشرافه على علمية التشييع في اليمن, وأن عمله ليس عملاً دبلوماسياً كسفير لطهران في اليمن فحسب بل التجسس والتشييع.
