عاودت العناصر المسلحة في منطقة سناح بالضالع عصر أمس الأربعاء قطع الطريق العام صنعاء – عدن مجددا بعد فتحها مساء أمس الأول لمرور الشاحنات بناء على اتفاق مع لجنة وساطة قبلية كلفها المجلس المحلي بالمحافظة للتفاوض مع المسلحين في اجتماع استثنائي له الثلاثاء الفائت ..
ونقل شهود عيان لـ "أخبار اليوم" أن مسلحي الحراك عادوا نصب نقطة تفتيش كانوا قد رفعوها مساء أمس في سناح ويمنعون مرور السيارات القادمة من اتجاه قعطبة وتفتيشها حيث شوهدت مئات السيارات عالقة في الخط العام.
وتشير المعلومات إلى أن تلك العناصر كانت في السابق تطالب بالإفراج عن السجين فارس عبد الله صالح المتهم بحادثة تفجير نادي الوحدة الرياضي بعدن قبيل انطلاق بطولة خليجي 20 التي استضافتها بلادنا، تقوم الآن بقطع الخط لمنع مرور المركبات بحجة منع تدفق المواطنين من أبناء الشمال للمشاركة في مهرجان مليونية سقوط صالح وانتخاب الرئيس هادي 21 فبراير .
إلى ذلك قام افرج مسلحون يعتبون الحراك عن رئيس دائرة الشباب بمجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية الناشط "فاروق صالح علي"، بعد أن كانوا قد اختطفوه أمس الأول حين كان برفقة حشود متجهة إلى عدن للمشاركة في احتفالية مليونية الثورة التي ستقام اليوم الخميس.
مصادر مقربة من فاروق نقلت عنه قوله: أن مجموعة من المسلحين الملثمين أوقفوه وأجبروه على مرافقتهم تحت تهديد السلاح وذهبوا به إلى وسط سوق الضالع، وبعد حديث معهم عن سبب تصرفهم قالوا أنهم يرفضون مشاركة أبناء الضالع الجنوبيين في أي فعالية في عدن لا ينظمها الحراك .
وتابع فاروق: أخبرتهم أننا في عهد الديمقراطية ولابد من احترام وجهات النظر وأن تصرفهم هذا بحقي وغيري ينسف حديثهم عن التصالح والتسامح ويؤسس لدورة صراع جديدة، لكنهم وبعد ساعات أفرجوا عني .
ويمارس مسلحو الحراك تهديدا ووعيدا ضد شباب الثورة في المحافظات الجنوبية ويقومون بالاعتداء على فعالياتهم السلمية في عدن وشبوة وحضرموت منذ عام مضى .
يذكر أن الآلاف من شباب الثورة من محافظات حضرموت والمهرة وشبوة والضالع يتوافدون على عدن للمشاركة في مليونية الثورة التي ستقام اليم الخميس لأحياء الذكرى الأولى لتحقيق أهداف الثورة وإسقاط صالح سلميا وديمقراطيا.
وكان محلي الضالع قد أمهل العناصر المسلحة الخارجة عن النظام والقانون 24ساعة لإزالة النقطة المستحدثة وفتح الطريق العام، ما لم فسوف تتخذ الجهات المختصة الإجراءات المناسبة لردعهم وفتح الطريق، وهو ما اعتبره مراقبين، مجرد محاولة من قيادة المحافظة لإسقاط واجب حتى لا تتهم بالتواطؤ والتقصير وهو ما جرى بالفعل حيث طالب المجلس الأهلي بالحافظة رئيس الجمهورية بإقالة المحافظ ومدير الأمن لذات السبب، وكذا فشل ذريع للسلطة في مواجهة تلك الاختلالات الأمنية وتداعياتها المخيفة على الحياة العامة والسلم الأهلي .
وكلف محلي الضالع اللجنة التي سبق وأن شكلها بالتنسيق مع اللجنة العسكرية المكلفة بمعالجة أحداث الجليلة والتي يقودها اللواء سيف الضالعي و"جهاد علي عنتر"، داعياً العقلاء إلى التدخل السريع مع اللجنة المكلفة من الشخصيات والاجتماعية والسياسية في إقناع قطاع طريق صنعاء عدن بالضالع من قبل عناصر الحراك المسلحة .
وجدد الاجتماع دعوته للاحتكام لصوت العقل والمنطق مشيرين في نفس السياق إلى أن الصبر على تلك العناصر قد نفد ولن يسمحوا أن يتم أكثر مما قد جرى في ظل وجود دولة النظام والمؤسسات، مؤكدا رفضه الكامل والمطلق لهذا التصرف الطائش وغير المسئول بحجة المطالبة بإطلاق سراح سجين، مبيناً أن معالجة مثل هكذا قضايا لا يتم بقطع الطريق وإنما من خلال الاحتكام للقانون الذي ارجع هذه القضية إلى القضاء.
وكان الاجتماع الاستثنائي لمحلي الضالع قد كشف أن اللجنة المشكلة منذ أيام للتواصل مع قيادات الحراك لم تصل إلى حل لمشكلة التقطع بسبب وما صفه المعنيين بتعدد قيادات الحراك وتباين مواقفهم بين مؤيد ورافض للانسحاب .
وفي الاجتماع أكد محافظ الضالع "علي قاسم طالب" حرص القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية الأخ/ "عبدربه منصور هادي" على إخراج اليمن بشكل عام من هذه الأزمة، مبينا أن العمل الطيب لا يخسر فيه أحد، لافتا إلى إن دعوته لاجتماع استثنائي لأعضاء السلطة المحلية والقيادات الأمنية والشخصيات الاجتماعية هو من باب طلب العون بالنصح والمشورة لكيفية الخروج من الوضع الحالي للمحافظة دون وقوع أي خسائر كون الضحية سيكونون من الأبرياء،
وفي مداخلته بالاجتماع دعا مدير أمن المحافظة/ علي العمري في مداخلته الهيئة الإدارية للمجلس المحلي إشعار تلك المجموعة من المسلحين الذين يقطعون الطريق ويحتجزون القاطرات بأن صبر الأجهزة الأمنية قد نفد، وأنها على استعداد لمواجهة العنف بالعنف لولا رغبتهم الشديدة في تجنب المشاكل وعدم التضحية بأرواح الأبرياء ـ حد قوله ـ
وأوضح العمري بأن مطلب الجماعة التي تقطع الطريق المتمثل بإطلاق سراح المعتقل فارس الضالعي هو أمر يتعلق بالقضاء وليس للأجهزة الأمنية أو الطريق العام أي علاقة على الإطلاق، وأنهم قد رفعوا بالقضية وورقة رسمية من المحافظة ثم إلى الأمن السياسي وتعاونوا مع المعتقل فارس إلى أبعد الحدود.