سطا مسلحون مجهولون في محافظة الضالع عصر أمس الأحد على رواتب أفراد نقطة نقيل الشيم التابعة لشرطة النجدة في مفرق الشعيب بالضالع ـ مسقط رأس قائد شرطة النجدة بالمحافظة العقيد/ مثنى قحطان..
وأشارت مصادر عسكرية لصحيفة "أخبار اليوم" إلى أن مسلحين تقطعوا أمس الأحد للسيارة التي كان يستقلها قائد نقطة الشيم المساعد/ لطفي العلواني وجنديين آخرين كانا برفقته وتمكنوا من نهب مرتبات 15 جندياً من أفراد نقطة الشيم بمنطقة قعطبة تحت تهديد السلاح والفرار بها إلى جهة غير معلومة..
و بحسب المصادر العسكرية, كان قائد النقطة عائداً وبمعية اثنين من زملائه على متن سيارة أجرة وبحوزتهم مرتبات تسلمها القائد العلواني من مبنى إدارة الأمن بالمحافظة، وعززت مصادر أخرى ما ذهبت إليه المصادر, حيث أكدت هي الأخرى أن قائد نقطة "الشيم" العسكرية ومرافقيه لم يكونوا على متن سيارة عسكرية ولا تابعة لقوات الأمن أو شرطة النجدة..
ولفتت المصادر إلى أن المسلحين أوقفوا السيارة وبحثوا مباشرة عن "لطف العلواني " طالبين منه النزول ومصادرة المبلغ الذي بحوزته فوراً، بينما كانت أسلحتهم مصوبة على رأسه والبالغ قدره "خمسمائة وأربعين ألف ريال" قبل أن يسمحوا لهم بالتحرك.
وفي سياق متصل استغربت المصادر تمكن المسلحين من نهب مرتبات الجنود بالنقطة، مشككين بقدرتهم على معرفة السيارة التي كان يستقلها العلواني ـ الذي بحسب المصادرـ كان المسلحون يبحثون عنه بعد التقطع للسيارة واشهار السلاح في وجه من كانوا على متنها بما فيهم سائقها.
ولم تستبعد المصادر أن تكون العملية مدبرة تستهدف الجنود على خلفية احتجاجاتهم ضد قيادة النجدة والأمن بالضالع.
المصادر ـ لدى حديثها للصحيفة ـ أفادت بأنه تم منع الجنديين المرافقين للعلواني من حمل سلاحهم من قبل مسؤول في النجدة بالضالع.
مصادر أمنية أوضحت بأن مسلحين ملثمين تقطعوا لسيارة أجرة كانت تقل قائد نقطة نقيل الشيم المساعد/ لطف أحمد العلواني" واثنين من مرافقيه بالقرب من محطة "قريع" البترولية الواقعة بين عاصمة المحافظة ومبنى المجمع الحكومي بسناح أثناء عودتهم من إدارة أمن المحافظة بمدينة الضالع وبحوزتهم رواتب أفراد النقطة وقاموا بنهب المبلغ الذي بحوزتهم بالقوة تحت تهديد السلاح.
واثر عملية النهب التي طالت جنود في النجدة احتج جنود النجدة وقاموا بقطع الطريق في قعطبة واوقفوا بعض الشاحنات والباصات احتجاجا على نهب مرتباتهم-بحسب مصادر للصحيفة-.
واشارت المصادر الى انه تم رفع القطاع في ساعة متأخرة من الليلة الفارطة بعد أن قطع مدير الأمن بالضالع وعدا وقال بأن لجنة لتقصي الحقائق ستأتي من قيادة النجدة بصنعاء حول استهداف شرطة النجدة وتصاعد وتيرتها خلال الاشهر القليلة الماضية.
إلى ذلك نقلت "الصحوة نت" عن مصدر أمني اتهم جهات في إدارة الأمن بالتواطؤ والوشاية بزملائهم عند المسلحين الذين قال إنهم كانوا على دراية بتحركهم وبحوزة من المبالغ، حيث لم يطلبوا سوى لطف العلوني, مؤكداً أن الجنود ـ وبعد تحركهم من إدارة الأمن ـ كانوا قد قاموا بقسمة المبلغ الذي تسلموه من الكاتب والبالغ قدره مليون وثمانين ألف ريال إلى نصفين لشعورهم بالخوف من أي تقطع قد يتعرضون له وهو ما حدث بالفعل.
وأضاف: إن المسلحين ـ وعند اعتراضهم للسيارة ـ طلبوا من العلواني النزول من السيارة وتسليم المبلغ دون سواه دون أن يلتفتوا إلى الجنديين اللذين كانا يرافقانه.
وكان أفراد النقطة ومعسكر النجدة قد طالبوا بضرورة حضور الكاتب إلى المعسكر وصرف الرواتب داخل المعسكر نفسه وليس في إدارة الأمن، غير أن طلبهم قوبل بالرفض من قبل قائد الشرطة النجدة العقيد "مثنى الشعيب" الذي أصر على أن عملية الصرف لا بد وأن تكون في الإدارة العامة للأمن بالمحافظة وهدد المطالبين برفع أسمائهم للوزارة, تقديمهم على أنهم يقومون بافتعال المشاكل والتسبب في الاحتجاجات والاعتصامات من حين لآخر.
وكان العشرات من المواطنين وموظفي إدارة بريد الضالع قد نظموا صباح أمس الأول وقفة احتجاجية أمام أمن الضالع للمطالبة بضبط الجناة المتورطين بنهب النقدية الخاصة ببريد الضالع وإصابة أمين الصندوق/ جياب علي مقبل ومرافق النقدية عبد الله علي طالب.
و في السياق ذاته واصل أمس موظفو إدارة بريد الضالع تعليق العمل وإغلاق المكاتب البريدية التابعة لها لليوم الثالث على التوالي تضامناً مع زميليهم الجريحين.
وكان مسلحون مجهولون قد اعترضوا الأربعاء الماضي سيارة بريد الضالع أثناء خروجها من مبنى فرع البنك المركزي في طريقها إلى البريد وسط المدينة وسطوا على مبلغ 20 مليون ريال من رواتب الموظفين المتقاعدين.
وتشهد الضالع حالة انفلات أمني غير مسبوق في ظل استياء المواطنين من تجاهل وتقصير الأجهزة الأمنية في القيام بواجباتها الوطنية والقانونية..
وأعلنت وزارة الداخلية هوية ثلاثة أشخاص تتهمهم بالوقوف وراء عملية الهجوم المسلح على سيارة البريد ونهب نحو عشرين مليون ريال وإصابة سائق السيارة ومرافقه الأربعاء الماضي.
وقال موقع وزارة الداخلية إن التحريات في القضية كشفت تورط 3 ممن وصفتهم بـ«الخارجين على القانون والمطلوبين أمنياً» في السطو على أموال بريد الضالع وهم:- محمد سيف عمر سيف (27 عاماً) من أهالي قرية الوعرة، باسم محمد أحمد البتول (30 عاماً) من أهالي مدينة الضالع، علي عبد الكريم محمد ناصر القماري (27 عاماً) من أهالي قرية الوعرة.
وأشارت إلى إن جميع المذكورين هم من المطلوبين أمنياً على ذمة قضايا جنائية جسيمة، وأن الإجراءات متواصلة لضبط المتهمين الفارين وتقديمهم للعدالة.