أكد الرئيس/ عبدربه منصور هادي, أن اليمن أمام فرصة تاريخية لحل كافة المشاكل والملفات العالقة من خلال بوابة الحوار الوطني الشامل الذي سينطلق في 18 مارس الجاري..
 وأشار الرئيس ـ خلال لقائه أمس بعدد من قيادات الحراك الجنوبي, من بينها قيادات محسوبة على تيار علي سالم البيض- بمحافظة عدن ـ أشار إلى أن العالم يقف اليوم مع اليمن ويساند المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014 و 2051 وأن على الجميع استلهام التجارب والعبر التي مر بها اليمن.
وقال هادي "إن الجميع يعرفون صراع السبعينات وما تلاها إلى أحداث 13 يناير المشؤومة، وصولاً إلى 22 مايو عام 1990م يوم قيام الجمهورية اليمنية وما تلاها من مماحكات وصراعات وصولاً إلى حرب 1994م.. مشيراً إلى أن اليمن لم يستقر منذ قيام الثورة، وينتقل من صراع الى صراع ومن منعطف الى آخر, داعياً الجميع إلى المشاركة في الحوار من أجل مستقبل اليمن.
 وتطرق الرئيس هادي إلى الإجراءات المتخذة لمعالجة أوضاع المتضررين في وظائفهم ومعاشاتهم ومستحقاتهم خلال الفترة الماضية منذ العام 1994م والخطوات التي تقوم بها وزارات الدفاع والداخلية والخدمة المدنية, بما يمكن جميع الموظفين من الاستفادة من استراتيجية الأجور حتى ولو كان قد بلغ أحد الأجلين..
وأكد الرئيس بأنه وجه بتقديم مواساة سخية لأسر الضحايا الذين سقطوا جراء التداعيات الأخيرة في عدن يوم 21 فبراير الماضي واعتبارهم شهداء من شهداء الوطن وكذلك المصابين.
إلى ذلك قال الشيخ/ حسين بين شعيب ـ رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية بعدن في تصريح لـ "أخبار اليوم" ـ إن الرئيس دعا من حضروا اللقاء إلى الدخول والمشاركة في الحوار, مشيراً إلى أن الحاضرين قد أكدوا لرئيس الجمهورية أنهم لا يرفضون الحوار من حيث المبدأ, ولكن يجب أن يعطى للجنوبيين فرصة للتحاور فيما بينهم حتى يصلوا فيما بينهم كقوى الثورة الجنوبية إلى صيغة محددة ويقررون المشاركة في الحوار من عدمه, مؤكدين أن الحوار يجب أن يكون مشروطاً بين طرفين يمثلان شمال وجنوب.
وأكد بن شعيب إلى أن الحاضرين قد لمسوا من الرئيس هادي النية الصادقة من خلال حديثه, معتبراً هذا اللقاء خطوة جيدة، وأنه لا ينبغي أن تقتصر لقاءات الرئيس على هذا اللقاء، رغم أنه جاء متأخراً، وكان الأحرى أن يتم هذا اللقاء منذ أشهر وليس في الوقت الحاضر، خاصة وأن الحوار الوطني لم يتبق له سوى 14 يوماً -بحسب قوله- لافتاً الى أن الحاضرين قد اقترحوا بأن يكون الحوار خارج اليمن, وأن الحاضرين تطرقوا أيضاً إلى ما تعانيه محافظة عدن من الانفلات الأمني وعسكرة المدينة وإزهاق الأنفس وتواجد عصابات مسلحة في المدينة, كما تحدثوا عن غياب الدولة بالمحافظة وعن صحيفة "الأيام" والإفراج عن المعتقلين, مشيراً إلى أن الرئيس قد أكد أنه سيعمل على معالجة تلك القضايا وأن "الأيام" ستعاود الصدور بعد إنهاء القضايا المتعلقة بالمحاكمة, وأنه خلال الستة الأشهر القادمة سيتم حل الكثير من القضايا بشكل كامل.
وأوضح بن شعيب أن لقاءهم بالرئيس قد ضم "15" شخصية فقط, وقد غاب عن اللقاء مكونات الثورة الجنوبية التي لها حضور في الساحة مثل المجلس الأعلى للحراك السلمي وتيار باعوم, ولم يحضر اللقاء أيضاً تيار محمد علي أحمد والمجلس الوطني ولا التجمع الديمقراطي, ولا الحركة الشبابية ولاحركة "تاج".
وأضاف بن شعيب: إن حل القضية الجنوبية لا يمكن أن يكون بمعزل مكون عن آخر وكان بالأحرى أن يتم استدعاء كافة مكونات الحراك في اللقاء والاستماع الى آرائهم بشأن حل القضية الجنوبية, مؤكداً أنه يرحب بأي خطوة إيجابية من قبل الرئيس, لافتاً الى أن الوضع العام لدى الجنوبيين من التشرذم لن يحل القضية الجنوبية ولن يحل المشاكل لليمن.
وأوضح بن شعيب ان الجميع في الأخير سيصلون إلى الحوار ولكن حواراً مشروطاً, ويجب على الجنوبيين أن تتواجد لديهم النوايا الصادقة ويصلوا إلى صيغة توافقية كمنظومة تكاملية للمشاركة في الحوار.
وقال بن شعيب بأنه قد أكد أمام رئيس الجمهورية أنهم ضد العنف بكافة أشكاله وألوانه وأنهم متمسكون بنضال الشعب السلمي وأنهم يفضلون أن يكون المقتول من الحراك الجنوبي وليس القاتل، منوهاً إلى أن الرئيس قد أبدى استحساناً لهذا الطرح.
 وأكد الشيخ/ بن شعيب أنهم على استعداد للوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية لإخراج اليمن من وضعه الحالي، مشيراً إلى أنهم ليسوا دعاة فتنة, أو رفض أي حلول, لافتاً بأن الجنوبيين بينهم وبين المنظومة التي تحكم في صنعاء عدم ثقة ولابد من إزالة تلك الحواجز وإيجاد حلول جدية وصحيحة.
وذكر الشيخ بن شعيب أنه ـ وعقب اللقاء بالرئيس ـ سيعمل على أن يكون خطابه الإعلامي خلال الأيام القادمة متخصصاً في نشر الوعي المجتمعي بين كافة أوساط المجتمع لرفض العنف بكافة أشكاله، وكذا رفض عسكرة المدن, داعياً القنوات الإعلامية إلى استضافتهم للاستماع إلى آرائهم حول ما يجري في الساحة اليمنية.
هذا وقد حضر اللقاء نائب رئيس مجلس النواب/ محمد سالم الشدادي والشيخ/ حسين بن شعيب ـ رئيس الهيئة الشرعية الجنوبيةـ والشيخ/ عبدالرب السلامي ـ رئيس حركة النهضة ـ والشيخ/ صالح بن فريد العولقي والعميد/ قاسم الداعري واللواء/ صالح عبدالحق والناشطين/ ياسين مكاوي ورضية شمشير والزميل/ تمام باشراحيل ـ مدير تحرير "الأيام".