خلال لقائه بممثلي حزب الرشاد الإسلامي..

بن عمر منزعج من تدخلات السفير الأميركي ويؤكد عدم المساس بثوابت الشريعة

2013-03-27 01:00:10 أخبار اليوم/خاص


التقى مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن مساء يوم أمس الأول بممثلي حزب الرشاد السلفي المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، وذكر المبعوث الأممي ـ في صفحته على الفيس بوك ـ أنه تبادل مع ممثلي الرشاد الآراء حول سبل إنجاح المؤتمر.
وقال: اتفقنا مع الإخوة في حزب الرشاد على أن اليمن الجديد يجب أن يلبي تطلعات الشعب اليمني والشباب الذي خرج بالآلاف إلى الساحات للمطالبة بالتغيير والعدالة والحرية وتداول السلطة بطرق سلمية، واتفقت مع الأعضاء المشاركين من حزب الرشاد على مواصلة اللقاءات والنقاشات مع فريق الأمم المتحدة، وشجعتهم على الانفتاح والتواصل مع كل الأطراف المشاركة في الحوار الوطني.
وعلى صعيد متصل أكد مصدر مطلع لـ"أخبار اليوم" أن ممثلي حزب الرشاد للمبعوث الأممي أكد أن عدم المساس بثوابت الأمة الإسلامية والوطنية واحدة من أهم وسائل إنجاح الحوار في اليمن كون المساس بالشريعة الإسلامية في مجتمع متدين مثل اليمن، سيكون ذريعة للإرهاب، مشيراً إلى أن بن عمر أكد لممثلي الرشاد السلفي أن المجتمع الدولي حريص على عدم المساس بثوابت الشريعة الإسلامية.
وأوضح المصدر أن ممثلي الرشاد في الحوار الوطني أكدوا للمبعوث الأممي خلال اللقاء أن التدخلات الخارجية خاصة التي تتبناها الولايات المتحدة سواء عبر الطائرات بدون طيار أو عبر سفيرها بصنعاء لها مخاطر على فشل الحوار ولا تسهم في إنجاح الحوار، منوهاً إلى أن بنعمر أبدى أيضاً خلال اللقاء امتعاضه وانزعاجه من تصرفات السفير الأميركي في اليمن، منوهاً إلى أن بعض تدخلاته تعيق في بعض الأحيان جهوده كمبعوث أممي.
وأكد المصدر أن ممثلي الرشاد طرحوا على المبعوث الاممي رؤيتهم لحل قضية صعدة والقضية الجنوبية.
من جانب آخر قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن/جمال بن عمر إن العملية السياسية تقدمت في إطار تطبيق الآلية التنفيذية ‏للمبادرة الخليجية وأنها في المنتصف من حيث الزمن.
وأشار ـ في حوار أجرته معه صحيفة “الخليج” ـ إلى أن من أهم المهام التي لم تنجز بعد هي ‏مؤتمر الحوار الوطني الذي سيستمر ستة أشهر، وصياغة الدستور الجديد والاتفاق على نظام انتخابي ‏جديد مبني على الدستور الجديد، وتنظيم انتخابات جديدة في 2014.‏
‏وأضاف بأن الوقت ضيق جداً، وليس هناك أي متسع لإضاعته، مؤكداً ـ بهذا الصدد ـ على ضرورة تعاون جميع ‏الأطراف من أجل إنجاز أهم مهمة أمام الجميع، والمتمثلة بإنجاح مؤتمر الحوار الوطني.‏
‏ واوضح بن عمر أنه في جميع العمليات الانتقالية وفي جميع العمليات التفاوضية لنقل السلطة في العالم لا يأتي التغيير ‏بشكل جذري، بل عبر مراحل، وهذا ما اتفق عليه اليمنيون الذين تجنبوا المسار الذي يمكن أن يكون ‏ثمنه غالياً.
وأفاد المبعوث الأممي بأن الباب ما زال مفتوحاً لالتحاق عدد من القيادات الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني لأن ‏الآلية الموجودة في إطار مؤتمر الحوار الوطني فرصة تتاح للجنوبيين ككل ليقدموا جميع مشاريعهم ‏وآرائهم أياً كانت، مضيفا: وكما لاحظنا في جلسة أمس كان هناك الرأي المطالب بالانفصال واستعادة الدولة ‏وتقرير المصير، لا أحد يمانع أن يطرح مثل هذا الطرح، ليقنعوا الآخرين بأن هذا هو الحل للقضية ‏في الجنوب، لهذا أظن أن هذه فرصة موجودة للحل، إذا كانت هناك إرادة سياسية وإذا كان هناك تعاون ‏ونقاش بناء ومسؤول وبتشجيع من المجتمع الدولي.‏
‏وأكد على أنه وبموازاة الحوار السياسي يجب أن يكون هناك برنامج خاص تقوم الدولة بتطبيقه من الآن، وفي ‏أقرب وقت ممكن، برنامج يلبي المطالب الحقوقية للجنوبيين، ويعالج قضايا المظالم السابقة، مثل ‏تسريح وطرد الموظفين المدنيين والعسكريين وقضية الأراضي، إضافة إلى قضيتي المعتقلين ‏والجرحى وغيرها من القضايا.‏
‏ ولفت بن عمر إلى أن الحراك الجنوبي ممثل في 85 مقعداً، وهي من أكبر النسب الموجودة في المؤتمر، وجزء منه ‏حاضر في المؤتمر وقدم كلمته وطالب باستعادة الدولة والاستقلال وهتف العديد من أنصاره بشعارات ‏الحراك المعروفة، لكن في إطار نقاش هادئ مسؤول، وتجاوب جميع الحاضرين في المؤتمر بشكل ‏حضاري مع هذا الرأي، وهو رأي مخالف لكثير من قناعاتهم، هذا شيء لاحظته في جلسات المؤتمر، ‏وهو مشهد حضاري رائع ـ حسب تعبيره بن عمر.‏
وأكد قائلاً: أنا لم أر أي نموذج من هذا النوع لمؤتمر حوار وطني شامل كما هو في اليمن في أي بلد عربي ‏حتى الآن، وفي رأيي أن هذا نموذج يجب الإشادة به.‏
‏وأردف: نحن كأمم متحدة ليس لدينا أية حلول سحرية أو وصفات جاهزة، في أبريل 2011 عندما كان ‏اليمن على وشك الدخول في حرب أهلية قلت إن الحل لا يمكن أن يأتي إلا من خلال اليمنيين أنفسهم ‏وأن الحل لا يأتي إلا من خلال الحوار بين الأطراف المتصارعة، وقد وصل اليمنيون ـ خلال هذه الفترة ‏الانتقالية ـ إلى مرحلة عقد مؤتمر الحوار الوطني وبدأوا الآن يناقشون القضايا الشائكة المستعصية ومن ‏أبرزها القضية الجنوبية، قضية صعدة، قضية الدستور وغيرها من القضايا.‏
وقال: صحيح أن الأحزاب التقليدية موجودة بقوة بمؤتمر الحوار لكن الفعاليات ‏المجتمعية الأخرى هي الأخرى موجودة بما فيها حركات سياسية لم تكن في العملية السياسية من قبل.‏
‏ ولفت بن عمر إلى أن الشعب في الجنوب كان تواقاً للوحدة، فديباجة الدستور في جمهورية اليمن ‏الديمقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي) كانت كلها تحمل الشعور العميق بالوحدة.‏
وأردف: تحققت هذه الوحدة بالطريقة التي تمت في عام90 لكن مع الأسف حصلت مظالم وخروقات ‏جسيمة في الجنوب، حيث تم تسريح الآلاف من العسكريين من الجيش والأمن، كما تم تسريح الآلاف ‏من الموظفين من الخدمة المدنية، وتم الاستيلاء على الكثير من الأراضي بشكل غير قانوني وأصبح ‏هناك شعور عميق بالظلم.‏
ونوه إلى أن الحراك الجنوبي انطلق في بداية 2007 كحركة حقوقية تطالب بمطالب مشروعة لكن جوبهت ‏بالاعتقالات والقمع ووعود زائفة، إذ لم يتحقق شيء على الأرض، وارتفع سقف المطالب وأصبحت ‏فئات من الحراك أكثر راديكالية مما كانت عليه في السابق.‏
وقال: اجتمعت مع عدد كبير من القيادات الجنوبية مرتين في عدن، وفي القاهرة ونيويورك، تواصلت ‏وما زلت أتواصل مع جميع القيادات بما فيها علي سالم البيض وآخرين، كما التقيت مرات عدة مع ‏حسن باعوم، ومع الرئيس السابق/علي ناصر محمد وحيدر العطاس، وعبدالرحمن الجفري، ومحمد علي أحمد ‏والشيخ/أحمد الصريمة.‏
وأخيراً التقينا في دبي مع مجموعة من القيادات الجنوبية البارزة، ويوم الأربعاء الماضي التقينا ‏مع مجموعة الحراك المشاركة في مؤتمر الحوار، عدد من القيادات أكدت لي تمسكها بسلمية الحراك، ‏وفي اجتماع دبي اتفقت هذه الشخصيات التي التقيت معها على إصدار بيان أكدت من خلاله ضرورة ‏سلمية الحراك ونبذ العنف كوسيلة لبلوغ أهداف سياسية، كما أنها ركزت في بيانها على أن القضية ‏الجنوبية لا يمكن حلها إلا بشكلٍ سلمي اعتماداً على مبدأ الحوار وهذا كان تأكيداً من القيادات التي في ‏الخارج وهي قيادات ليست مشاركة في المؤتمر لكن مع ذلك تؤكد نبذ العنف والاعتماد على مبدأ ‏الحوار.‏

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد