على مدى عشرة أيام مضت إحتض فندق موفمبيك بصنعاء تسع جلسات حوارية لمؤتمر الحوار الوطني تحدث فيها معظم المشاركين من أعضاء المؤتمر عن قضايا وهموم ومشاكل عديدة، فهل ارتقت تلك الأطروحات والكلمات إلى مشاكل وتطلعات الشعب اليمني، أم أن ماذهب إليه المشاركون هو عبارة عن الحديث عن قضايا شخصية أو فئوية؟.
وفي هذا السياق يرى الدكتور/ عبدالله الذيفاني ـ رئيس المجلس الأهلي بمحافظة تعز - أن على من شاءت لهم الأقدار عضوية في مؤتمر الحوار الوطني أن يكونواعند مستوى المسؤولية الوطنية، لا أن يكونوا ممثلين لفئات وقضايا صغيرة وجانبية وخاصة، كون الوطن يعاني من قضايا كبيرة أكبر ممن هم متواجدين في قاعة الحوار، مشيراً إلى أن اليمن بحاجة إلى أن يكون المتحاورون أصحاب آفاق يخرجوا اليمن من أزمته إلى رحابة الدولة المدنية التي ينشدها كل اليمنيين دولة النظام والقانون، والمؤسسات.
وقال الدكتور/ الذيفاني - في تصريح لـ"أخبار اليوم" - إنه من خلال المتابعة البسيطة اتضح أن المشاركين يطرحون قضايا خاصة واهتمامات ضيقة إلى أقصى درجة، وأعتقد أن الجلسات العامة التي تمت حتى الآن هي جلسات تنفيس وليست جلسات تأصيل لحوار، وهذا إخلال كبير، فالكل يطرح أموراً مبعثرة، ليوجد تخصيصاً للمناقشات العامة بحيث يخرج الناس من الجلسات العامة بمادة مناسبة للجلسات التخصصية وفرق العمل.
وحول المخاوف التي كان الدكتور الذيفاني قد أطلقها قبيل بدء الحوار وهي الخوف من حضور الفئات دون حضور القضايا قال الذيفاني: من خلال المتابعة السريعة لمجريات الحوار، فقد حدث هذا نعم، فقد حضرت الفتاة ولم تحضر القضايا، والقضايا حضرت عند البعض، ولكن الغالبية يطرح اهتمامات فئات وهذه أمور خطيرة جداً على الوطن، مشيراً إلى أنه من المفروض أن يلبي الطرح تطلعات الشعب حول الدولة المدنية الحديثة، والمستقبل ويمن جديد، مؤكداً بأن اليمن الجديد ليس يمن الفئات والمذاهب والطوائف، بل كل اليمنيين بآمال وطموحات الجميع في بناء اليمن الجديد يمن الدولة المدنية الحديثة.
وأكد الذيفاني أنه - رغم هذه المقدمات التي حضرت فيها المذهبية والفئوية من خلال جلسات الحوار الوطني - إلاَّ أنه على اليمنيين أن يظلوا متفائلين، متمنياً بأن تكون الجلسات الخاصة بفرق ومجموعات العمل مختلفة عن الجلسات العامة بعيدة عن التنفيس، مشدداً على ضرورة التفاؤل ولا بد أن لايكون هناك مكان للإحباط في نفوس من يعشقون هذا الوطن، لأن الوطن يحتاج إلى أناس أقوياء وأشداء يصمدون أمام التحديات.
