في جريمة بشعة هزت وجدان ومشاعر الشارع الضالعي أقدم مسلحون مجهولون ظهر أمس الاثنين على ذبح جندي وهو مكبل والتمثيل بجثته بعد اختطافه وإلقاء جثته في قارعة الطرق بالشارع العام بمنطقة الجمرك بمدينة الضالع.
وقال مصدر أمني لـ"أخبار اليوم" إن الجندي سمير محمد شريان ـ من أفراد شرطة النجدة ـ عثر عليه مذبوحاً ظهر أمس وقد جرى التمثيل بجثته بصورة بشعة ووحشية وذلك بعد ساعة من خروجه من إدارة أمن المحافظة في طريقه لأداء الخدمة في نقطة نقيل الشيم بقعطبة".
ولفت المصدر إلى "أن الجندي شريان كان قد غادر قيادة شرطة النجدة عند الساعة الحادية عشرة صباحاً حاملاً معه فراشه وسلاحه الشخصي, حيث استقل دراجة نارية إلى نقطة الأمن المركزي الواقعة على الشارع العام بانتظار قدوم حافلة ركاب تقله إلى قعطبة ولم يشعر بأن هناك من يرصد تحركه وقام بإبلاغ المسلحين, الذين قاموا باعتراض طريق الباص في منطقة جلاس وإنزال الجندي بالقوة دون سواه من الركاب الذين كانوا بجانبه ومصادرة سلاحه الشخصي، ثم قاموا بتكبيله وذبحه بالسكين وإطلاق أعيرة نارية على صدره وهو مكبل بيديه ورجليه وألقوا بجثته في الشارع بمنطقة الجمرك (سوق القات)".
وأضاف المصدر الأمني "إن المسلحين قاموا بالتمثيل بجثة الجندي بطريقة وحشية بشعة, حيث عثر عليه مذبوحاً وقد فصل رأسه عن جسده، كما جرى قتله وهو أسير"، مؤكداً أن هذه الجريمة يترفع عنها حتى عصابات المافيا, فالأسير محرم قتله في كل الشرائع والقوانين الدولية والأعراف والتقاليد، مشيراً إلى أن مرتكبي الجريمة أشخاص تودعت منهم القيم والأخلاق والإنسانية فالجريمة لا يمكن أن يقبلها شخص مسلم أو إنسان سوي".
وتم العثور على جثة الجندي بعد ساعات من لقاء لمحافظ الضالع/ علي قاسم طالب بالصحفيين ووصف في اللقاء عناصر الحراك المسلح بأنهم "عديمو رحمة" ولا يملكون أية معرفة سياسية أو اقتصادية ولا يقدرون أية مصلحة حقيقية لهم وللقضية التي يناضلون من أجلها، مؤكداً أنه كمحافظ يعامل عناصر الحراك معاملة الأب لابنه الشقي. وقال طالب " إنني أشعر بأن ما يقدم عليه أعضاء الحراك المسلح إنما هو من قبل غيرهم ولكنهم لا يفصحون عنه، وإنهم يمنعون الناس من الوصول إلينا لأن من أتانا سرعان ما يعرف الحقيقة ويعود إلى خارج صفهم".
وأكد المحافظ طالب للصحفيين استتباب الأمن وعودة الأوضاع إلى طبيعتها في محافظة الضالع.
وعن المواقع العسكرية التي كانت تحيط بمدينة الضالع والتي جرى إزالتها قبل أشهر من قبل اللجنة العسكرية المكلفة من رئيس الجمهورية قال اللواء طالب "إنه لم يكن راضيا عن إنزالها ولكنه رضخ لذلك طاعة لولي الأمر" حد قوله.
وفي اللقاء أكد طالب للصحفيين أنه لم يكن ينفذ للرئيس السابق "علي عبدالله صالح" أي قرار لم يكن هو مقتنعاً به وهو على هذه الحال مع الرئيس الحالي "عبدربه منصور هادي".
وأكد طالب أنه ومنذ استلامه للمحافظة حقق ما لم يتحقق في فترة سابقة ويكفيه أن عرف الناس حقيقة مشاكل التنمية في محافظة الضالع ومن يقف وراءها، منوهاً إلى أن التنمية في المحافظة مستمرة ولا توجد أي عراقيل من قبل محلي الضالع, حيث وأن لكل مديرية ما هو محدد لها في برنامجها الاستثماري وأينما وجد الأمن والأمان وجدت التنمية وأبرز مثال على ذلك مديرية الضالع التي أقدمت فيها عصابات على عرقلة مشاريع التنمية من طرقات ومياه".
وفيما يتعلق بمبنى المجمع الحكومي - الذي عقد فيه الاجتماع وكان محاصراً من قبل جماعة مسلحة إلى ما قبل يوم واحد فقط من الاجتماع – وإغلاق كافة المكاتب والمرافق الحكومية بالقوة من قبل تلك العاصر، قال طالب "إن المحافظة لم تكن مغلقة ولكن الموظفين فيها هم من تلكأوا عن الحضور، وأن العصابة المسلحة غادرت من تلقاء نفسها بعد أن تم التعامل معها من قيادة المحافظة بحكمة وتأنِّ", غير أنه عاد وقال:" سياراتنا مثقوبة جراء إطلاق النار عليها من قبل عناصر تتبع الحراك المسلح وبيوتنا أيضا مثقوبة", في إشارة إلى منزله الذي كان قد تعرض لقذيفة ( ب10) اخترقت الجدران وأحدثت فتحة كبيرة في المنزل.
يشار إلى أن محافظة الضالع تعيش أوضاعاً أمنية متردية وانفلاتاً أمنياً غير مسبوق تصاعدت وتيرته في الآونة الأخيرة لدرجة أن شهد مبنى السلطة المحلية (المحافظة) حصاراً لأكثر من شهر وإغلاق كافة المكاتب الحكومية والمنشئات بالمحافظة من قبل عناصر الحراك المسلح فصيل علي سالم البيض.
من جانب آخر هاجم مسلحون من عناصر الحراك الجنوبي مغرب أمس مكتب البريد بمدينة الضالع بالرصاص وخلف ثلاثة جرحى.
وقالت مصادر محلية مطلعة وشهود عيان لـ"أخبار اليوم" إن مسلحاً من عناصر الحراك الجنوبي حاول الدخول إلى مكتب البريد بالقوة مغرب أمس بعد انتهاء الدوام الرسمي لاستلام راتبه وبعد منعه من قبل رجال الأمن القائمين على حراسة المكتب اعتدى على أحد الجنود ثم ذهب وأحضر عدداً من رفاقه وهاجم المكتب بالرصاص مما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى اثنان من أفراد حراسة المكتب أحدهم يدعى رضوان الشرعبي, والثالث موظف أصيب جراء سقوط الزجاج عليه إثر الرصاص".