قال إن اليمن أمام خيارين.. تغليب الحكمة أو الانفجار واعتبر الحوار الوسيلة الفضلى..

ناصر يحذر من عودة مصطلحات «الزمرة» و«الطغمة» ويتطلع لرئيس من شباب التغيير

2013-05-08 04:05:56 أخبار اليوم/ تحرير خاص



أكد الرئيس الأسبق/علي ناصر محمد، أن الحوار هو الوسيلة المهمة والفضلى لتجاوز المآزق الراهنة لليمن ولتحقيق ما يصبو ويطمح إليه الجنوبيون.
 وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» دعا الجنوبيين إلى الاحتكام إلى الحوار لمعالجة القضايا الخلافية وتجاوزها، وقال: «علينا أن نستفيد من دروس وعبر الماضي، وأن نحافظ على التصالح والتسامح الذي جسدته الجماهير قولا وفعلا، وعلى القيادات أن تكون في مستوى تطلعات الناس».
وحذر ناصر مواطني جنوب البلاد من العودة إلى الماضي والانجرار إلى النعرات المناطقية، في ظل تزايد الانقسام في الحراك الجنوبي وعودة مصطلحات «الزمرة» و«الطغمة» التي كانت سائدة في ثمانينات القرن الماضي.
وقال إنه يحذر «من عواقب هذه النغمة، وأن هناك من يسعى ويعمل على إذكاء الخلافات وتقسيم الحراك الجنوبي ومحاولة القضاء على التصالح والتسامح الذي جرى بين الجنوبيين مطلع عام 2006، عبر اجتماعات جمعية ردفان ولقاءات التصالح والتسامح التي جرت في أبين وشبوة والضالع وعدن وغيرها من المحافظات الجنوبية».
وفي حوار مع صحيفة عكاظ.. اعتبر الرئيس الأسبق/علي ناصر محمد أن انسحاب أحمد بن فريد الصريمة سيكون له تأثير سلبي على مجريات الحوار؛ معللاً ذلك لأن القيادي الجنوبي الصريمة تقدم بمطالب تجمع عليها كل مكونات الحراك في الداخل والخارج، وكنا نأمل أن تتم الاستجابة للمطالب التي عبر عنها في رسالته التي وجهها إلى رئيس الجمهورية، حتى يتجنب المؤتمر وقيادته مثل هذه الانقسامات والانشقاقات باعتباره نائباً لرئيس مؤتمر الحوار الوطني ورئيسا للجنة المناط بها مناقشة القضية الجنوبية، وهو بهذا القرار ينحاز إلى الأغلبية الساحقة في الجنوب التي قاطعت مؤتمر الحوار الوطني وعبرت عنه بالمليونية في 2013 في عدن.
وقال ناصر إنه لو نفذت مطالب الحراك والشعب في الجنوب وغيرها من المطالب في الشمال لتجنب المؤتمر مثل هذا الانسحابات والخلافات التي نسمع عنها يومياً، مشيراً إلى أنه وقبل انعقاد المؤتمر طالبت ابن عمر والدكتور الإرياني بتأجيل عقد المؤتمر حتى تتوفر الشروط المساعدة لنجاحه التي عبرنا عنها في رسائلنا للقيادة ولمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وسفراء الاتحاد الأوروبي في لقاءاتنا معهم في القاهرة ودبي.
ولفت إلى أن مستقبل اليمن مرهون بما ستتمخض عنه المرحلة الاستثنائية التي وصفها بأنها أشبه بعنق الزجاجة، فإما أن تحل كافة القضايا بتغليب الحكمة ولغة العقل والحوار الجاد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والبناء عليه، وإما مصير مجهول وربما مفخخ بالعنف لا قدر الله. وسيترك تأثيره على مستقبل المنطقة بأسرها.
وأكد أن اليمن أمام خيارين، إما أن تحل كافة القضايا الخلافية بتغليب الحكمة، وإما مواجهة المصير المجهول وربما المفخخ بالعنف والتقسيم. ووصف الحوار الوطني بأنه محطة مهمة للولوج للحل موضحا أنه يدفع باتجاه حوار جنوبي ــ جنوبي بتمثيل أوسع لإيجاد حل للقضية الجنوبية العادلة من خلال التوصل لرؤية سياسية ومرجعية قيادية توافقية، معتبرا أن حق تقرير مصير الجنوب مطلب رئيسي. كما رفض خوض الانتخابات الرئاسية القادمة..
وأوضح بأن الوضع في اليمن في أكثر مراحل تاريخه خطورة، صحيح قد يبدو للكثيرين أن مؤتمر الحوار محطة مهمة أو عتبة الولوج للحل، ولكنه أشبه ما يكون بعنق الزجاجة، فالانفراج لم تظهر ملامحه حتى اللحظة وإن كان الساعون يبذلون جهودا مضاعفة وربما نوعية قياسا مع التعاطي مع ملفات الأزمة في أوقات سابقة.
وحول عدم مشاركته بمؤتمر الحوار.. أجاب علي ناصر أنه لا يمكن لمن يحذر من فشل الحوار إلا أن يكون حريصا على نجاحه وفقا للمقترحات التي تقدمنا بها ومن المهم أن لا يتحول هذا المؤتمر إلى مهرجان خطابي وإعلامي، منوهاً إلى أنه تعاطى بإيجابية منذ البداية مع لجنة الاتصال التي شكلت للدعوة إلى هذا الحوار وقبلها انخرطوا بإيجابية في لقاءات حوارية تمهيدية تمت في كل من الأردن وألمانيا ومصر، وقدموا أيضا رؤية مكتوبة عن شروط التهيئة للحوار والمعالجات المطلوبة الممهدة لنجاحه لكل من الدكتور الإرياني وابن عمر وسفراء دول الاتحاد الأوروبي، وحذروا من فشل الحوار .
وحول الحوارات التي تجريها أطراف القضية الجنوبية في الخارج.. قال: هذه الحوارات لاتزال قائمة وندفع باتجاه مضيها وصولا إلى حوار جنوبي ــ جنوبي بتمثيل أوسع يكلل اللقاءات السابقة التي غابت عنها بعض الأطراف من الحراك ونحرص على حضورها ومشاركتها لما من شأنه خدمة القضية الجنوبية العادلة من خلال التوصل لرؤية سياسية ومرجعية قيادية توافقية، وهذا لا ينفي خصوصية الخيارات المطروحة وتباينها، والأهم هو حق شعب الجنوب في تقرير مصيره دون وصاية عليه من أي طرف.
وبين بأن الحراك نهض بإرادة شعبية بعيدا عن الانقسامات والتعدد الحاصل وتجاوز ما يسمى القيادات التاريخية بل سبقها، كما باغت نظام صنعاء الذي ركن إلى وحدة تبين أنها كانت معتمدة على الظلم الذي لا يقبله الناس فخرجوا تأسيسا على التصالح في نضالهم التحرري السلمي ــ وضع خطوطا كثيرة على كلمة السلمي ــ ومازال سلميا وسيبقى كذلك حسب تعبيره، مشيرا الى ان الحراك عانى بالرغم من سلميته من القتل وقدم صورة حضارية حينما تناسى جراح الماضي، ورأى أن أي دعوة للعنف ستكون مرفوضة في الجنوب.
ووصف تقرير بن عمر عن القضية الجنوبية الذي قدمه للأمم المتحدة بأته كان متوازنا في نقل الحقائق وصورة ما يعانيه الجنوب، مضيفا: هذه أمور مفيدة للقضية نأمل أن تتراكم ككرة ثلج لتطفئ نار ولهيب الظلم الذي عانى منه شعب الجنوب.
ويرى ناصر أن الاعتذارات التي صدرت من قبل بعض الأطراف تعد مؤشرات إيجابية ينبغي أن تتظافر وتتحول إلى ممارسات من خلال تقديم تنازلات وطنية تعبر عن روح المسؤولية، وخاصة لجهة القضية الجنوبية بوصفها نقطة ارتكاز محوري، وشدد على ضرورة إعادة حقوق الجنوبيين واحترام إرادتهم في حق تقرير مصيرهم.
واعتبر من يرى أن الفيدرالية بداية لتمزيق البلد يبدو أنه يعيش في بلد آخر، لأن اليمن بحالته الراهنة قد خطا خطوات وليست في البداية كما أشرت شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، ونحن اليوم نسمع عن القضية الجنوبية وفي إطارها نسمع عن القضية العدنية والقضية الحضرمية، وصعدة في وضع خاص مع ما جاورها، فالفيدرالية واحدة من الخيارات المطروحة، ونحن مع أي جهود راهنة لوقف السير نحو المجهول فقد لا يكون الشمال شمالا ولا الجنوب جنوبا فيما لو فشلت الجهود المحلية والعربية والدولية في الحل السحري لهذا البلد حد قوله الرئيس ناصر.
وقال إنه رفض خوض الانتخابات أكثر من مرة، وكانت لدي أسبابه الذاتية والموضوعية وقال انه لا يظن أن ما حدث في اليمن من تطورات قد غيرت كثيرا من هذه العوامل ليخوض الانتخابات في 2014م خاصة وأنه مهتم بتصنيف مذكراته وغير راغب بدور مستقبلي يراه لفئة الشباب الذين حركوا عجلة التغيير ويستحقون أن يكرموا بوصفهم صناعا للحاضر والمستقبل.

وحول عدم عودته لليمن مع عرض الرئيس السابق منصبا عليه.. قال: لم تغرني تلك العروض التي أشرت إليها، فقد وصلت إلى أعلى هرم السلطة كأحد صانعي القرار حينها بسلبياتها وإيجابياتها، لا شكلا من أشكال التمثيل الذي لا نقبل به، وكانت ولاتزال لنا رؤيتنا الخاصة والتي نطرحها في كل المراحل وإزاء كافة القضايا والتطورات من خارج السلطة والبلد الذي نأمل أن نعود إليه قريبا.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد