قال المحلل السياسي البروفيسور/ سيف العسلي, إن رئيس الجمهورية/ عبد ربه منصور هادي, لازال يمارس نفس الأساليب والتكتيكات التي كان يمارسها سلفه علي عبد الله صالح الذي وصل إلى كرسي الرئاسة ليحكم لمدة ستة أشهر واستمر على مدى 34عاماً في الحكم.
وأضاف العسلي ـ في تصريح لـ"أخبار اليوم" ـ بأن بالرئيس يمارس أساليب المزايدة والأجندات الخفية ورمي التهم على الآخرين وعدم مصارحة الشعب، وكأنه لم يتعظ من سلفه في الحكم ويتصرف وكأنه أذكى من أستاذه الذي تعلم منه هذه الأساليب والتكتيكات، مشيراً إلى أن سياسة هادي تبدو مختلفة عن سياسة صالح وهي تؤدي إلى ذات الاتجاه ولكن تأخر بعض الوقت، محذراً من أن هذه الأساليب التي يمارسها هادي قد تتسبب ـ لا سمح الله ـ في انفلات اليمن إلى الفوضى والدمار، وهي التي تسببت بأزمات لسنوات في اليمن.
وأشار إلى إعلان هادي بإعادة 70 ألفاً من المسرحين إلى الوظيفة العامة، دون أن يتأكد من هم هؤلاء وهل لازالوا في سوق العمل أم لا وهل موارد البلاد تتحمل ذلك وهل هي حقوق مشروعة؟! لافتاً إلى أن ذلك الإعلان لدغدغة عواطف الناس فحسب, منوهاً إلى أن الرئيس يزيد الطين بلة بطرحه بمثل هذه الوعود وأن على الرئيس ـ في مثل هذه القضايا ـ أن يكون منصفاً وصادقاً ودقيقاً في مثل هذه القضايا.
وأشار العسلي إلى حديث الرئيس هادي عن تأسيس نظام حكم جديد، معلقاً: هو رئيس انتقالي سيدخل التاريخ إذا أخرج اليمن من وضعها الحرج إلى وضع مستقر دون أن يؤسس لنفسه نظام حكم، لافتاً إلى أن صالح استمر في الحكم 34سنة رغم أنه جاء إلى كرسي الرئاسة لمدة 6 أشهر، وقال كان على الرئيس هادي أن يركز على نجاح اليمن خلال هذه السنتين لا أن يهيئ للتمديد وأن يجعل من المشاكل وسيلة للاستمرار في الحكم وينبغي عليه أن يكون صادقاً مع الوطن ومع الله وأن يعمل على تأسيس دولة حديثة لا لحكم جديد.
وأشار العسلي إلى أن تعيينات هادي لبعض أقاربه فيه نوع من المناطقية واعتبر هذا الأمر واضحاً وجلياً، وأن الرئيس هادي لم يكن بحاجة لهذه التعيينات المناطقية.
وفي سياق آخر علق العسلي على رؤية حزب المؤتمر الشعبي العام حول محتوى القضية الجنوبية والمقدمة في مؤتمر الحوار، والتي حمّلت حزب الإصلاح مسؤولية حرب 94 والاغتيالات التي طالت قيادات الاشتراكي وحروب صعدة والنهب الذي طال الممتلكات بالجنوب واغتيال جار الله عمر والإيقاع بين شريكي الوحدة للوصول إلى السلطة، معتبراً إياها بأنها غير وطنية.
وقال العسلي إن القوى السياسية يكررون نفس الأخطاء السابقة التي ستخلق مشاكل جديدة وحاولوا إنقاذ أنفسهم وإدانة الآخرين فيما الوطن والمواطن لا أحد يتلمس همومه ومشاكله ـ حسب العسلي.
ووفقاً للعسلي فإن أحزاب المؤتمر والاشتراكي والإصلاح "كذابين" كلٌ يحاول تبرئة نفسه ويدين الآخرين ويحمله مسؤولياته.. وأوضح العسلي بأن المؤتمر كان الحزب الحاكم وصانع القرارات ولهذا تصادم مع الآخرين وبالتالي فهو يتحمل الجزء الأكبر في بروز القضية الجنوبية وقال بأن الإصلاح أيضاً كان مع المؤتمر وحين تحالف مع الاشتراكي انقلب على الحزب ومبادئه وقيمه.
ونوه إلى أن أساس القضية الجنوبية هو أن المؤتمر أرسل إلى الجنوب من مارسوا عبثاً مظلماً، ولم يعمل على مراعاة خصوصية المحافظات الجنوبية وبالتالي يتحمل المؤتمر المسؤولية الكبرى ـ حد قوله.
وبحسب العسلي فإن الإصلاح شارك المؤتمر بهذا النهج ولم يقم بدور الناصح بل بدور المشارك وبالتالي يتحمل جزءاً من المسؤولية، مشيراً إلى أن الاشتراكي لا زال يتمثل خطؤه بتصوره أنه هو الجنوب ولازال مصراً على تصرفه بأنه ممثل للقضية الجنوبية.
وطالب العسلي، أحزاب "المؤتمر والإصلاح والاشتراكي" الاعتراف بأنها شاركت في إيجاد القضية الجنوبية، إما من خلال تعمد الإساءة أو تضخيم الأمور عما هي عليه في السابق، لافتاً إلى أن هذه الأحزاب الثلاثة تكرر نفس الأخطاء بنفس القوالب والأساليب السابقة، محذراً من أن تخلق هذه الرؤى مشاكل جديدة، كون الأحزاب تحاول إنقاذ نفسها وإدانة الآخرين ـ حسب العسلي.. ونبه إلى أن ذلك قد يوصل اليمن إلى دائرة الفوضى، معتبراً أن الانفصال مستحيل.
وأشار العسلي إلى أن الوحدة إذا لم تكن خيراً لليمن كله فلا فائدة منها، وحث على التركيز على المشاريع المفيدة للبلاد وقال إذا كانت الفيدرالية هي الحل فلتكن.. وقد يكون اليمن غير مهيئ للفيدرالية أيضاً وربما تكون قفزاً إلى الأمام مثل اتفاقية العهد والاتفاق، مشدداً على ضرورة مراعات متطلبات أي حل ومراعاة أن يكون قابلاً للتطبيق وإلا فعدمه أفضل من وجوده ـ حد قوله.
وقال إن أي نظام سيحل مشاكل اليمن وقابل للتطبيق فليتم اعتماده سواءً فيدرالية أو حكماً واسع الصلاحيات أو غيرها من الحلول حتى فك الارتباط، أما الشعارات الرنانة لا تقدم شيئاً.
وتساءل العسلي: إذا كانوا لم يستطيعوا إدارة دولة بسيطة فكيف سيديرون دولة مركبة؟!.
وقال إن اليمن مهيأة لدولة حديثة أو إلى الفوضى فلا فك الارتباط حينها سيتم ولا الفيدرالية ستتم كما يريدها الجنوبيون ولا الحكم المحلي الواسع الصلاحيات.