شهدت العاصمة صنعاء عصر أمس الجمعة تظاهرةً لأنصار الحوثي للمطالبة بإسقاط النظام وحكومة الوفاق .
ورفع المحتجون لافتات تهاجم الحكومة وتصفها بحكومة المقاسمة والمحاصصة وأنها لا تمثل الشعب وسمحت بدخول المارينز الأميركي- حد قولهم-، مرددين هتافات تطالب بإسقاط النظام والحكومة.
ويأتي هذا التصعيد المتكرر في الجمع الأسبوعية من قبل جماعة الحوثي في وقت تشارك جماعة الحوثي بالحكومة وبمؤتمر الحوار الوطني, الأمر الذي يعتبره مراقبون مراوغةً قذرة تمارسها جماعة الحوثي.
وفي السياق علق الخبير في شؤون الحركات الإسلامية/ نبيل البكيري- رئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية/ مفسراً تناقضات الحوثي بأنها نوع من الانتهازية تمارسها الجماعة من أجل إرباك المشهد وفي سياق محاولة خلق وضع سياسي جديد مستنداً الى تراث تاريخي يعتسف نصوص الدين في محاولة تفسير أحقية مزعومة للسلطة والملك والثروة والحكم.
وأشار إلى تناقض جماعة الحوثي في قبولها بالمشاركة في الحوار استغلالا للوقت لمد نفوذها وتمددها بقوة السلاح وارتكبها انتهاجات جسيمة للحقوق والحريات في المناطق التي تسيطر عليها، منوها إلى أن استمرارها في هذه الانتهاكات يؤكد بجلاء أن حقيقة هذه الجماعة خارج اطار الحوار وانها مشروع عنصري يقوم على استغلال الظرف الحالي وكسب مزيد من الوقت لتحقيق أهدافها التي تعمل من أجلها والمتمثلة بالحكم والسلطة خارج اطار الشرعية السياسية الشعبية.
وفي تصريح لـ"أخبار اليوم"، اعتبر البكيري مطالبة جماعة الحوثي بإسقاط النظام والحكومة في ظل مشاركتهم بالحوار بأنها انتهازية سياسية, حيث تتخذ الجماعة هذا التناقض وسيلة سياسية لتحقيق أهدافها, مشيراً إلى أن هذه الانتهازية تؤكد أن هذه الجماعة تريد تحقيق أهدافها بالعنف والقوة ولا شأن لها بممارسة العمل السياسي والحوار والقبول بالآخر.
ولفت البكيري إلى أن جماعة الحوثي نجدها في مؤتمر الحوار (أنصار الله) وفي صعدة والمناطق التي تسيطر عليها هم (أعداء الله).
وكعادتهم الحوثيين الذين يرفعون شعار الصرخة( الموت لأميركا .. الموت لإسرائيل) للمراوغة.. طالبوا في تظاهرتهم أمس بطرد السفير الاميركي.
من جهته قال الناطق الرسمي باسم لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار اللواء- الركن علي سعيد عبيد- إن الذين يحاولون تضليل الرأي العام تحت شعار (العداء لأمريكا) عليهم أن يعلموا بأن ورقة كهذه هي ورقة خاسرة لأن الشعب اليمني يدرك حقيقة ما يريدون.
وأشار إلى أن الضجة الإعلامية المفتعلة حول الادعاءات بتفتيش منازل في محافظة لحج من قبل قوات أجنبية، إنما هي ادعاءات إعلامية مغالية أغراضها لا تخدم الحقيقة وتتجه إلى أغراض أخرى الوطن والشعب في غنى عنها، موضحاً ألا تعدو أن تكون زوبعة في فنجان ولا صحة لها مطلقاً استندت بصورة غير قانونية إلى معلومات مشوشة وتفتقر إلى الحقيقة تماماً.
وأوضح بأن قوة مكافحة الإرهاب اليمنية لم تدخل أي منزل ولم تقم بتفتيش أي بيت بلحج، معتبراً تضليل الرأي العام تحت شعار (العداء لأمريكا) ورقة خاسرة.
وتساءل الناطق الرسمي للجنة العسكرية ألا يدركون بأن في لحج سلطة محلية وأمن وقضاء وأن أبناء لحج أحرار وقادرون على التعبير عن مصالحهم، وأنهم لا يقبلون أية وصاية عليهم من أحد، بل ويرفضون أن يتحدث أي كان عنهم.. وأن مصالحهم ليست سلعة يسترضون بها أطرافاً خارجية تدعي أنها في معاداة وهمية لأمريكا.
وقال: إن الوطن واستقراره ونمائه والشعب ومصالحه العليا تدعو إلى ضرورة أن يكف المزايدون على سلطات الدولة اليمنية وأن يتجهوا نحو ما يساعد على خروج اليمن من أزمته والانخراط في العملية السياسية المحكومة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتجسيد الحرص على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الذي نتمنى أن يستوعبوا من خلاله ما يوجبه عليهم وطنهم وشعبهم من تحمل مسؤولياتهم ضمن كل مكونات هذا المؤتمر الذي سيتكلل بالنجاح بإذن الله وسوف تكون مخرجاته ملزمةً للجميع.
