صحيفة أميركية أكدت أن إضراب معتقلي غوانتنامو عن الطعام زاد من الضغط على إدارة أوباما للدفع بها إلى إغلاق السجن..

مسئول أميركي: نقل معتقلين إلى اليمن سيتم ببطء بدءاً باثنين أو ثلاثة

2013-05-25 05:35:14 أخبار اليوم/ ترجمة خاصة


 ذكرت وكالة أسوشيتد برس الأميركية أن خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما على استخدام الطائرات بدون طيار ومصير سجناء غوانتنامو تلقى ترحيباً كبيراً يوم أمس الجمعة في بلدين من أكثر البلدان تضرراً من هذه السياسات، باكستان واليمن.
وأوضحت أن المسئولين الباكستانيين انتقدوا الرئيس أوباما لعدم الإعلان عن وضع حد لغارات الطائرات بدون طيار ضد من تصفهم بالمتشددين الإسلاميين في البلاد في خطابه يوم الخميس، حيث يطالبون بذلك منذ فترة طويلة.
أوباما اعتبر ضربات الطائرات بدون طيار مهمة للجهود الأميركية في مكافحة الإرهاب لكنه اعترف أنها ليست "كل العلاج".
كما قال الرئيس إنه منزعج للغاية من سقوط قتلى من المدنيين بدون قصد في الضربات وأعلن عن معايير أكثر دقة للتحكم بالهجمات، وهي التدابير التي قال مستشاروه إنها ستحد بشكل فعال من استخدام الطائرات بدون طيار في المستقبل.
وبشأن غوانتنامو، ناشد أوباما الكونغرس بإغلاق مركز الاعتقال في كوبا وحاول تحريك العملية من خلال إعلانه عن دفعة جديدة لنقل المعتقلين إلى بلدانهم ورفع الحظر على عمليات النقل إلى اليمن.
واعتبرت الوكالة أن نهاية القيود على نقل اليمنيين هي الأساس، نظرا لأن 30 من الـ56 معتقلا المؤهلين للنقل هم يمنيون.
مستشار رئيس الوزراء اليمني راجح بادي أشاد بقرار أوباما رفع الحظر المفروض على عودة المعتقلين اليمنيين واعتبره "خطوة مُرحب بها" حيث من شأنها تحسين العلاقات بين البلدين.
وقال بادي: "هذا هو الكلام المسئول، خصوصا حول إغلاق مركز الاعتقال، الذي أصبح إهانة للولايات المتحدة أكثر من أي بلد آخر".
جهود أوباما لإغلاق معتقل غوانتنامو كانت مُرحب بها أيضا في باكستان، لكنه كان لها أقل صدى في البلاد لأن هناك عدد قليل نسبيا من الباكستانيين في غوانتنامو.
كما أن محللين شككوا حول ما إذا كان أوباما سينجح هذه المرة، نظرا لأنه وعد بإغلاق السجن خلال ولايته الأولى لكنه فشل في القيام بذلك بسبب معارضة الكونغرس إلى حد كبير.
من جانها ذكرت صحيفة "وول إستريت جورنال أمس"الأميركية الأول أن إدارة أوباما أخبرت الكونغرس في رسالة قدمتها يوم الأربعاء بأن اربعة أمريكيين قُتلوا في هجمات الطائرات بدون طيار، وهو أول اعتراف رسمي عن القتلى الأمريكيين الذين قتلتهم الإدارة.
النائب العام إريك هولدر كتب بأن أنور العولقي، رجل الدين المتشدد الذي قُتل في سبتمبر 2011، كان الوحيد المستهدف. والثلاثة الآخرين كانوا نجل العولقي، عبد الرحمن العولقي، وسمير خان، أحد المروجين للقاعدة، والذين قُتلا في اليمن، إضافة إلى جيود كينان محمد الذي قُتل في باكستان، وكان على قائمة مكتب التحقيقات الفدرالي لأهم المطلوبين في دعم الإرهاب. وكان جيود محمد الوحيد من بين الأربعة الذي لم تحدد هويته في وقت سابق بأنه قُتل في غارة لطائرة بدون طيار.
وأشارت الصحيفة إلى أن الضغط المتجدد لإغلاق غوانتنامو يضع البيت الأبيض في دورة أخرى من التصادم مع الكونغرس. إغلاق السجن، الذي افتتحه جورج دبليو بوش، كان أولوية بالنسبة لأوباما عندما تولى منصبه. كان السجن يحتضن قرابة 800 معتقل، معظمهم من المتشددين الذين اعتقلوا في أفغانستان وباكستان. بدأت عمليات نقل المعتقلين إلى بلدانهم أو إلى بلدان أخرى في عام 2004 واستمرت طوال فترة إدارة بوش. ومنذ عام 2011 تم نقل عدد قليل من المعتقلين.
وأوضحت الصحيفة أن الإضراب عن الطعام الذي ينفذه الآن 102 معتقلا في غوانتنامو، احتجاجا على احتجازهم وبطء عمليات النقل، زادت الضغط على الإدارة للدفع بها إلى إغلاق السجن. من 166 معتقلا الآن، تم تجهيز 86 للنقل، منهم 56 إلى اليمن.
وقال مسئولون سابقون وحاليون إن استئناف عمليات النقل من المرجح أن تبدأ ببعض المعتقلين غير اليمنيين، مما يعطي الحكومات الوقت الكافي لبناء وإعادة تأهيل برنامج الرقابة.
حاليا تجري الولايات المتحدة محادثات مع الحكومة الأفغانية حول نقل المعتقلين الأفغان من غوانتنامو. دعاة حقوق الإنسان يعتقدون أن هؤلاء المعتقلين قد يكونوا من بين أوائل المنقولين من غوانتنامو.
وقال مسئول أميركي إن عمليات النقل إلى اليمن ستبدأ ببطء، بدءا باثنين أو ثلاثة معتقلين، لضمان أن اليمن بمقدورها مراقبة المعتقلين والحيلولة دون انضمامهم إلى الجماعات المسلحة. وقال المسئول إن عمليات النقل إلى اليمن يمكن أن تبدأ بعد أشهر.
وقد قالت إدارة أوباما إن غوانتنامو تقوض الأمن القومي لأنه مُستخدم لحشد أناس قد يكونوا متشددين. وقد انتقد دعاة حقوق الإنسان فشل الرئيس أوباما في الوفاء بتعهده في عام 2009 بإغلاق السجن.
وقالت اندريا براسو، استشارية مكافحة الإرهاب في منظمة هيومن رايتس ووتش: "عليه أن يوضح أنه جاد هذه المرة. لقد وعد بنفس الشيء قبل أربع سنوات. ما الذي يجعل هذا الوعد مختلف؟ عمليات النقل هي التي تجعل هذه المرة مختلفة".
لكن من المرجح أن يُنظر إلى هذه الخطوة في أحسن الأحوال بالشك والريبة بين الجمهوريين في الكونغرس، الذين يقولون إن هذا المرفق هو الأكثر أمنا وخارج أراضي الولايات المتحدة. السيناتور الجمهوري الأمريكي كيلي أوت، التي قادت جهودا لمنع نقل معتقلي غوانتنامو إلى الولايات المتحدة، قالت إن معتقلي غوانتنامو السابقين قد عادوا إلى ميدان المعركة في اليمن.
وقالت كيلي: "إننا نعلم أن هناك نشاط كبير لتنظيم القاعدة في اليمن. من الواضح أن لدي بعض الشكوك الخطيرة حول اليمن".
وقال مسئول سابق في الإدارة مطلع على خطط الخطاب، إنه من المتوقع أن يؤكد أوباما في خطابه على حملة مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم بصفته نهجا شاملا لإيجاد واعتقال وقتل ومحاكمة الإرهابيين.
وقد قررت إدارة أوباما من حيث المبدأ الانتقال التدريجي في السيطرة على برامج الطائرات بدون طيار إلى البنتاغون من وكالة المخابرات المركزية، والسماح للوكالة بإعادة التركيز على التجسس وتحليل الاستخبارات.
حاليا تدير الوكالة والبنتاغون برامج طائرات بدون طيار موازية في اليمن. أما في باكستان، فإن وكالة المخابرات المركزية تشغيل البرنامج بمفردها.
وقال مسئولون إنهم يتوقعون أن يتم التخلص أولا من برنامج وكالة المخابرات المركزية في اليمن على الرغم إنه لا يزال من غير الواضح كيف سيتم ذلك قريبا.
ونوهت الصحيفة بأن أن إعادة تشغيل عمليات النقل إلى اليمن ستكون متعددة الخطوات. أولا يتعين على البيت الأبيض إصدار أوامر بإلغاء الحظر على نقل المعتقلين إلى اليمن –وهو ما أعلنه أمس الأول الرئيس اوباما. بعد ذلك، يجب على زير الدفاع تشاك هيغل التوقيع على تصريح التنازل يؤكد على أن عمليات النقل تصب في مصلحة البلاد. وبعد التوقيع على هذا التنازل، يجب على الإدارة إخطار الكونغرس عزمها على نقل المعتقلين خلال 30 يوما على الأقل.
الخطوات الأخيرة التي اتخذتها اليمن قد تجعل من السهل على البنتاغون التوقيع على التنازل. فقد تعهدت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، التي زادت التعاون في مكافحة الارهاب مع الولايات المتحدة، بمراقبة المعتقلين عن كثب ووضعهم في برنامج إعادة تأهيل مكثف.
مسئولون أميركيون ويمنيون أجروا مفاوضات في الأسابيع الأخيرة حول استئناف عمليات النقل، بما في ذلك وعود بتبادل المعلومات حول المعتقلين السابقين.
وقالت الحكومة اليمنية إن عدد من الوزارات ستراقب المعتقلين السابقين لمنعهم من الأنشطة التي يُحتمل أن تهدد الولايات المتحدة وضمان تلقيهم المشورة والتدريب المهني وغيرها من المساعدات لإعادة إدماجهم في المجتمع.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد