تفاقمت حدة الانتهاكات الحوثية بحق المواطنين المدنيين من أبناء محافظة صعدة, مع اقتراب موعد دفن رفاة حسين بدر الدين الحوثي, في السابع والعشرين من رجب الحالي, الأربعاء القادم وتجري حالياً في صعدة ترتيبات مكثفة وواسعة تحضيراً لمراسم دفن القيادي الحوثي وأبرز مؤسسي هذه الجماعة المسلحة, الذي قتل في الحرب الأولى في التاسع من سبتمبر للعام 2004 وسلمت السلطات اليمنية رفاته إلى الحوثيين مطلع العام الحالي 2013م.
وترافقت هذه الترتيبات الضخمة, عمليات اعتقال ودهم في مديريات حيدان وساقين وغيرها من محافظة صعدة, وأخذ تعهدات خطية من المواطنين بحضور مراسيم التشييع لرفاة الزعيم الروحي للجماعة, والمتوقع أن يتقدم موكبه الجنائزي شقيقه يحيى بدر الدين الحوثي, اللاجئ في ألمانيا, وتقول مصادر بعودته إلى اليمن قبل فترة, لهذه المهمة.
وأعرب عدد من أبناء صعدة النازحين عن أسفهم في الحكومة الحالية التي أبدت اهتمامها برفات حسين الحوثي, دون أن تنظر إلى قضية النازحين المشردين عن ديارهم, بذات العين الشفوقة على الحوثيين.
وقال الناطق الرسمي لرابطة أبناء صعدة وحرف سفيان الشيخ محمد عيضة شبيبة: إن تسليم السلطات الرسمية الحوثيين رفاة زعيمهم "الهالك" في الوقت الذي مازال فيه عشرات الآلاف من النازحين من أبناء صعدة خارج ديارهم وفي منافي الشتات - غير قادرين على العودة في ظل غياب الدولة وسيطرة الحوثيين على كل مفاصل المحافظة - قال إن ذلك أمر يبعث على الأسف والضحك معاً.
وأضاف عيضة لـ "أخبار اليوم" إن الحوثيين كثفوا هذه الأيام انتهاكاتهم بحق أهالي المحافظة وأغلقوا الخطوط والطرقات وأجبروا مدراء المدارس على الإلتزام والتعهد الخطي بالدفع بكل الطلاب والتلاميذ للمشاركة في تشييع الرفاة الذي اعتبره عيضة مادة لفتنة جديدة ستعيشها صعدة, في قادم الأيام, خاصة وأن مؤشرات واضحة في جعل الضريح مزاراً دينياً سيتم على أساسه فرز التوجهات الفكرية والدينية لأبناء المحافظة, بحيث ستكون زيارة الضريح دليلاً على تأييد الجماعة, ومن لم يزره فهو ضدها, وسيتعرض لأبشع أنواع الانتهاكات باسم الله والدين.
ودعا عيضة كافة أبناء صعدة الشرفاء إلى عدم المشاركة في هذا التشييع لرفاة واحد من أبرز المتهمين باقتراف جرائم إنسانية وإرهابية بحق المحافظة كاملاً.
وفيما تقول جماعة الحوثي إن موعد دفن رفاة حسين بدر الدين يتزامن مع يوم مقتله في 27 رجب العام 2004م.. لم يستبعد عيضة وآخرون من أبناء صعدة أن يكون اختيار الحوثيين للسابع والعشرين من رجب موعداً لدفن الرفات استثماراً سياسياً لمناسبة غالية على المسلمين وهي الإسراء والمعراج للرسول - صلوات الله وسلامه عليه - التي تمت في ذلك اليوم التاريخي من شهر رجب المحرم.