تأكيداً لما نشرته "أخبار اليوم" يوم أمس عن سعي علي عبدالله صالح وقيادات المؤتمر الشعبي العام بتهييج الشارع اليمني وتحريكه ضد حكومة الوفاق والرئيس هادي لإسقاطهما على اعتبار أنما يحدث في مصر يجب أن يستلهمه الشارع اليمني، فقد شهدت أمانة العاصمة يوم أمس حالة من شبه انعدام للمشتقات النفطية في عدد من محطات بيع البنزين ومشتقاته في حين شهدت أخرى تزاحما وطوابير طويلة من السيارات للحصول على البنزين والديزل في ظل الحديث عن أن السبب وراء هذه الأزمة هي بعض التقطعات القبلية المسلحة التي احتجزت ناقلات النفط خارج العاصمة صنعاء ومنعتها من الدخول.. حيث تعتبر هذه الوسيلة في إدخال العاصمة صنعاء في أزمة بنزين عبر التقطعات المسلحة واحدة من الأدوات التي يستخدمها النظام السابق كواحدة من الأدوات لتهييج وإثارة الشارع اليمني ضد حكومة الوفاق والرئيس هادي, سيما وأن هذه الأزمة جاءت بعد ساعات من تعرض أبراج الكهرباء لاعتداء تخريبي في منطقة الدماشقة بمحافظة مأرب.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد فقط من إجراء صالح سلسلة من اللقاءات والاتصالات بعدد من قيادات مؤتمرية تدين بالولاء له شخصياً حثها خلالها على الرفع من وتيرة عملها في أوساط الجماهير لتهيئة الشارع اليمني لحين سقوط حكومة الوفاق والانقلابيين والرئيس هادي, كما تأتي هذه التطورات أيضاً في وقت مازالت الحكومة واللجنة العسكرية تقفان عاجزتين عن إيقاف الاعتداءات المتكررة التي ينفذها قبليون على أبراج الكهرباء وتسببت في خسائر مادية تتكبدها الخزينة العامة للدولة، فعصر أمس الاثنين خرجت محطة مأرب الغازية عن الخدمة عقب اعتداء تخريبي جديد في منطقة الدماشقة بمحافظة مأرب وقع ما بين البرجين (325 و 426).
وأكد مصدر في وزارة الكهرباء أن الاعتداء الذي طال أبراج الكهرباء بالدماشقة نفذه المدعو أحمد صالح بن سمره الملقب بـ«الشواني».
إلى ذلك اعتبر مراقبون سياسيون الاعتداء على أبراج الكهرباء يوم أمس وتزاحم محطات بيع المشتقات النفطية وطوابير السيارات في أمانة العاصمة وكذا استحداث تقطعات قبلية خارج العاصمة يؤكد حقيقة سعي وتوجه رئيس المؤتمر الشعبي العام/ علي عبدالله صالح لإحداث انقلاب ضد الرئيس هادي وحكومة الوفاق واستعادة ما يعتبره الحق المغتصب من الانقلابيين، خاصةً وأن صالح يرى في الأحداث التي تشهدها جمهورية مصر ملهمة للشارع اليمني غير مستبعدين في الوقت ذاته أن التزاحم على محطات بيع المشتقات النفطية والأزمة المفتعلة لانعدام البنزين قد تمدد إلى عدد من المحافظات الرئيسية الأمر الذي يرى فيه صالح واحدة من أساسيات تهييج الشارع اليمني ضد حكومة الوفاق واللجنة العسكرية والرئيس هادي والتسريع في الإطاحة بهم.
ويرى المراقبون أن عدم قيام الرئيس هادي بإجراءات حازمة من شأنه أن تحفز وتشجع المواطن اليمني على الصبر على الوضع الاقتصادي الراهن والانفلات الأمني التي تشهده العديد من المحافظات الرئيسية وكذا عدم قيام الرئيس هادي بإصلاحات سياسية حقيقة تساهم في استقرار الوضع الأمني، يمثل أرضية خصبة وقاعدة صلبة تمكن صالح والنظام السابق الاتكاء عليها كأرضية انطلاق للنزول إلى الشارع عبر استخدام فشل وعجز حكومة الوفاق واللجنة العسكرية للكثير من القضايا واستمرار تدهور الوضع الاقتصادي والأمني أوراق رئيسية طالما انتظر صالح الفرصة المواتية للعب بها للانتقام بمن يعتبرهم انقلابيين وسلبوا الحكم منه.
تجدر الإشارة إلى أن الاعتداء على خطوط نقل الطاقة الكهربائية مأرب ـ صنعاء جاء بعد أقل من نصف ساعة من عودة محطة مأرب الغازية للخدمة بعد أن توقفت إثر خلل فني.
وأوضح مصدر مسئول بغرفة العمليات المشتركة بوزارة الكهرباء لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الاعتداء الذي نفذه المدعو حمد بن صالح سمرة الملقب بـ(الشواني) نفذ عملية الاعتداء في منطقة الدماشقة بين البرجين 425 ـ 426 الساعة الرابعة من مساء أمس وفقا لوكالة الأنباء اليمنية سبأ,
ولا يبعد موقع الاعتداء عن المحطة الغازية سوى ثمانية كيلومترات.
وبحسب المصدر فإن الاعتداء ـ الذي طال الدائرة الثانية من خطوط النقل ـ أدى إلى خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة واستمرار انقطاع الكهرباء عن عدة محافظات.. لافتا إلى أن منفذ الاعتداء سبق, نفذ العديد من الاعتداءات على الكهرباء خلال العامين الماضيين كان آخرها اعتداء بتاريخ 14 يونيو الماضي.