في رؤية مشتركة لمحتوى قضية صعدة..

الاشتراكي والناصري والقوى الشعبية يصفون تدخل السعودية بالسافر ويشيدون بالتدخل القطري

2013-07-03 17:49:28 أخبار اليوم/ خاص


وصفت الرؤية المشتركة ـ التي قدمها كل من الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري واتحاد القوى الشعبية إلى مؤتمر الحوار الوطني ـ وصفت تدخل المملكة العربية السعودية في الحرب الأخيرة على صعدة بالتدخل السافر.
وشددت الرؤية على أهمية إيلاء هذه القضية حقها الكامل من النقاش الجاد والمسئول والوقوف أمام المحتوى بكل جوانبه بتجرد وموضوعية، فإذا لم ينظر إلى قضية صعدة بهذا العمق فإن أي نظرة ستظل سطحية وإذا لم يعالج جوهر القضية وأسبابها الحقيقية فستظل قائمة وستوظف من أعداء اليمن لإثارة المناطقية والمذهبية وستظل أزمة الشعور بالولاء الوطني قائمة بين كل اليمنيين.
وأكدت أن على جميع الأطراف والقوى أن تتعظ مما جرى وأن تدرك أن ثقافة الإلغاء ونهج الإقصاء وسياسة التفرد والاستحواذ أثبتت فشلها وعدم جدواها ولم يعد لها أي قدرة على البقاء, وأن الاعتراف بشركاء الوطن والإيمان بمبدأ الشراكة في السلطة والثروة هو طريق الخلاص والاستقرار والنهوض باليمن نحو المستقبل.
وتحدثت الأحزاب الثلاثة، المنضوية تحت تكتل اللقاء المشترك، في رؤيتها لمحتوى القضية، عن الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية لها، بالإضافة الى النتائج التي وصفتها بالكارثية.
وأفادت الرؤية بأن الوساطة القطرية مثلت أهم تحرك إقليمي لإيقاف نزيف حرب صعدة وفي منتصف يونيو من عام 2007 وقع الطرفان على اتفاق مصالحة برعاية قطرية عُرف باتفاق الدوحة، تضمنت بنوده إلتزامات على كل طرف.
ولم يتفق الطرفان على آلية محددة لبدء تنفيذ الاتفاق، وفي منتصف شهر فبراير 2008 تم الإعلان من العاصمة القطرية الدوحة عن توقيع جديد للاتفاقية السابقة وملحق تنفيذي بها.
بعد ذلك توالت اللجان الرئاسية المكلفة بإيجاد آلية لبدء تنفيذ الاتفاقات القائمة، خاصة اتفاق الدوحة الأخير، غير أن تلك اللجان جميعاً لم تستطع القيام بمهامها نتيجة صعوبات واجهتها، من ضمنها وجود أطراف أخرى تستفيد من استمرار الحرب وتعمل على إطالة أمدها بحسب الرؤية.
واستعرضت الرؤية مجريات تلك الحروب ونطاقها وتطوراتها مشيرة الى ان انفجار شرارة الحرب الأولى كان في 18/6/ 2004 واستمرت حتى 10 /9 / 2004 يوم أن أعلنت السلطات مقتل حسين الحوثي، وبحسب بعض الإحصائيات فقد خلفت الحرب الأولى أكثر من 1300 قتيل من الطرفين منهم 200 من المدنيين، بينهم الكثير من النساء والأطفال.
وقالت ان الحرب السادسة كانت مختلفة تماماً عن سابقاتها في نقاط عديدة لعل أبرزها اتساع نطاقها الجغرافي (صعدة، عمران، حرف سفيان، الجوف) ، واشتداد حدة معاركها - عمليات برية تغطيها غارات جوية وقصف مدفعي مركز والتي أطلق عليها ( عملية الأرض المحروقة ) ، بالإضافة إلى فشل كافة الوساطات للتوصل إلى هدنة إنسانية تسمح بإغاثة النازحين الذين فاق عددهم المائة وخمسين ألفاً، وهو بدوره رقم قياسي مقارنة بالحروب الخمس السابقة وشكل التدخل السافر للسعودية في خوض المواجهات المباشرة في الحرب السادسة تعقيداً أكبر للقضية ، مما فتح المجال واسعاً أمام التدخلات الإقليمية في الشأن اليمني وتحويل البلاد إلى ساحة صراع بالوكالة .
وأشارت الرؤية إلى أن حروب صعدة منذُ الحرب الأولى وحتى الحرب السادسة شهدت غموض كبير، وتعتيم غير مسبوق وتغييب متعمد للمعلومات الصحيحة حول مجرياتها وضحاياها . ورصدت العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية عدداً كبيراً من الانتهاكات التي رافقت جميع الحروب وتلتها، وفي تقرير أعده المرصد اليمني لحقوق الإنسان لعام 2007 م، أكد فيه أن عشرات الآلاف من اليمنيين شردوا من منازلهم، ودمرت عشرات المنازل والمساجد والمدارس ، واعتقل المئات من أبناء محافظة صعدة وغيرها.
وتشير معظم المنظمات التي قدمت تقارير عن الأوضاع في صعدة أن التقارير تعكس ما يصلهم من معلومات، قد لا تمثل الواقع والحقيقة، وتؤكد أن الأرقام الفعلية أكبر مما ورد.
وترجع السبب إلى شحة الحصول على المعلومات ، وغياب الحصر الدقيق للأضرار ، والآثار التي خلفتها المعارك، بسبب عدم المقدرة على تقصي الحقائق ميدانياً ، نتيجة إغلاق السلطات لمحافظة صعدة ، واعتبارها منطقة عسكرية، ومنع وسائل الإعلام من نقل ما يدور فيها إلا أن ما يمكن الإشارة إلية هنا هو إن انتهاكات متبادلة يجري تبادل الاتهامات بين الأطراف المختلفة مما يتطلب تحقيق محايداً شاملاً للوصول للحقيقة .
وأشارت إلى أهم نتائج الحروب والتي تمثلت في سقوط آلاف الشهداء من المدنيين والحوثيين والقبليين ومن منتسبي القوات المسلحة والأمن ، وقتل الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ ، كما خلفت تلك الحروب آلاف الأطفال والنساء المعاقين نفسياً ، فضلاً عن الألاف من المعاقين والجرحى والمفقودين وتسببت باعتقال آلاف الشباب والرجال وعشرات النساء خارج إطار القانون، وكذا تمزيق النسيج الاجتماعي مناطقياً ومذهبياً ، من خلال إيجاد صراع طائفي مذهبي, على الرغم أنه لم يسجل تاريخياً أي صراع مذهبي في اليمن ثم أدخلت المناطقية ومزجت بالمذهبية ومع بداية حروب صعدة أصبحت سلوكاً رسمياً يتبناه الطرفان وازدادت الأوضاع مأساوية بعد إقحام القبائل في الحرب بحيث أصبحت الثارات القبلية إحدى المتغيرات الجديدة لحروب صعدة بين القبائل الحليفة للنظام والقبائل المساندة للحوثيين مخالفين بذلك الدستور والقوانين النافذة والمواثق والعهود الدولية ذات العلاقة .
كما تطرقت في هذا الصدد إلى تدمير الألاف المنازل وتضرر عشرات الألاف التي هدمت كلياً أو جزياً وتدمير وتجريف مئات المزارع والحقول الزراعية والآبار وشبكات الري وغيرها ، وفتح المجال للتدخل الخارجي الإقليمي والدولي وانتهاك السيادة الوطنية وتحويل البلاد إلى ساحة حروب بالوكالة، و السيطرة على السلاح والممتلكات الخاصة بالجيش والمعسكرات التي كانت موجودة في صعدة وبعض المناطق الأخرى وانتشار السلاح بصورة كبيرة وتقوية الجماعات المسلحة وزيادة عتادها العسكري وكذلك خروج محافظة صعدة وبعض المناطق المجاورة عن سيطرة الدولة وتشكيل مليشيات مسلحة منافية للقانون من عدة أطراف ، وفتح السجون وممارسة الانتهاكات والاعتقالات والتعذيب والإقصاء وفرض ممارسات تنتقص من حقوق المواطنة، إضافة إلى تعرض البنية التحتية المحدودة للخراب والدمار وتعرض الكثير من أبناء اليمن من شاغلي الوظيفة العامة والوظائف الخاصة وبالهوية الشخصية إلى فصل أو نقل تعسفي أو تهميش وإقصاء إداري أو تقاعد مبكر و تعرض الكثير من المزارعين والتجار لخسائر كبيرة.
ووفقا للرؤية فإن أهم النتائج الكارثية لحروب صعدة هو تدميرها للاقتصاد الوطني وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد وارتفاع التكلفة الإنسانية والمالية الباهظة التي فاقمت الأوضاع الاقتصادية وعجلت بالأزمة المالية الخانقة التي أوصلت البلاد إلى حافة الانهيار . فضلاً عن أن الانشغال بالخلافات السياسية والصراعات والحروب أخذ جزءاً كبيراً من وقت الدولة والحكومات المتعاقبة بحيث أدى ذلك إلى الابتعاد عن الكثير من المهام الاستراتيجية وفي مقدمتها مهمة إعادة بناء شخصية الإنسان اليمني بشكل عام .
وحول المحتوى الاجتماعي والفكري أفادت الرؤية ان قضية صعدة اتخذت بعدها ومحتواها الاجتماعي والفكري من غياب التنمية وإحساس شريحة اجتماعية واسعة بالظلم الذي لحق بهم وقيام عدد من وسائل الإعلام بتأجيج التحامل الاجتماعي والمذهبي والطائفي ومحاولات ضرب الهوية اليمنية التوافقية الجامعة والمتسامحة .
وجاء في الرؤية المشتركة: "لقد استنفذت حروب صعدة الكثير من الموارد فكل ريال أنفق على التسليح والمجهود الحربي كان على حساب الخدمات المطلوب تقديمها للمواطنين .وعلى سبيل المثال فقد أنفقت الحكومة أكثر من مليار دولار من احتياطي العملة الصعبة خلال الحرب السادسة وهذا الرقم لا يشمل الدعم المقدم من الخارج لتمويل الحرب حسب ما ورد في تقارير بعض المنظمات الدولية .
وأضافت بان محافظة صعدة تحتل موقعاً جغرافياً إستراتيجياً هاماً على الحدود مع المملكة العربية السعودية وبالقرب من ساحل البحر الأحمر ما جعلها ذات أهمية اقتصادية حيوية كبيرة ، وفي ضل غياب دور الدولة التنموي والاجتماعي والاقتصادي فقد أصبح التهريب في تلك المحافظة النائية نشاطاً اقتصادياً ومورداً للدخل لعقود من الزمن ، وقد فاقمت تلك الحروب الأوضاع السيئة وتطورت إلى نشوء اقتصاد حرب سعى من خلاله تجار الحروب المدنيين والعسكريين إلى مراكمة الأرباح والمبيعات وانتشار التهريب بمختلف مجالاته وفاقم من تلك الأوضاع تنامي المظالم والمشكلات مع استمرار القبائل في لعب دور رئيسي في إدارة شؤنها في ضل غياب الدولة فعلياً وعجزها عن توفير الخدمات الأمنية والاجتماعية والبنى التحتية والخدمات العامة .
وأسفرت الحروب التي شهدتها محافظة صعدة ومناطق الصراع الأخرى عن تعميق المآسي الإنسانية والاجتماعية ونكئ الجراح وتأجيج الثارات وتغذية الصراعات الاجتماعية والمذهبية والقبلية من خلال استخدامها كأوراق في إطار الصراع الدائر لتحقيق مكاسب على الأرض على حساب المصلحة الوطنية العليا وفقا للرؤية التي لفتت إلى أن تلك الأوضاع فاقمت بقاء الآلاف من المهجرين والنازحين خارج منازلهم، ووجود البعض منهم حتى اليوم في مخيمات مؤقتة خارج محافظة صعدة، تشرف عليها المنظمات الأجنبية، ولم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم المهدمة، في ظل غياب الإمكانيات التي تساعدهم على ذلك وفقا للروية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد