مصر.. العسكر يرتكبون مذبحة ضد الساجدين من مؤيدي الرئيس مرسي

2013-07-09 17:49:15 أخبار اليوم/ متابعات


دعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية" المؤيد للرئيس المصري المقال/ محمد مرسي إلى مظاهرات اليوم الثلاثاء في "مليونية الشهيد" بكافة محافظات مصر.
جاء ذلك عقب الاشتباكات التي وقعت فجر أمس بين مؤيدين لمرسي وقوات من الجيش تتولى تأمين دار الحرس الجمهوري (نادي اجتماعي تابع لقوات الحرس الجمهوري شرقي القاهرة)؛ مما أسفر عن استشهاد ما يزيد عن 51 قتيلاُ و435 مصابا ـ بحسب محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف المصرية.
وقال بيان للتحالف أمس إن "إصرار الانقلابين على فض الاعتصام دليل على الفشل في مواجهة خروج الملايين من الجماهير الرافضة للانقلاب"، في إشارة منه إلى البيان الصادر عن الجيش المصري بمشاركة قوى سياسية وشبابية ورموز دينية الأربعاء الماضي، والذي تم بموجبه إسناد رئاسة البلاد مؤقتا إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا/ عدلي منصور لحين انتخاب رئيس جديد؛ مما يعني إقالة محمد مرسي، وتعطيل العمل بالدستور مؤقتا، ضمن خطوات أخرى أرجعها إلى "تلبية نداء الشعب" فيما اعتبرها آخرون "انقلابا عسكريا".
وفيما رحب قطاع من الشعب المصري بقرارات الجيش، يحتج عليها قطاع آخر من مؤيدي مرسي، ويشاركون في مظاهرات يومية ضد ما يعتبرونه "انقلابا عسكريا"..
ونعى التحالف "الشهداء الذين سقطوا برصاص الغدر أثناء أدائهم لصلاة الفجر"، على حد قوله.
وأدان البيان ما قال إنه "تزييف الوعي وحقائق المجزرة التي تمت من قبل قوات الجيش والشرطة".
وتساءل مستنكرا: "هل المعتصمون قتلوا أنفسهم أثناء الصلاة؟! وهل الأطفال والنساء والمصلون يحملون السلاح؟!".
وأهاب بيان التحالف ـ الذي يضم مجموعة من الأحزاب أغلبها إسلامية ـ بهيئة دار الإفتاء المصرية وهيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف أن يصدروا "بيانا بالحكم الشرعي للاعتداء على المصلين الركع، وعدم إيصال سيارات الإسعاف إليهم، والاعتداء على المتظاهرين السلميين".
من جانبها استنكرت الدعوة السلفية وحزب النور بكل شدة ما جرى من أعمال قتل أمام دار الحرس الجمهوري، ملقيةً اللوم على رد فعل جنود الحرس الجمهورى.
وأكدت الدعوة السلفية وحزب النور على الجميع ضرورة التوقف عن التحريض والإثارة الدافعة إلى صدام يخسر فيه الجميع ويهدم فيه الوطن فهو صدام غير مشروع.
ودعت الدعوة السلفية جميع الأطراف إلى إعمال صوت العقل والحكمة والدخول مباشرة في حوار وطني صادق من أجل مصالحة الوطن الحقيقية.
وطالبت الإعلام بتجنب خطاب الهجوم على الثوابت الإسلامية، داعية للتعامل بطريقة متساوية مع جميع المواطنين وضرورة الإفراج عن المعتقلين السياسيين.
وتأتي هذه الأحداث الدموية في وقت تزايدت أعداد المعتصمين في ميدان "رابعة العدوية"، شرقي العاصمة القاهرة، والمطالبين بعودة الرئيس المصري المقال/ محمد مرسي، مساء الاثنين، إثر سقوط أكثر من 51 قتيلا من أنصار مرسي فجر الاثنين أمام مقر الحرس الجمهوري.
وفي المقابل، يبدو أن الاعتصامات والمظاهرات بلغت نهايتها في ميدان التحرير وسط القاهرة مع بدء المعتصمين فيه منذ 30 يونيو/ حزيران الماضي إخلاءه، بعد أن ساهموا في إقالة الجيش للرئيس المصري السابق.
وبدأ المعتصمون، المستمرون في اعتصامهم منذ أيام، إخلاء الميدان منذ صباح الاثنين، ولم يتبق فيه إلا عدد قليل من الخيام ومجموعة من "البلطجية" (خارجون عن القانون).
ويسود الهدوء ميدان التحرير، ويُلاحظ تناقص المعتصمين فيه مع مرور الوقت.
في مقابل هدوء التحرير، سادت حالة من الغضب بين المعتصمين في ميدان "رابعة العدوية"، والذي حملوا قوات الحرس الجمهوري المسؤولية عن سقوط عشرات القتلى المؤيدين لمرسي، مرددين هتافات مناوئة لوزير الدفاع عبدالفتاح السيسي.
وقال معتصمون إن أحداث الحرس الجمهوري زادت من إصرارهم على "مواصلة الاعتصام لحين الاستجابة لمطلبهم بعودة مرسي إلى منصبه".
ودعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية" المؤيد للرئيس المصري المقال إلى مليونية "الشهيد، الثلاثاء، في كافة محافظات البلاد.
وتوالت ردود الأفعال الغاضبة داخل الاعتصام، حيث نعى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر القتلى أمام الحرس الجمهوري، ووصفوهم بـ"شهداء الشرعية الذين قتلوا بأيدي الغدر من قوات الجيش النظامي والشرطة".
وفي بيان، تلاه أحمد زايد ـ أستاذ بكلية أصول الدين ـ شدد أعضاء هيئة التدريس على "حرمة الدم المصري ورفض الانقلاب على الشرعية الذي أطاح بكل القوى والأعراف المجتمعية والدولية".
وتقول جماعة الإخوان المسلمين، التي دفعت بمرسي مرشحا في أول انتخابات بعد الثورة، إن الجيش دهم مكان اعتصام أنصار مرسي بينما كان المحتجون يؤدون صلاة الفجر.
وعلى صعيد متصل بـ"مذبحة الساجدين" قال شاهد إن العشرات من مؤيدي الرئيس المعزول موجودون داخل مسجد المصطفي بالقرب من مقر دار الحرس الجمهوري ويرفضون الخروج بسبب خشيتهم من اعتقال الجيش إياهم.
وقالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها: "عدد كبير من النساء والشباب لجأوا إلى مسجد المصطفى القريب من المنطقة قامت القوات بحصار المسجد، وهي تعتقل كل من يخرج منه".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن محمود الشيلي، وهو أحد المحتجين، أن الحرس الجمهوري أطلق قنابل الغاز المسيل للدموع بعد أن أطلق رجال يرتدون ثيابا مدنية النار.
لكن جاء في بيان رسمي للقوات المسلحة، أنه في الساعة الرابعة من فجر اليوم الاثنين" قامت مجموعة إرهابية مسلحة بمحاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري بشارع صلاح سالم والاعتداء على قوات الأمن من القوات المسلحة والشرطة المدنية، مما أدى إلى استشهاد ضابط وإصابة عدد من المجندين، منهم 6 حالتهم خطيرة، تم نقلهم إلى المستشفيات العسكرية".
وأضاف البيان إن القوات ألقت القبض على 200 فرد، بحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف، وتم فتح طريق صلاح سالم وجاري القبض على باقي الأفراد، وستباشر جهات التحقيق القضائية الإجراءات القانونية حيال الأفراد الذين تم القبض عليهم.
وذكر بيان لوزارة الداخلية المصرية إن ضابطا ومجندا قتلا في الحادث، كما أصيب اثنان آخران.
وأمرت النيابة المصرية بإغلاق المقر الرئيس لحزب الحرية والعدالة - الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين - بعدما "عثرت الشرطة على أسلحة داخله"، بحسب نقلته وكالة "فرانس برس" عن مسؤول أمني.
من جانبه تساءل أحد محاميي جماعة الإخوان المسلمين، عن هؤلاء المعتصمين الذين اتهمهم الجيش باقتحام مقر الحرس الجمهوري، وقال "أيعقل أن يصطحب من لديه نية للاقتحام والعنف زوجته وأطفاله الرضع معه؟".
وقدم كامل مندور ثلاثة براهين على أن ما وقع مع معتصمي الحرس الجمهوري مذبحة من قبل قوات الجيش، مشيرا إلى أن مشاركة الأطفال والنساء في الاعتصام أول دليل على كذب ادعاءات الجيش بمحاولة المعتصمين اقتحام دار الحرس الجمهوري.
وأضاف إن الدليل الثاني هو طلقات الرصاص الموجودة داخل المسجد والتي تبرهن على أنه تم إطلاقه من الخارج على الداخل فضلاً عن آثار الدماء على أبوابه، مطالبًا بالاستشهاد بالأطباء الذين قاموا بإسعاف الحالات والتي وجدت أن معظم الطلقات في الرأس وهو ما يعني أن الهدف كان القتل وليس مجرد الدفاع.
وأشار إلى أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها لافتا إلى أن قوات الجيش أطلقت الرصاص الحي على المصلين بالعريش وهم ساجدين.
واتهم "مندور" السيسي بمحاولة جر التيار الإسلامي إلى العنف لخدمة آلته الإعلامية التي تعمل على تصدير صورة للرأي العام مفادها أن المؤيدين لمحمد مرسي مجموعة من الإرهابيين، مؤكدا أنهم لن ينجروا إلى العنف وسيحافظون على المسار السلمي لثورتهم، لأن السلمية تمثل جوهر قوتهم الناعمة لمواجهة ذلك الانقلاب.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد