طالب القوى الوطنية بالوقوف بحزم من أجل إنجاح الحوار والخروج الآمن لليمن إلى بر الأمان..

الرئيس يهاجم من يتباكون على السيادة ويؤكد: صالح هو من وقع وثيقة حرب الطائرات الأميركية على الإرهاب

2013-08-23 16:36:12 أخبار اليوم/ متابعات


أكد رئيس الجمهورية, عبدربه منصور هادي, أن ما حدث في المعجلة بمحافظة أبين عام 2009 من خطأ، وأدى إلى سقوط ضحايا كثر, لم تكن طائرة بدون طيار, ولكن كان صاروخ كروز من البحرية الأميركية.
وقال الرئيس في كلمته التي ألقاها خلال حضوره الاحتفال الكبير في كلية الشرطة بقاعة الشوكاني, أمس بصنعاء, " أن العمليات الأخيرة ضد تنظيم القاعدة قد نجحت في قتل أربعين إرهابياً من قيادات التنظيم وعناصره.. لافتاً إلى أنه تم كشف العديد من الخلايا والسيارات المفخمة, وأحبطت العديد من العمليات, وتم تفجير سيارتين كانتا تحملان سبعة أطنان من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار.
وحول إغلاق عدد من السفارات الغربية في اليمن، أوضح رئيس الجمهورية أن اجتماع عدد من القادة الإرهابيين في محافظة مأرب, والذي جرى خلاله اتصالات بين الظاهري والوحيشي, كان سبباً لمفهوم مغلوط أدى إلى ذلك الإعلان عن الإجراء الاحترافي في قفل السفارات.. وقال:" لقد اتضحت الصورة, ولم يكن هناك أي مخاوف على مستوى كبير كما كان مقصوداً في كلام المدعو الوحيشي".
ودعا الرئيس رجال الصحافة والإعلام إلى توخي الدقة والموضوعية فيما يتناولونه.. مبيناً أن ما يتناولونه لا ينم عن إدراك أو حرص على مصلحة الوطن العليا, خصوصاً في هذا الظرف الدقيق من تاريخ اليمن..
وقال إن "بعض الفضائيات تتبارى في الإساءة والألفاظ المقذعة على حساب المصلحة الوطنية العليا, وتتهكم على حساب المبادئ والأخلاق, في الوقت الذي يجب أن نكون أحرص على تضميد الجراحات والسمو فوق الخلافات, وفتح صفحة جديدة, والابتعاد عن التحريض, وغلق ملفات الماضي".
وأكد رئيس الجمهورية العزم على ملاحقة عناصر القاعدة حتى تجنح للسلم، وتترك السلاح, ويعودون إلى رشدهم كمواطنين يمنيين, وليس كأعداء لليمن، ويطردون الأجانب الذين يقومون معهم بالأعمال الإرهابية- وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية سبأ.
وأشار إلى أن اتفاقية الحرب على الإرهاب كانت مباشرة بعد أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ في الولايات المتحدة الأميركية, حينما ذهب الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح إلى واشنطن ووقع على اتفاق شراكة اليمن في الحرب ضد الإرهاب, باعتبار اليمن مصنفة الدولة الثالثة, بعد أفغانستان وباكستان, بوجود عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي, ـ في إشارة إلى أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح هو من وقع وثيقة الحرب على الإرهاب التي سمحت للطائرات الأميركية بدون طيار بالدخول إلى اليمن بحجة الحرب على الإرهاب.
ونوه بأن ذلك التعاون في إطار مكافحة الإرهاب الدولي لتنظيم القاعدة، وتعاون اليمن مع الولايات المتحدة في هذا المنحى منذ ذلك التاريخ.. مشيراً إلى أن الطائرة بدون طيار التي تقوم بعمليات هي جزء من ذلك التعاون بيننا وبين الولايات المتحدة الأميركية, تقوم بهذه المهمات من عام ٢٠٠٤م، وبحسب مقتضيات الحاجة لتلك المهمات، مبيناً أن ذلك ليس ترفاً, بل لأننا لا نملك التكنولوجيا المطلوبة لتنفيذ مثل هذه المهام العسكرية الدقيقة.
وكشف الرئيس أن اتفاق اليمن بالشراكة في الحرب ضد الإرهاب كان مصدقاً عليه من قبل مجلس الدفاع الأعلى عام ٢٠٠١م, وقال إن "البعض اليوم يتباكى على السيادة بصورة مستغربة".
وتساءل:" ألم تكن الطائرات بدون طيار تضرب من قبل في أبين وفي حضرموت وفي مأرب, وفي الكثير من الأماكن؟، إلا أنها عندما وصلت إلى بعض المناطق قالوا هذا اختراق للسيادة الوطنية.. ألم تكن السيادة على كل شبر من أرض اليمن, أم أن السيادة في مكان معين من أجواء اليمن؟".. مردفاً:" ولكن نقول للجميع بأن السيادة من أول ذرة تراب يمني من حدوده في الجهات الأربع شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً".
وقال:" ليس سراً التعاون في مجال محاربة الإرهاب، فلدينا مشاركة في غرفة عمليات في جيبوتي، ولدينا ضباط مشاركون في غرفة عمليات في البحرين, على مستوى عسكري دولي, من أجل ملاحقة ومكافحة ومراقبة الإرهابيين, باعتبارهم تنظيماً إرهابياً دولياً على مستوى العالم".
وذكَر الرئيس بالمأساة التي حدثت في ٢١ مايو عام ٢٠١٢م في ميدان السبعين أثناء القيام بالبروفات للعرض العسكري, والعملية الإرهابية الشنيعة التي أودت بالمئات من القتلى والجرحى من الجنود الشباب الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه المعركة.. وقال:" ولهذا سوف نلاحق الإرهاب, ولن نسمح بتكرار ما حدث".
وأكد أن الانقسامات في صفوف القوات المسلحة كانت كبيرة، ومزعجة، ولولا عناية الله سبحانه وتعالى لكان اليمن قد تعرض إلى محنة كبرى مثلما يجري في سوريا وليبيا والصومال أو غير ذلك.. منوهاً بأن اليمن, وبالمبادرة الخليجية, يمكنه معالجة كافه المشاكل العالقة منذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر, وحتى العام ٢٠١١, بكل تراكم الملفات والقضايا العالقة في الوطن، لدرجة أن الوحدات العسكرية والأمنية كانت غير قادرة على التحرك المطلوب, لعدة عوامل, من بينها إشاعة الفوضى وحصار الميليشيات القبلية المسلحة، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية والأمنية والسياسية، وقطع الكهرباء وانعدام الوقود.
ولفت إلى أن الحوار الوطني الشامل يمضي باتجاه المخرجات التي ستشكل معالم المستقبل اليمني الجديد, القائم على العدل والحرية والمساواة، ودستور يضمن المواطنة المتساوية والحرية والعدالة، وجيش وطني يعكس ويجسد تماسك الوحدة الوطنية لكل اليمنيين, باعتبار هذه المؤسسة هي القدوة في تجسيد اللحمة الوطنية.
وطلب الأخ الرئيس من كل القوى الوطنية الشريفة الوقوف بكل حزم وقوة من أجل إنجاح الحوار الوطني الشامل, والخروج الآمن لليمن إلى بر الأمان.
وفي كلمته أكد الرئيس أن طلبة الكليات العسكرية، والأمنية, بمختلف تخصصاتها, كانت في أوج الأزمة التي نشبت مطلع العام ٢٠١١م صمام أمان, ومن خلالهم أمكن تدارك الكثير من التداعيات والمشاكل الكبيرة التي حدثت جراء الانقسامات في صفوف الجيش والأمن.
وقال:" لقد كان طلاب الكلية الحربية، وكلية الشرطة، والدفاع الجوي، والمعاهد التخصصية العسكرية والأمنية, هم من تولوا حراسة المنشآت والوزارات والمؤسسات".
 وخاطب الطلاب قائلاً:" استطعنا من خلالكم العمل على توحيد القوات المسلحة, على أساس أن طلبة الكليات كانوا موحدين بوحدة الوطن ووحدة القوات المسلحة".. مضيفاً:" إنكم تستحقون الشكر على ذلك الدور الوطني الكبير، ونعتبر ذلك الجهد الوطني جهداً عظيماً ورائعاً, وغير عادي, يسجل ومحسوب لكم".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد