أكدت مصادر محلية بمحافظة حضرموت لـ"أخبار اليوم" أنه عند الساعة الحادية عشرة والنصف بعد منتصف ليل أمس تجددت الاشتباكات بين عناصر مسلحة مفترضة من القاعدة ووحدات من الأمن والجيش داخل مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية الواقعة في منطقة خلف بمدينة المكلا في محافظة حضرموت شرقي اليمن بعد أن كانت قد تمكنت عناصر يعتقد أنها تابعة للقاعدة من اقتحام مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية عند الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم أمس، موضحة بأن تلك الاشتباكات التي حدثت في وقت متأخر من مساء أمس قد أسفرت عن سقوط شهيدين من الجنود وجرح ستة آخرين جميعهم من عناصر قوات النخبة التابعة لقوات مكافحة الإرهاب التي تم استقدامها عبر تعزيزات عسكرية من صنعاء بقيادة اللواء الركن دكتور/ناصر عبد ربه الطاهري رئيس هيئة العمليات الحربية الذي وصل مساء أمس مع أربعين من ضباط وصف قوات النخبة المتخصصة في مكافحة الإرهاب التابعة لقوات الاحتياط والعمليات الخاصة.. حيث وقد كُلفَ ظهر يوم أمس اللواء الطاهري من رئيس الجمهورية بقيادة الحملة العسكرية لتطهير قيادة المنطقة الثانية من العناصر المسلحة والإفراج عن الجنود الذين لا زالت تحتجزهم العناصر المسلحة.
وذكرت المصادر أن عناصر القاعدة تمكنت من التمركز في الدور الثالث وسطح مبنى قيادة المنطقة بعد أن تمكنوا من اقتحام مقر قيادة المنطقة في حين يتواجد أفراد الجيش والأمن في الدور الأول والثاني من مقر القيادة بعد أن دخلوا في اشتباكات مسلحة مع عناصر القاعدة، ويشترك في عملية تطهير مبنى قيادة المنطقة من عناصر القاعدة قوات مكافحة الإرهاب وأفراد من قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) وجنود من حراسة القصر الجمهوري في المكلا ويضطلع ضباط جنود من اللواء 27ميكا المرابط في المكلا بتطويق ومحاصرة مقر قيادة المنطقة وإسناد القوات المتواجدة داخل مقر القيادة بالهاون بعد أن كانت مجموعة من أفراد اللواء قد دخلوا في اشتباكات مسلحة مع عناصر القاعدة فور وصولهم مع تعزيزات الحرس الرئاسي صباح أمس والذي أتاح الفرصة أمام الجنود والضباط ممن كانوا داخل مقر القيادة من الخروج دون أن يتمكن عناصر القاعدة من قتلهم.
وأوضحت المصادر للصحيفة أن مجموعة من عناصر القاعدة يقدر عددهم بـ"15" شخصاً كانوا يرتدون بزات عسكرية تابعة لقوات الأمن الخاصة واستقلوا سيارتين نوع "كرولا وشاص" وعند وصولهم إلى البوابة الرئيسية لمقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية باشروا بإطلاق الرصاص الحي ورمي قنابل هجومية على الثكنات العسكرية المتواجدة في بوابة المنطقة الثانية و تمكنوا من الدخول إلى فناء المنطقة بعد أن فجروا سيارة مفخخة يعتقد أن الانفجار قد تسبب في مقتل حراسة بوابة المنطقة المكونة من أمن الوحدة، مشيرة إلى أنه يعتقد أن من بين القتلى الذين سقطوا في البوابة المقدم/وليد واكد، ضابط أمن الوحدة، وثلاثة جنود آخرين.
وأفادت المصادر أنه مع تجدد الاشتباكات مساء أمس ارتفعت حصيلة القتلى والجرحى في صفوف القوات العسكرية, حيث وصل عدد الشهداء إلى سبعة أفراد وارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 25فرداً وضابطاً.. تشير المعلومات إلى إصابة العميد/عبد الكريم السعدي أركان حرب المنطقة، والعميد/علي الخيشمي، رئيس عمليات المنطقة. في حين كان اللواء الركن/محسن ناصر قاسم، قائد المنطقة العسكرية الثانية قد خرج من مقر القيادة قبل حدوث الهجوم بأقل من 20دقيقة.
وعلى صعيد متصل تناقلت مصادر صحفية بالمكلا تصريح مصدر رسمي بمدينة المكلا ذكر فيه أن اللجنة الأمنية كانت تحاول مساء أمس إجراء حوار وتفاوض مع مسلحي القاعدة الذين اقتحموا مقر قيادة المنطقة الثانية لتسليم أنفسهم مقابل الخروج الآمن بعد أن تمكنت القوات العسكرية بقيادة اللواء الطاهري من إطباق الحصار على المسلحين المتواجدين في الدور الثالث وسطح المبنى.
مصادر "أخبار اليوم" نفت فجر يومنا هذا الأنباء التي تحدثت عن تمكن وحدات الجيش من السيطرة على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية واستعادته من المسلحين وضبطهم، مشيرة إلى أن عدم استخدام وحدات الجيش للسلاح الثقيل لضرب مبنى قيادة المنطقة يعزز من فرضية وجود مجموعة من الجنود والضباط مأسورين لدى مسلحي القاعدة الذين يعتقد أنهم يفاوضون في الإفراج عن الأسرى مقابل الخروج الأمن وعدم القبض عليهم، وكان مصدر عسكري بوزارة الدفاع قد أكد لوكالة الأنباء الرسمية "سبأ" قيام عناصر إرهابية هاجمت مبنى قيادة المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا قد حوصرت ويتم التعامل معها حالياً بعد أن تم إخلاء الموظفين والعسكريين من المبنى.
ونقلت الوكالة عن المصدر: إن العناصر الإرهابية استخدمت السيارة المفخخة الأولى والتي فجرتها في بوابة المعسكر بهدف إرباك الحراسة والدخول إلى المبنى بسيارة أخرى.. حيث تمكنت من الدخول والوصول إلى عدد من المكاتب واشتبكوا مع الحراسة وعدد من الموظفين.
وقد قامت الوحدات المكلفة بمحاصرة الموقع من كل الاتجاهات وبعد إخلائه من بداخل المبنى بدأت الوحدة المكلفة بالتعامل مع الإرهابيين الذين وقعوا في كماشة الحصار من كل جانب وقد سقط عدد منهم بين قتيل وجريح.
وأكد المصدر بأنه سيتم قريباً جداً حسم الموقف والتخلص النهائي من الإرهابيين بالقبض عليهم أو يلقوا مصيرهم المحتوم.