أكدت مصادر أمنية بمحافظة حضرموت ـ شرقي اليمن ـ أن العناصر المسلحة ـ التي تمكنت من اقتحام مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية الواقعة بمنطقة "خلف" بمدينة المكلا ـ لازالت تفرض سيطرتها الكاملة لليوم الثاني على التوالي على مبنى قيادة المنطقة بعد أن كانوا قد تمركزوا في الدور الثالث وسطح المبنى، موضحة أن الوحدات العسكرية تفرض حصاراً شديداً على المبنى وتشهد المنطقة اشتباكات بسيطة و تبادلاً لإطلاق نار بالأسلحة المتوسطة بصورة متقطعة.
وذكرت المصادر أن قوات النخبة ـ التي وصلت مساء أمس الأول إلى المكلا بقيادة اللواء الركن دكتور/ ناصر الطاهري ـ رئيس هيئة العمليات الحربية ـ لم تنفذ أي عملية محاولة اقتحام للأدوار والمكاتب التي تتمركز فيها عناصر القاعدة التي اقتحمت قيادة المنطقة, مشيرة إلى أن عدم قيام القوات المحاصرة للمبنى على قصف المبنى بمن في داخله يأتي من حرص قيادة الحملة على سلامة الجنود والضباط الذين تحتجزهم العناصر المسلحة كرهائن وقد تستخدمهم كدروع بشرية في حال تم تنفيذ أي محاولة اقتحام ـ حسبما أوضحت المصادر.
ونفت المصادر ذاتها للصحيفة سقوط أي مروحية عسكرية, في حين أكدت أن طائرة هليكوبتر قتالية اضطرت إلى الهبوط مساء الثلاثاء عقب نفاذ الوقود منها بينما كانت في رحلة من صنعاء إلى مطار الريان في المكلا، منوهة إلى أن المروحية هبطت اضطرارياً في منطقة الديس الشرقية بينما كانت في طريقها إلى مطار الريان بعد نفاذ الوقود.
وتأتي هذه الأنباء في وقت أكد مصدر عسكري للصحيفة أن ثلاثة ضباط استشهدوا خلال الاقتحام أمس الأول ولازالت جثثهم داخل المبنى ولم يتمكن أحد من إخراجها ويعتقد أن جميعهم يحملون رتبة عقيد.
كما أكد المصدر أن جنديين ممن يحتجزهم المسلحون كرهائن، قفزا يوم أمس من الدور الثالث وتعرضا لكسور في أقدامهما، مشيرة إلى أن عددا من الضباط يزيد عددهم عن سبعة ضباط وعدد من الجنود والإداريين مازالوا محتجزين داخل المبنى وليس هناك أي معلومات حول ظروفهم.
تجدر الإشارة إلى أن التيار الكهربائي مقطوع على المبنى منذ قبيل هجوم المسلحين على مقر قيادة المنطقة الثانية.
المصدر العسكري أكد أنه تم نقل عشرة من المصابين إلى صنعاء عبر طائرة "اليوشن" بالإضافة إلى جثث أربعة من الجنود ممن سقطوا أمس الأول.
