أكدت أن ما يهم الشعب اليمني هو" الأمن الاقتصاد الصحة التعليم" وليس عدد الأقاليم..

السفيرة البريطانية تؤيد مخاوف السفير الأميركي من الإقليمين وتؤكد: على الشعب اليمني أن يفكر بالبلد ككتلة واحدة

2013-10-06 09:55:25 أخبار اليوم/ متابعات

أكدت سفيرة المملكة المتحدة في صنعاء جين ماريوت أن أكبر التحديات التي تواجه اليمن والعملية السياسية والحوار والوطني اليوم هي وجود عدد واسع من الآراء بالنسبة لشكل الدولة.
 ودعت السفيرة جميع القوى أن تتفهم جميع الآراء والعمل باتجاه إيجاد تسوية سياسية في المنتصف، مشيرة إلى أنه سيكون هناك من هم في طرفي هذا الطيف من الآراء والتي تشكل آراءهم إما أقلية أو أنها لا تشكل جزءاً من التوافق العام.
وقالت في حوار متلفز مع القناة اليمنية الرسمية: أعتقد أننا رأينا في التاريخ كيف أن أكثر الدول نجاحاً هي تلك التي تشمل جميع مواطنيها ليصلوا إلى أرضية مشتركة للمضي قدماً كدولة واحدة، ولكن هذا يعني أنه قد يكون من الصعب جداً في بعض الأوقات أن يترك الشخص مصالحه الفردية جانباً ويركز على مصلحة اليمن. ولكن أكثر العمليات نجاحاً تعمل بشكل أفضل عندما تكون مصلحة الوطن ومصالح جميع الشعب هي من تقود هذه العملية.
وحول ما إذا كان هناك قوى يمنية لازالت تقف حجر عثرة لعرقلة العملية السياسية قالت السفيرة: هناك قوى ذات مصالح في اليمن تفضل الوضع السابق، والوضع السابق هنا هو ما كان قبل 2011، ولكن اليمن أظهر وبشكل خاص الشباب والآخرين، أيضاً، في 2011 أظهروا أنه حان الوقت للتغيير. أرادوا للدول أن تدار بشكل مختلف من أجل كل اليمنيين، ولهذا أعتقد أنه من الضروري وجود توترات بين تلك العناصر المختلفة ولكني على ثقة بأن اليمنيين سيقومون بالعمل الصحيح ويبحثون عن الدولة التي تكون في مصلحة الكل والتي تساعد على معالجة الاحتياجات الأساسية لكل الشعب اليمني. لأنه في نهاية المطاف أغلب اليمنيين يريدون ما يريده أي إنسان، مثل الوظيفة الجيدة، العائلة الطيبة، الشعور بالأمان، والحصول على الاحتياجات الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم والخدمات. هناك أشياء يريدها جميع اليمنيين تماما مثلهم مثل باقي البشر.
وعن ما اذا كانت السفيرة ماريوت تؤيد تمديد مدة الحوار والفترة الانتقالية أو أنها تفضل الالتزام بالمدة الزمنية المحددة في المبادرة الخليجية.. أوضحت السفيرة أن هناك الجدول الزمني للمبادرة الخليجية ومن ثم هناك الواقع العملي على الأرض. الأمر هو أن يكون هناك توازن بين إعطاء اليمن الوقت لاتخاذ القرارات الصحيحة ومناقشة القضايا بشكل كامل, لكن دون السماح لهذا أن يستغرق الكثير جدا من الوقت لدرجة أن تستمر الحوارات إلى ما لا نهاية، مضيفة: لهذا فأنا أظن من وجهة نظر المجتمع الدولي وأتكلم هنا باسم المملكة المتحدة، سيكون من الجيد أن نرى ختاماً للحوار الوطني قبل العيد حتى تؤكد اليمن ما أحرزته من تقدم للشعب، وهذا طبعا اهم من أن تؤكد هذا التقدم للمجتمع الدولي. واذا كان لايزال هناك قضايا مثل شكل الدولة وهي قضايا معقدة جدا بحيث يصعب حلها في الوقت الحالي فيمكن أن يتم السماح لها ببعض الوقت ولكن دعنا نختتم ما وصلنا إليه الآن، و التقدم الذي تم تحقيقه خلال مؤتمر الحوار.
وأكدت السفيرة أنه سيكون من الرائع لو انتهت الفترة الانتقالية في فبراير 2014، إلا أنها استدركت بالقول: ولكن في حقيقة الأمر أننا نحتاج ثلاثة اشهر لصياغة الدستور ونحتاج لتسجيل الناخبين والذي سيستغرق بضعة أشهر لتنفيذه بشكل سليم وبعدها لدينا الانتخابات. من الجيد رؤية كل هذا يحصل في غضون شهور قليلة من فبراير، ولكن فبراير على الأرجح توقيت طموح بعض الشيء لإنهاء العملية بشكل سليم. وفي الواقع أنا لا اعتقد أن الشعب اليمني يهتم بشكل خاص ما اذا كانت الانتخابات ستتم في فبراير أو يونيو أو سبتمبر. ما يريده الشعب هو حكومة قادرة على أن تقدم له الخدمات التي يحتاجها.
وعن رأيها حول ما يطرح ويناقش عن فترة تأسيسية جديدة مدتها خمس سنوات يتولى الرئيس هادي رئاستها قالت السفيرة البريطانية: هناك العديد من الدساتير في العالم توجد بها فترة انتقالية. مهما يكن شكل الدولة لا نستطيع أن نسقط غداً صباحاً ونقول: إنها دولة اتحادية الآن أو مهما يكن شكل الدولة؛ لذا اذا تطلب هذا الأمر خمس سنوات فيجب أن يتم تضمين ذلك في الدستور. هذا أمر متروك للشعب اليمني. الرئيس هادي يقوم بعمل جيد في ظروف صعبة للغاية ولكني اعتقد أن هذا جزء من العملية أن نرى ما اذا كان هناك حاجة لانتخابات عند بداية الخمس سنوات تلك، يجب أن يتم تحديد كيفية تحقيق العملية الانتقالية.
وعن ردها حول موضوع شكل الدولة القادمة وأفضلية الأنظمة, قالت السفيرة البريطانية: ليس للمجتمع الدولي أن يقول بأن هذا النظام أفضل من ذاك، أو أن يوصي بنظام معين, ما أقوله هو أن اليمن وجميع اليمنيين يواجهون نفس المشاكل، اجتماعية واقتصادية وأمنية وأن اليمن أقوى عندما يعمل من أجل جميع أبنائه. أعرف أن هناك الكثير من الجدل الدائر حول عدد الأقاليم كمثال هناك من يقول 21 إقليماً بحسب المحافظات أو 4 أو 5 أو إقليمين. لقد جذب هذا الكثير من الجدل داخل الحوار الوطني وخارجه. هذه طريقة واحدة للنظر على المشكلة. الطريقة الأخرى في حقيقة الأمر هي أن ننظر إلى مسألة الحكم والسلطات. ماهي؟ إلى أي مدى تنتقل السلطات؟ إلى أي مستويات؟ بحيث يكون هناك مستوى معين من الاستقلالية في تلك المنطقة المحلية، في تلك الدويلة، في ذلك الإقليم، في ذلك البلد، من لديه أي سلطة؟ ومثل أشياء كثيرة ، الموضوع يتعلق أيضاً بالمال والثروة الوطنية، التي تملكها اليمن، وذلك لضمان أن المنطقة التي تملك الموارد الطبيعية تستفيد منها ولكن أيضا تساعد على إفادة كامل اليمن. هناك الكثير من الكلام يجب أن يكون لدينا هذا العدد من الأقاليم. في الحقيقة تستطيع أن تحقق نفس الشيء بتنوع مختلف من الأقاليم. لهذا فان التركيز على السلطات والحكم وتدفقات الميزانية أهم في حقيقة الأمر وبطرق عديدة أكثر بكثير ويأتي في صلب الموضوع من عدد الأقاليم.
وأيدت السفيرة البريطانية ما طرحة السفير الأميركي السابق جيرالد فايرستاين حول المخاوف من الفدرالية من إقليمين فقط، كون ذك يمهد للانفصال.. حيث قالت السفيرة البريطانية ردا على مخاوف السفير جيرالد من إقليمين: اعتقد أن السفير جيرالد صحيح في هذا الشأن، أعتقد انه يوجد خطر بأن يؤثر عدد الأقاليم على امن واستقرار هذا البلد. ولهذا من المهم على الشعب اليمني أن يفكر بالبلد ككتلة واحدة. كانت هناك مواجهات في السابق وكانت هناك حروب أهلية. أغلب اليمنيين يريدون كما قلت السلام والأمن والتوظيف والاستقرار والعائلات. ماهي أفضل الطرق لتحقيق هذه الأمور؟ هل من خلال دولتين، خمس دول، مائة إقليم، أو من خلال العمل معا حتى يحصل جميع اليمنيين على هذه الأشياء.؟
وحول ما إذا لازال ثمة حنين لبريطاني للجنوب كونها كانت مستعمرة بريطانية أوضحت السفيرة ماريوت أن بريطانيا لديها بالفعل علاقة تاريخية طويلة بشكل خاص مع الجنوب وبشكل خاص مع عدن. ولكن بريطانيا قامت بتمديد تلك العلاقة إلى كل اليمن بعد أن توحدت في 1990. مؤكدة أن نظرتهم هي أن اليمن أقوى عندما يعمل معا وان هناك خطر عند الانتقال إلى المستقبل لو أن هناك تكوينات محددة لعدة دول حيث أن ذلك قد يقود إلى نزعات وحرب أهلية واضطرابات. مضيفة: لكني أقول بأن بريطانيا تعمل مع اليمن ككتلة واحدة حتى مع وجود الروابط العاطفية تجاه عدن، وبعض الجنوب. مع اني لم ازر عدن بعد إلا إنني أتطلع بشوق إلى زيارتها والسفر حول كامل اليمن.
وفي ردها على سؤال للمذيع حول ما اذا كانت وجهة نظر المملكة المتحدة هي أن لا حديث عن مستقبل اليمن إلا موحدا أيا كان شكل هذه الوحدة؟ قالت السفيرة: باعتقادي نعم، فالمملكة المتحدة ترى اليمن ككتلة واحدة قوية. لكن يظل للشعب اليمني أن يقرر ولكن من وجهة نظرنا أنه عندما يعمل اليمن معا فأنه يكون أقوى ويظل مجتمعاً. ويمكن لهذا أن يتم من خلال معالجة هموم الشعب, فكما قلت عندما أتحدث مع الجنوبين, الكثير من القضايا التي يتحدثون عنها تكون اقتصادية، أمنية، واجتماعية، وهذا ما يريده جميع اليمنيين..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد