فضائية اليمن تتعرض لمحاولة اقتحام.. والثورة: الحصار مستمر..

اليوسفي يؤكد وجود تسجيلات تثبت تواطؤ الشرطة العسكرية والأمن في حصار الجمهورية

2012-02-05 06:08:30 أخبار اليوم/ خاص


في الوقت الذي ما تزال المجاميع المسلحة تحاصر صحيفة الجمهورية بمدينة تعز.. نفذ عدد من الزملاء الصحفيين في الجمهورية المحاصرة اعتصاماً أمام مبنى محافظة تعز رداً على محاولة اقتحام مبنى الصحيفة..
وأفاد رئيس تحرير"الجمهورية" –الصحيفة- سمير رشاد اليوسفي في تصريح لـ"أخبار اليوم" مساء بأن وعود المحافظ الذي قال إنه تواصل معه صباح أمس، لم يتحقق منها شيء حتى مساء أمس لحظة التصريح معه، مشيراً إلى أن محافظ المحافظة كان قد وعده بالوقوف مع الصحفيين وإصدار الصحيفة..
وقال اليوسفي إن المجاميع المسلحة التي كانت قد انسحبت عصر أمس عادت بتوجيهات قيادات أمنية في البلاد، مؤكداً بأنهم في الجمهورية يحتفظون بتسجيلات تثبت تواطؤ الأطقم العسكرية والأمنية التي وفدت إلى مقر الصحيفة.
وتسبب الحصار الخانق الذي يفرضه مسلحون على مبنى الصحيفة مهددين بتفجيرها في حال تم طباعة العدد- تسبب في منع طاقم الصحيفة من طباعة أو توزيع عددها أمس السبت، مكتفين بإنزال العدد علي موقع الصحيفة الإلكتروني.
وحسب اليوسيفي فإن قوات الحرس حاولت مساء أمس الأول اقتحام مبنى الصحيفة، مستعينة بعدد من المسلحين كانوا يرتدون زياً مدنياً وعليهم "جاكتات" من زي الحرس، حيث حاول المسلحون اقتحام الجمهورية، مما اضطر العاملون بالصحيفة إلى إغلاق الأبواب، مشيراً إلى أن عدداً من الزملاء الصحفيين والعاملين حوصروا داخل مبنى الصحيفة.
وأشار اليوسفي إلى أنه تلقى تهديدات من أرقام هواتف محظورة، بتفجير مبنى الصحيفة في حال قام بطباعة عدد السبت، لافتاً إلى معلومات تلقاها من أهالي المنطقة المجاورة لمبنى الصحيفة بأن مجاميع مسلحة كانت تتسلق أسوار مبنى الصحيفة المحاذية لمطابع الصحيفة.
وقال إن محافظ تعز تواصل معه صباح أمس السبت ووعده بأن يتم إصدار الصحيفة والوقوف بجانبه الصحفيين في الصحيفة المحاصرة ولكن دون جدوى حتى مساء أمس لحظة حديث اليوسفي لـ"أخبار اليوم".
وأضاف أنه وبعد أن تم سحب المسلحين عصر أمس لمدة ساعتين من الزمن، ذهبت تلك المجاميع إلى الأخ/ محمد المجاهد ـ رئيس مجلس إدارة مؤسسة الجمهورية السابق وهو متقاعد ـ وحملوه من بيته إلى الصحيفة على أساس تعيينه رئيساً لمجلس الإدارة ورئيساً لتحرير الجمهورية الصحيفة بموافقتهم ـ وذلك حسب ما قيل له.
وأوضح أنه وبعد خروج المجاهد من الصحيفة عاد المسلحون من جديد لحصارها والتهديد بتفجير المبنى في حال تم طباعتها.
ولفت رئيس تحرير "الجمهورية" إلى معلومات تشير إلى أن التوجيهات للمسلحين بحصار الصحيفة واقتحامها جاءت من قيادة أمنية في البلاد، وذلك بحيث تصدر الجمهورية بطريقة معينة أو إيقاف إصدارها، مشيراً إلى أن قيمة مطابع الصحيفة جديدة تبلغ قرابة مليار ريال، مضيفاً بأن خوفهم من أن تتعرض المطابع لأي ضرر جعلهم يقومون بإيقاف إصدار الصحيفة وحاولوا تهدئة الوضع تحاشياً لانفجاره، كون تلك المجاميع تسعى لتفجيره بأي طريقة من الطرق كانت.
وأفاد سمير رشاد اليوسفي بأن نحو 25 موظفاً بداخل الجمهورية حوصروا مساء أمس الأول.
وقال إنهم إذا لم يتمكنوا من طباعة الصحيفة عند الساعة 9 من مساء أمس فلن يصدروا عدد الأحد.
وأضاف أنهم يحتفظون بتسجيلات لعدد من الأطقم العسكرية والأمنية التي نزلت من الشرطة العسكرية ومن إدارة الأمن وهم يقفون أمام المسلحين ويؤكدون لهم أنهم أتوا بالأطقم لدعم المسلحين وحمايتهم، في وقت يوهمون الزملاء في صحيفة الجمهورية بحماية الصحيفة ومحاولة إقناع المسلحين بالعدول عن الحصار.

إلى ذلك وبعد عصر أمس شوهدت فضائية اليمن وقد أعادت بث الشعار السابق إلى واجهة شاشة الفضائية بعد أن تم تغييره بشعار جديد عقب تشكيل حكومة الوفاق الوطني وتولي الوزير علي العمراني منصب وزارة الإعلام في حكومة الوفاق.
وقالت مصادر إعلامية في قطاع فضائية اليمن إن محمد الردمي- مدير عام البرامج بقطاع الفضائية اليمنية- وتسعة أشخاص من المحسوبين على حزب المؤتمر بقطاع الفضائية، حاولوا بعد عصر أمس السبت منع حسين عمر باسليم- رئس قطاع فضائية اليمن- من دخول القناة لممارسة عمله، وسعياً لنقل مظاهر الفوضى الجارية في مؤسسة الثورة إلى قطاع تلفزيون الفضائية اليمنية.
وأكد عاملون في الفضائية اليمنية، تصديهم لمحاولة الاقتحام وتنفيذ مخطط الفوضى، خشية من تنفيذهم لمخططات تهدف إلى الانقلاب على جهود ومواقف التسوية السياسية القائمة في البلاد وخلق حالة من الإرباك وخلط الأوراق من شأنها عرقلة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الـ21 من الشهر الجاري كاستحقاق ثوري وشعبي.
من جانبهم أبدى عاملون في الفضائية خشيتهم مما يعتقدون أنه مخطط أمني لخلط الأوراق وإعادة الوضع الأمني والسياسي في البلاد إلى ما قبل المبادرة الخليجية تهرباً من أي استحقاق ثوري قادم من شأنه إحداث تغيير سياسي في البلاد, متعهدين في ذات الوقت بالتصدي لأي مخطط ومحذرين الساعين إلى نقل سيناريو الفوضى إلى التلفزيون من عواقب ذلك.
وأرجأ مسؤول في حديثه لـ(مأرب برس)، سبب إعادة شعار الفضائية السابق إلى واجهة الشاشة -عصر أمس السبت -إلى أن غالبية الموظفين والمعنيين سبق وأن عارضوا تغيير الشعار السابق بالشعار الجديد الذي كانت الفضائية قد اعتمدته منذ ما بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني، بسبب خلوه من أي تعبير جمالي أو تجديد، إضافة إلى عدم وجود "لوجات" للفضائية بالشعار الجديد أو أوراق رسمية للمعاملات الخاصة بالفضائية, معتقداً أن كل هذه الأسباب قد تكون وراء إعادة الشعار الجديد، نافياً وجود أي سياسة جديدة أو مفروضة مؤخراً على خارطة عمل الفضائية التي قال إن :"غالبية موظفيها قد سبق وأن أعلنوا تأييدهم للثورة، ولن يقبلوا بإعادة الخطاب الإعلامي إلى زمن تمجيد الفرد والتضليل على الشعب، ولو على جثثهم جميعاً".
تجدر الإشارة إلى أن صحيفة الثورة الرسمية بصنعاء والمحاصرة منذ أيام من قبل مسلحين توقفت عن الصدور بعد أن كانت المجاميع المسلحة قد أصدرت عدد الجمعة.
وقال تقرير نشرته صحيفة وول استريت جورنال الأمريكية: خسر صحفيون يمنيون مستقلون فكريا معركة صغيرة حتى الآن ذات مغزى سياسي بعد أن ساعد موالون للنظام مسلحون في اقتحام أكبر صحيفة في البلاد وأعادوا بالقوة صورة الرئيس صالح إلى أعلى الصفحة الأولى لعدد يوم الجمعة.. الصراع في صحيفة الثورة مع أنصار النظام يؤكد على الفوضى التي تواجهها البلاد خلال الفترة الانتقالية السياسية.
في صباح يوم الأربعاء، تم توزيع طبعة الثورة على أماكن قليلة قبل اندلاع ردة الفعل، وفي يوم الخميس، لم يتم طباعة الصحيفة بعد إضراب الفصائل المتنافسة في الصحيفة.
وحسب الصحيفة الأميركية قال وزير الإعلام علي العمراني إنه تم إبلاغه بالحصار المسلح على الصحيفة صباح يوم الجمعة، وأبلغ وزارة الداخلية بذلك. وأضاف العمراني إن الشرطة والقوات الحكومية لم تصل إلى مقر الصحيفة للتدخل ولم ترد وزارة الداخلية على المكالمات للتعليق على هذا الموضوع.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد