اعتبر أخطر ما تتعرض له الثورات هي صناعة الزعامات على عجل..

نعمان: على هذا الجيل أن يدرك أنه مؤهل للعبور باليمن إلى عصر جديد

2012-02-08 05:09:11 أخبار اليوم/ خاص


شدد الدكتور/ ياسين سعيد نعمان- الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ـ على هذا الجيل أن يدرك أنه مؤهل للعبور باليمن إلى عصر جديد الذي بدا ذات يوم مستحيلاً بسبب ما عاناه من انتكاسات متكررة لأحلامه التي حملها كثير من الرواد وصادرتها نخب فاسدة.
وأشار إلى أن الميدان الثوري دائما ما يكون قابلا لخلق أكثر من «زعيم»، ولأن هذه الزعامات تصنع على عجل ووفقاً لحاجة اللحظة الثورية، فإن كثيراً من الزعامات التي تتوالد هنا غالباً ما تصاب بداء التماهي مع الخصم الذين ثاروا عليه وخاصة أولئك الذين يرون في الثورة طريقاً للخلاص الشخصي من وضع اجتماعي معين ـ حسب تعبيره.
وقال ـ في مقال له تحت عنوان " كلمة للتاريخ" ـ إن صناعة الزعامات على عجل هي أخطر ما تتعرض له الثورات، حيث تصبح الفواتير التي يجب على الثورة أن تدفعها ضخمة لدرجة الإرهاق، وأهم ما تتمخض عنه أعباء هذه الفواتير هي أن تغدو الثورة على المحك بين أن تمضي في اجتثاث قيم نظام الحكم الذي أفسد المجتمع وبناء النظام الثوري البديل، أو مواصلة إنتاج هذه القيم وتقليده في أسوأ صورة يمكن أن تؤول إليها أي ثورة تفقد ضوابطها عند محطة معينة في مسارها الطويل.
وأوضح نعمان بأن المسار السياسي استطاع أن يحمي الثورة بأن جسد بالملموس طابعها السلمي وكشف بالمقابل الطابع القمعي للنظام، لافتاً إلى أن ذلك كان له أثره البالغ على الموقف الدولي في الضغط على النظام للسير في طريق نقل السلطة والتغيير بموجب المرجعية المتمثلة في المبادرة الخليجية والآلية المكملة لها.
وبين ما دأب عليه نظام صالح من ممارسته للعنف والقتل والقمع مما يرفع الاحتقان إلى درجة يصبح معها الحديث عن المسار السياسي "معيبا"، ويبرز في مثل هذه الحالات الخطاب الرافض والمحرض الذي يتهم المسار السياسي بالخيانة والتفريط وسرقة الثورة..
وقال: كم هي مخيفة الأصوات الصاخبة التي لا سقف لها.. أصحاب هذه الأصوات لا يستقرون على حال، وفي نهاية المطاف يستقرون في حضن الخصم الذي يثورون عليه.. يتحكم فيهم الغضب والحنق تجاه كل شيء، وتتملكهم الحماقة التي تجعلهم يرون كل شيء خاطئاً طالما أنهم لا يتصدرون المشهد ولا يتحكمون به.
ونوه الى أن الجماعات التي هرعت للبحث عن حل لبعض المشكلات بصورة مستقلة عن قضية التغيير الكبرى، وبروز تحليلات ذات طابع غرائبي مثل أن انتصار الثورة سيضر بالقضية الجنوبية مع ما رتبته هذه النزعة الغرائبية من انشقاق خطير في التلاحم الوطني الذي خلقته الثورة، أمر أعاد لبقايا النظام قدراً من توازنه الداخلي.
واعتبر أن تفجير حرب الحصبة بالعدوان من قبل قوات صالح كان المراد منه تحويل الأنظار عن الثورة السلمية، وإكسابها طابعاً عسكرياً بجر بعض أطرافها إلى الحرب، وتصويرها على أنها صراع على السلطة مع حلفاء سابقين، مشيراً إلى أن الانقسام الرأسي الذي حدث في النظام عملت السلطة على تجييره لصالحها محاولة تصوير الوضع على أنه صراع داخلي، ووظفته لتبرير العنف ضد الاحتجاجات السلمية مصورة المسألة وكأنها مواجهة بين طرفين مسلحين وكثيراً ما انطلى ذلك على الكثيرين.
واستهجن نعمان عمل بعض المثقفين على تصغير الأحزاب والقوى الثورية بشكل عام بالمقارنة مع الرئيس الذي كثيراً ما صوروه بأنه الأكثر حنكة والأكثر قدرة وذكاء وشطارة وأن لديه من المواهب والقدرات ما تجعله يتغلب على كل مأزق يمر به، لافتاً إلى أن بعضهم أمعن في الاستخفاف بالقول إن المعارضة ليست سوى مجرد لعبة يتسلى بها الرئيس!!
وأوضح في ذات السياق بأن غياب وضعف التقاليد الثورية والأساليب المنظمة للنضال الثوري السلمي ترك آثاراً سلبية في مجرى النشاط اليومي، والعلاقات ما بين قوى الثورة لم تتمكن معها من إدارة الخلافات بمنهج متناغم مع القيم الثورية، متابعاً إن مخطط الانهيار والتفكك كان يستهوي بقايا النظام وبعض القوى الأخرى، واستطاعت قوى هذا المخطط أن تربك مسار الثورة بمحاولة جرها إلى العنف من خلال التشكيك في قدرتها على الانتصار سلمياً بل وحاولت تعطيل ذلك عملياً بوسائل عديدة
وقال: اليوم وقد تحركت عجلة التغيير بصورة تبعث على الدهشة عند كل من راهن على أن الثورة في اليمن لن تنتهي سلمياً لا بد لنا أن نفخر بجيل شاب تحمل عبء هذه الثورة السلمية الظافرة، ويعول عليه أن يواصل عملية التغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، دولة المواطنة والعدل والمساواة والحرية.
وشدد نعمان على ضرورة أن نوسع مساحة قراءة المشهد بدلاً من اختزاله في جزء [ شهداء وقتلة] من موضوعه الكبير كي يصبح للتضحية دلالتها العظيمة، مضيفاً: بدلاً من أن يبعث الوضع الجديد في بعض القوى قيمة ثورية، أخذت قيم الصراعات القديمة وآثارها البائسة تنخر عميقاً داخل تاريخ إقصائي أبله أعاد إنتاج نفسه في صور جديدة في الصراع ورفض الآخر والاحتيال على المسار الثوري بالاعتصام داخل تهويمات سياسية انعزالية وخنادق أيديولوجيات متعصبة عفى عليها الزمن.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد