أثارت حادثة مقتل أحد أبناء تعز بعد مضي أسبوع من وقوع حالة مماثلة موجة غضب لدى كثير من ذويه وأسرته الذين سيَّروا تظاهرة حاشدة تجمعت من عدة أماكن في المدينة قبل وصولهم إلى أمام ديوان المحافظة وتنفيذ وقفة احتجاجية لمدة ساعة للمطالبة بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة وعقبها نفذ المحتجون وقفة غاضبة أمام إدارة الأمن وقاموا من خلالها بقطع الشوارع المؤدية إلى ذات المكان للتعبير عن سخطهم وعدم إلقاء القبض على الجاني الأول المتهم بقتل الشاب ماهر الرباش 22 عاماً لتتكرر الحادثة بجريمة قتل ثانية ويفر الجاني الثاني هو الآخر.
وكان شخص ويدعى " ع. ي " قد باشر الحاج كليب أحمد صالح ليلة أمس الأول بطلقة من مسدسه أثناء ما كان يعمل في حراسة إحدى المنشآت التجارية فأرداه قتيلاً دون معرفة الأسباب.
وقال المصور عبد العزيز محمد الصبري إنه تعرض لاعتداء من قبل عسكر حاولوا مصادرة كاميراته أثناء تأديته لعمله وتصوير تظاهرة لأهالي القتيل، مما حذا بأحد الضباط للتدخل وإيقاف العسكر عن مصادرة الكاميرا.
على صعيد مماثل أقدم شخص مأجور فجر أمس على إحراق سيارة المحامي المناصر للثورة عادل السماوي أثناء ما كانت متوقفة أمام منزله في منطقة الكمب.
وأكد شهود عيان أن المسلح أقدم على متن دراجة نارية وقام بصب البنزين وإشعال النيران فيها وعندما حاولوا الاقتراب منه قام بتعمير سلاحه تجاههم.
وقال عادل السماوي إن الجهات المنفذة للعملية معروفة، مشيداً بذات الوقت بتفاعل الأجهزة الأمنية مع القضية ومباشرتها بتعقب الجناة وبعضهم مازال فاراً من وجه العدالة.
وكانت نقابة المحاميين والعديد من المنظمات الحقوقية بالمحافظة قد أدانت الحادثة التي وصفتها بالسيئة والدخيلة على أهل المدينة، مطالبة الأجهزة الأمنية والسلطات القضائية بسرعة تقديم الجناة للمحاكمة وتعويض السماوي بدل سيارته وما لحق به وأفراد أسرته من أضرار نفسية تفوق الخسائر المادية بأضعاف.
من جانب آخر قام مساء أمس الشباب المعتصمون أمام ديوان محافظة تعز برفع الخيام والعودة إلى ساحة الحرية وأرجع عبدالناصر الكمالي ـ أحد المعتصمين ـ الأسباب إلى الاتفاق الذي تم بين الشباب والمتمثل بإعطاء حكومة الوفاق مهلة أسبوع لإقالة المحافظ، ما لم فإنهم سيلجأون إلى نصب الخيام مجدداً ويصعدون من احتجاجاتهم حتى يتم الاستجابة لمطالبهم ـ حد قوله.
وكانت جموع من المتظاهرين قد اعتصموا صباح أمس في ذات المكان للمطالبة بإقالة الصوفي وكل من يثبت تورطه بقتل المتظاهرين أو ممارسة الفساد في السلطة المحلية.
كما عبر المتظاهرون عن تضامهم مع أصحاب المحلات التي تعرضت للنهب والاعتداء بفعل الانفلات الأمني المستمر بالمحافظة، مطالبين الجهات المختصة بعودة الأمن إلى المحافظة ومحاسبة كل من يقف وراء الاختلالات الأمنية التي تشهدها المحافظة.
وعلى صعيد آخر واصل منتسبو قاعدة طارق الجوية اعتصامهم المفتوح لليوم الثاني على التوالي أمام قيادة المحور للمطالبة بإطلاق مرتباتهم المحتجزة في القصر الجمهوري بتوجيهات من اللواء محمد صالح الأحمر قائد القوات الجوية.
وحسب وعد قيادة المحور من المقرر أن يستلم منسبو القاعدة صباح اليوم مرتباتهم.
إلى ذلك وصل الوضع في مدينة تعز إلى حالة يرثى لها، حيث تراكمت القمامة في كل شوارع المدينة وصاحب ذلك تفجر المجاري في معظم شوارع المدينة مما يهدد المحافظة بكارثة بيئية في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه.
ويضرب عمال النظافة منذ عدة أسابيع للمطالبة بحقوقهم المالية والتأمينية والصحية والتي يقولون إن السلطات المحلية تقوم بمصادرتها منذ وقت طويل.