مع استئناف جلسات أعماله للفترة الأولى من الدورة الأولى لدور الانعقاد السنوي التاسع، شهد مجلس النواب أمس جلسة عاصفة وسط مطالب باستجواب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ورئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة لمناقشة تدهور الأوضاع الأمنية في اليمن، فيما هدد نائب رئيس المجلس محمد الشدادي بإجراءات مزعجة في حال عدم وضع حد للمأساة التي تحدث في محافظة أبين.
وقرر المجلس استدعاء الحكومة اليوم إلى المجلس لمناقشة تدهور الأوضاع الأمنية بشكل عام والأوضاع الأمنية في محافظة أبين بشكل خاص.
وقال الراعي انه لن يتم مناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة للعام 2012، إلا بعد حضور الحكومة للمجلس ومناقشة ما أنجزته على صعيد الوضع الأمني.
وفيما طالب النائب في حزب التجمع اليمني للإصلاح منصور الزنداني باستدعاء رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ورئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة إلى مجلس النواب، اعترض يحيى الراعي على الطلب, مشيرا إلى أن منصب الرئيس سيادي لا يجوز للمجلس التحقيق معه.
وبرر الزنداني استدعاء رئيس الجمهورية وباسندوة لاستيضاحهم حول تطورات الأوضاع الأمنية التي تعيشها اليمن وما تتعرض له محافظة أبين الجنوبية من قصف البوارج والطيران الأميركي لها.
وقال الزنداني إن سيادة اليمن أصبحت منتهكة بفعل الهجمات التي يشنها الطيران الأميركي والبوارج الحربية الأميركية على تنظيم القاعدة في اليمن.
من جانبه دعا الشيخ نبيل الباشا الحكومة لسرعة إطلاق الجنود الذي تم أسرهم مؤخرا من قبل تنظيم القاعدة في أبين بأي ثمن.
واقترح الباشا على الحكومة الدخول في حوار مباشر مع تنظيم القاعدة لإطلاق سراح الجنود، متهماً الحكومة بالفشل في حربها مع تنظيم القاعدة والقضاء عليها.
 من جانبه هدد نائب رئيس مجلس النواب محمد على الشدادي اليوم باتخاذ موقف مزعج، لن يعجب احد في حال تقاعس الحكومة عن وقف ما اسماه بـ"المجازر" التي تحدث هناك تحت مبرر الحرب على تنظيم القاعدة.
وقال الشدادي إن المدارس والبيوت والمزارع في أبين قصفت وشرد أبناؤها نتيجة صراع أيادي خفية تلعب بورقة القاعدة هناك.
وأضاف أن هناك مأساة حقيقية في أبين منذ 11 شهرا وان الوضع هناك يذكر بالمجاز التي تحدث في غزة.
وطالب الشدادي بموقف جاد وإنساني وحاسم من مجلس النواب مالم سيكون له موقف آخر.
بدوره اعترض رئيس كتلة الأحرار في البرلمان عبده بشر على استدعاء الحكومة للبرلمان، مشيراً إلى أن حضورها لن يفيد في شيء.
وقال بشر الذي استقال من حزب المؤتمر،" إن حضور الحكومة غير مفيد وفاقد الشيء لا يعطيه".
وأضاف انه إذا كان رئيس الجمهورية عاجزاً عن إيقاف الهجمات التي تشنها البوارج الحربية الاميركية والطيران الأميركي على أبين فهو ليس رئيس جمهورية".
وطالب بشر بحضور السفير الاميركي والسعودي في اليمن إلى البرلمان لأنهم هما اللذين يتحكمان بمصير اليمن، حسب قوله.
وقال بشر: "أطالب بإعادة السيادة لليمن كما اطلب من السفير الاميركي والسعودي في اليمن الحضور إلى البرلمان ونتوصل معهم إلى حل للازمة في اليمن" ورد عليه النائب سلطان البركاني- رئيس كتلة المؤتمر البرلمانية بأن الطلب باستجواب سفيري أميركا والسعودية طلبا إيرانيا.
من جانبه قال النائب في حزب الإصلاح زيد الشامي إن قضية الأمن في اليمن ليست جديدة ولا بد من وضع المعالجات لها.
وطالب الشامي بإعادة النظر في هيئة رئاسة مجلس النواب وإجراء انتخابات جديدة لرئاسة المجلس.