صديقتي.. فتاة حوت وجمعت كل الصفات التي يتمناها أي رجل وكنت أظن بها على أمير أو وزير ، ولكن عندما تأخر فارس أحلامها وكاد يفوتها قطار الزواج " وحظ الملاح بالضياح " وافقت على رجل تقدم لطلب يدها.. يفصل بينها وبينه تكافؤ في النسب والدين والعلم والثقافة لأنها كانت مجبرة فأما أن تلحق القطار أو تحمل لقب عانس ، ولم تمض شهور قليلة إلا وقد عادت إلى بيت أبيها مثقلة بالجراح , تحمل في أحشائها جنين لا تدري كيف سيكون مصيره بعد طلبها للطلاق من رجل لم يعرف قدرها وأهان أهلها ودمر نفسيتها.
ونصيحتي لكل فتاة أن تتمهل ولا تتسرع ولا تهرب من لقب عانس إلى أحضان رجل سيتركها مطلقة.
عانس أفضل:
هذه القصيدة قالتها إحدى العوانس :
إيه افتخر لقالوا الناس عانس
وافرح إذا ما جزت للخاطب ظلال
اضحك وأنا اسمع سيرتي في المجالس
واعرف عيون الناس ما ترحم الحال
حالي مثل من هو على الباب حارس
يحفظ كنوز ما تقدر بالأموال
صعبة يجي إنسان ما هو بفارس
ياخد بنية ينضرب فيها الأمثال
ولا يجي طايش وجاهل مدارس
أكبر طموحه خط بيجر وجوال
صدره من أمراض الدخاخين تارس
زود على التنباك منحط الآمال
ولا يدور برأسه اليوم هاجس
يبدأ يغني كل هاجس وموال
النفس في خشمه ودايم يعامس
يقول أنا لي شارب وألبس عقال
خبرني كيف أحيا مع إنسان لاقس
وشلون أجاري لعبة إنسان دجال
هذا كلام بصوت كل العوانس
خذها شموخ وعز مع روقة البال
إيه افتخر لقالوا الناس عانس
ما دام ما هو من تقدم برجال
ولي صديقة أخرى من أسرة منفتحة لا تمانع في تعليم الفتاة أو حتى خروجها للعمل وتزوجت من شاب من أسرة " معقدة ومتشددة" كل شي عندهم عيب فكان زواجها أشبه بسجن مؤبد.. واعرف رجل من أسرة عريقة خالف أهله وتزوج من امرأة " غير قبيليه كما يقولون" وتبرأ منه أهله.
وغادر قريته بصحبتها ولما دخل السجن في قضية ما جاءته زوجته ومعها رجل آخر لتقول له أنها ستفسخ وتتزوج من هذا الرجل..
وتروي لي أمي قصة أمير تزوج بفتاة جميلة متسولة وتمر الأيام وإذا بجسمها ينحل بعد أن جسمها ممتلئ وقد كان لا يمنع عنها شيئا ولما راقبها الأمير وجدها تضع الطعام في مكان ما في الغرفة وتمد يدها وتقول لله يا محسنين ثم تأكل..
أنا برأيي أن التكافؤ شرط أساسي من شروط نجاح واستمرار الزواج ، فلابد من التكافؤ في العمر والنسب والمستوى الاجتماعي والتعليمي ،ولا يزيل الفوارق غير الدين والثقافة التي تصنع الأخلاق ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
وكما يقول المثل :
«حلاوة الثوب رقعته منه وفيه»
و كلن يأخذ من بيئته يكون أفضل 100%
تزوج معاوية من ميسون البحدلية وكانت بديعة في جمالها فاسكنها القصر منعمة مكرمة ولكنها اشتاقت إلى حياتها في البادية فقالت:
لبيت تخفق الارتياح فيه
أحب إلي من قصر منيفِ
ولبس عباءة وتقر عيني
أحب إلى من لبس الشفوفِ
واكل كسيرة من كسر بيتي
أحب إلى من أكل الرغيفِ
وأصوات الرياح بكل فج
أحب إلى من نقر الدفوفِ
وكلبٌ ينبح الطراق دوني
أحب إلى من قط أليفِ
وخرقٌ من بني عمي نحيفٌ
أحب إلى من علج عنوفِ
خشونة عيشتي في البدو أشهى
إلى نفسي من العيش الظريفِ
وقيل أنه سمعها تقول ذلك فطلقها ثلاثاً ثم سيرها إلى أهلها بنجد.
alkabily@hotmail.com