إن أهمية تحرير دمشق من قبضة المشروع الإيراني تتجاوز الحدود السورية لتشكل محطة رئيسية في معركة الأمة العربية ضد الهيمنة الإيرانية ومشروعها الطائفي الذي يستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي لشعوب المنطقة. إن هزيمة إيران في سوريا ليست مجرد انتصار إقليمي بل هي ضربة استراتيجية للمشروع الإيراني الذي يتخذ من المليشيات الطائفية، وعلى رأسها مليشيات الحوثي في اليمن، أداة لتحقيق طموحاته التوسعية.
الانكسار الإيراني نتيجة انتصار الشعب السوري
لقد جاء الانكسار الإيراني كنتيجة مباشرة لانتصار الشعب السوري على نظام بشار الأسد المدعوم من إيران، وتمكن المعارضة السورية من السيطرة على دمشق. هذا الانتصار لم يكن مجرد إنجاز سياسي وعسكري للشعب السوري، بل مثل ضربة قوية للنظام الإيراني الذي كان يعتبر نظام الأسد حجر الزاوية في مشروعه التوسعي. سقوط الأسد في دمشق هو سقوط لمشروع إيران الطائفي في سوريا، وهو ما يجب أن يُقرأ بعمق في اليمن كإشارة واضحة على إمكانية هزيمة هذا المشروع في بقية دول المنطقة.
تحرير دمشق يفرض متغيرات سياسية في المنطقة
تحرير دمشق من المشروع الإيراني لا يُعتبر حدثًا محليًا فقط، بل هو نقطة تحول تفرض متغيرات كبرى على الخارطة السياسية في المنطقة. أبرز هذه المتغيرات هو تحرير صنعاء واستعادة الدولة اليمنية. سقوط المشروع الإيراني في دمشق سيؤدي إلى انهيار الركائز التي يعتمد عليها في بقية الدول، وعلى رأسها اليمن. تحرير دمشق يرسل رسالة واضحة بأن مشروع إيران التوسعي يمكن كسره، وأن مليشياتها ليست عصية على الهزيمة، وهو ما يعزز فرصة تحرر اليمنيين من قبضة مليشيا الحوثي.
الحالة الشعبية والرغبة في التخلص من مليشيات إيران
لقد أصبحت الحالة الشعبية في اليمن اليوم أكثر وعيًا وتصميمًا على التخلص من مليشيا الحوثي، التي أظهرت وجهها الحقيقي كمجرد أداة لإيران تسعى لتدمير الدولة ومؤسساتها ونهب موارد الشعب. إن هجمات مليشيا الحوثي على البحر الأحمر، واستهدافهم للمصالح الإقليمية والدولية، جعلتهم في عزلة متزايدة، وأظهروا أنهم خطر على الجميع وليس فقط على اليمنيين.
دعوة واضحة للتحرك
في ضوء هذه التطورات، نوجه دعوة صريحة لقيادة مجلس القيادة الرئاسي وقيادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والقبائل والمكونات السياسية كافة. إن مسؤولية التحرير تقع على عاتقكم، وعليكم اليوم أن تغتنموا هذه اللحظة التاريخية للوقوف صفًا واحدًا ضد المشروع الإيراني ومليشياته.
تحفيز الشعب اليمني على الاقتداء بالشعب السوري
إن الشعب السوري أثبت أن الإرادة الشعبية قادرة على الصمود والتغيير، حتى في وجه أعتى المشاريع التوسعية. واليمنيون اليوم مطالبون بالسير على هذا النهج، بالتحرك على كافة المستويات لدعم جهود التحرير والمقاومة، ولإثبات أن الشعب اليمني قادر على الانتصار لقضيته واستعادة دولته.
ختامًا
إن تحرير دمشق وسيطرة المعارضة السورية عليها شكّلت لحظة مفصلية في كسر المشروع الإيراني، وفرضت واقعًا جديدًا يفتح الباب أمام تحولات جذرية في المنطقة.
واليوم، بات على الشعب اليمني أن يعي أن تحرير صنعاء بات أقرب من أي وقت مضى إذا استُثمر هذا التحول في تراجع النفوذ الإيراني.
إن النصر في اليمن ليس بعيد المنال إذا توحدت الجهود السياسية والعسكرية والشعبية على قلب رجل واحد، مستلهمين تجربة الشعب السوري في مواجهة إيران ومشروعها الطائفي.