اليمن والمملكة العربية السعودية دولتان شقيقتان لهما قواسم مشتركة لا نجدها في أي بلدين جارين آخرين، لهذا ينظر إليهما الطامعون من القوى الإقليمية الإيرانية على وجه الخصوص والكبرى الولايات المتحدة الأميركية... بعين الاهتمام. وهو اهتمام يريد أنيمحق هذا الجوار والقربى. وأن يبقى ملظماً بالشكوك وفقدان الثقة المدخل الأساسي لإيجاد وقيعة بين البلدين تمكن الحلف الفارسي الصهيوني أميركي من تنفيذ أجندته في الهيمنة والسيطرة ونهب مقدرات الأمة، وتدرك القيادتان السياسيتان في اليمن والسعودية أهمية التنسيق الأمني في أعلى درجاته، وهو تنسيق تفرضه الضرورة والحاجة بغض النظر عن أية مشترك آخر وهو مهم.
وإذا كانت القاعدة كتنظيم إرهابي صنيعة الولايات المتحدة الأميركية منذ البواكير الأولى لقيام هذا التنظيم فإن الإمبراطورية الفارسية هي الأخرى من زرع الحوثية بكل تفرعاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية.. والتي تعمل على تنفيذ أجندة خارجية لإقلاق السلم الاجتماعي وتصدير الثورة الإسلامية ببعدها الفارسي عبر اليمن إلى المملكة بطائفية اثنى عشرية.
الأمر إذاً يتساوى في الاستهداف الأميركي الفارسي على الوطن اليمني داخلياً لينتج أفق إرهابي آخر في المملكة العربية السعودية.
وبالقدر الذي حقق الجهاز الأمني في بلادنا حضوره في ضرب القاعدة وإلغاء القبض على عناصرها واتضح جلياً امتداد الاستهداف إلى الشقيق.. بذات القدر ينبغي أن يكون الحضور الكبير والواسع في كشف الإرهاب القادم من الإمبراطورية الفارسية والذي يريد الوقيعة بين بلادنا والمملكة كمقدمة لا بد منها للإجهاز على النظامين السياسيين وإيجاد أقليات طائفية تمت بصلة باسم حقوق الإنسان إلى الدوائر الاستخباراتية الفارسية الصهيو أميركية الرامية لإيجاد ذرائع تشعل الحرائق بين البلدين الجارين.
المسئلة هنا أننا أمام قوى باتت تجاهر بمخططاتها العدائية ولا تكل أو تمل في الوصول إلى غايات سيئة تزرع الحقد والكراهية بين أبناء البلد الواحد ثم بين البلدين الشقيقين بالترغيب والترهيب في آن.. المخطط له قواه الداخلية الرابضة باسم الحوثية أو باسم القاعدة كلاهما إرهابيان وصناعة فارسية صهيو أميركية بامتياز.. وإذا كانت الحقائق بكل تجلياتها تؤكد أن الأمن والاستقرار لم يعد متعلقاً بدولة دون أخرى وإنما بات إقليمياً كما تفرضه أجندة الأعداء لهذه الأمة.
فإن من نافلة القول أن يكون التنسيق الأمني المعلوماتي بين البلدين في أعلى مستوياته وأن يكون إلى حد الاندماج ولا ضير في ذلك لوجود خطر ماحق يستهدف البلدين اليمن والسعودية، كما أن عمق النظر واستيعاب معطيات الواقع وممكنات الفعل السياسي والعسكري تدعو إلى التعامل مع كل خارجي عدو بقوة، وإذا كانت القاعدة في بلادنا قد لاقت الضربات الموجعة فإن الحوثية بما ترمز إليه من عنصر شر واستهداف للوحدة الوطنية والعلاقات المتينة بين البلدين هي الأخرى لا بد من التعامل معها بلا هوادة وبشراكة يمنية سعودية كون المخطط وقواه يريدون الجميع، ولعلهم يتنامون وتتسع دائرة حضورهم وتزداد اشتراطاتهم للوصول بهم إلى أن يكونوا ميليشيات تمتلك القوة العسكرية اللازمة لمعنى سياسي إيراني يتطابق مع نظيره حزب الله.
مع قارق أن حزب الله أجندته الفارسية زعزعت أمن واستقرار لبنان أولاً وإحداث فوضى في المنطقة يجعل التواجد الفارسي قابلاً للمفاوضات والاشتراطات مع الولايات المتحدة الأميركية بينما ميليشيات الحوثية تريد أن تكون باتجاه الداخل اليمني فوضى تصدر عسكرياً بلغة إرهابية إلى السعودية بطموح فارسي صهيو أميركي.
يتساوى من وجهة نظرنا الإرهاب أكان القاعدة أو الحوثية كلاهما زرعا بقوة خارجية وأجندة خارجية وطموح فارسي صهيو أميركي.
وما لم يدرك البلدان هذا الخطر القادم من طهران بكل إيقاعاته السياسية والعسكرية والطائفية فإن القادم بلا شك سيكون سيئاً وسيراهن الأعداء على إلحاق أكبر الضرر بالعلاقات اليمنية السعودية للوصول إلى إشعال فتنة في المنطقة بأسرها، ولا نبالغ إن قلنا أن ما هو قادم من طهران هو الدم والحرائق وكثير من الفوضى وأن الحوثيين أكبر خطر على الوطن من القاعدة من حيث الدعم المالي والمعنوي فارسياً وأميركياً، وأن هذا الدعم المتواصل لا يقف عند حد إيقاف الحرب والمفاوضات السياسية بل يمتد جغرا سياسي إلى مواقع تطال المملكة فهل يكون التنسيق بين البلدين تجسيد عرى الأخوة والدين وثقة الشقيق لشقيقه أم أن ممرات التآمر هي التي تصنع الأحداث لتزداد الهوة بين الأشقاء بما يسمح لمن يريدون الوطن ويصدرون الفتن بأن يكونوا هم الأكثر عتاداً وعدة وتنسيقاً مشتركاً.
التحدي كبير والخطر القادم من طهران أكبر وما هو فعل هزيمة على إرهاب القاعدة ينبغي أن يتمثل بذات القوة والإرادة على الميليشيات "الحوثية" وما تهدف إليه.
طباعة
المحرر السياسي
اليمن والسعودية وما يريده الآخرون! 3609