يدرك الحزب الاشتراكي اليمني أين يقف وطنياً؟! وما الذي يجب أن يقوم به ليصل التاريخ بالتاريخ ماضيه بحاضره ومستقبله؟ ويدرك أنه أمام التحديات لابد أن يواجه وينتصر ويتربع في ذات المجد الذي انتسب إليه على الدوام، ويدرك أنه لم يكن في كل الأحوال إلا ذلك الحزب الذي يراهن على التحولات الجذرية في صناعة التاريخ وامتلاك روح العصر باقتدار لا نظير له.. كما أكدته الأحداث وعبرت عنه أدبياته التي تشكل في مجملها معانٍ كبيرة لكل ما هو رائع ومشرق..
ولعل ذلك مالم يفهمه انتهازيو التاريخ الذين يعمدون إلى التطاول على هذا الحزب العظيم ظانين "وبعض الظن إثم" أن هذا التطاول يمنحهم شيئاً من فتات الآخرين ويبقيهم على بعض المصالح الذاتية الصرفة، التي تكشف فقدان هوية وأزمة انتماء وموت ضمير، وفي كل الأحوال فإن الحزب لا يكترث ولا ينبغي له ذلك من دهاجنة السياسة والمرجفين في الوطن باعتبار أنه بكل مراحل نضاله لم يكن إلا متطلعاً للأمام، يمارس مهامه التاريخية ضد الفرقة والانقسام، ضد الانتهازية أينما وكيفما وجدت، وضد القوى المأزومة التي لا تقدر على التكاثر إلا في ظل عداء الثورة والوحدة واللجوء إلى الفرقة والانقسام واستمراء ما كان ذات يوم مشيخة أو سلطنة أطاح بها الحزب وإلى الأبد ليسجل أنصع صفحات النضال من أجل اللحمة الوطنية، الوحدة، مواطنة خيرة، ووطن زاهٍ مستقر..
هكذا كان وسيظل هذا الحزب العتيد درع الوطن من شر حاقد أو حاسد، وعلى أولئك الذين يحاولون استدراجه إلى مواقف يرفضها قطعياً أن يدركوا جيداً أن كل ممارساتهم الانتهازية أو التآمرية محكوم عليها بالفشل الذريع وعليهم أن يتعظوا من التاريخ الزاهي للحزب، الذي سيبقى المرجعية الأولى لنضالات الشرفاء في مواجهة من لا يريدون للوطن حياة ويعمدون إلى افتعال المواقف لعل شيئاً ما يحاصر الحزب ويضيق عليه الخناق ويجعله عاجزاً عن القيام بدوره الطليعي المعتاد، وهي أحلام تناوش المرضى وأسرى الرغبات الذاتية الذين استخذوا لاستلاب البشر حقوقهم في المواطنة المتساوية وصاروا إزاء هذه الثقافة السلبية يتربصون بكل ما يحد من شره الاستحواذ والسيطرة التي دأبوا عليها.. في حين إن الحزب الاشتراكي وهو القوة الحاضرة في التاريخ الوطني مزدهر يرفض على الدوام كل أشكال التخلف وقواه الانتهازية، ويسجل في كل جولة ضد التخلف نصراً يفزع أولئك المتآمرين ويدفع بهم بضراوة إلى هستيريا النيل من تاريخ هو أكبر من أن يدانوه مهما حاولوا ذلك.
من أجل هذا فإن القوى الخيرة على الدوام تنظر إلى الحزب الاشتراكي باعتباره الملهم في الانتصارات والمنجز لأصعب المهام في كل مراحل النضال الوطني، وليس على أولئك المتطاولين إلا أن يلقوا مجرد نظرة إلى تاريخ الحزب الزاهي ليفهموا جيداً أين محلهم من الإعراب! وماذا يعنون بالنسبة له أو لوطن الشموخ والمجد؟! ويقيناً إن استنتاجهم في المحصلة سيجعلهم في مستوى خجول جداً وقد صاروا تنابلة أمام حزب بحجم الوطن، يصنع أجمل محطات الفرح اليماني ويمنح الإنسان والأرض هذا التوهج الثوري النبيل، دونما نزوع إلى العنف أو الفوضى وخلق العديد من المشاكل والأزمات بأسلوب يفقد الإنسان صوابه، وهو يرى القوى الرجعية تتمادى في غيها وتتحد بالانتهازي لتكشف عن حالة فقدان وعي بالتطاول على الحزب وتاريخه الحافل بالانتصارات التي لا حصر لها والتي ستبقى الرد العملي لكل مزوري التاريخ أو من يعمدون أن يكونوا قوى تلفيقية لا تقدر ولا تقوى على أن تكون ذات إنتماء وطني فتلجأ إلى الغيرة وإلى أساليب الابتزاز والمكايدات السياسية واستخدام لغة الإقصاء والإرهاب لكبت صوت وطن منتصر.. الحزب فيه هو الشذى والندى والعيون وروعة الاشتهاء..
فهل يعي المأزوم المتطاول أين موقعه بالنسبة للحزب؟!
وهل يقدر على التخلص من تداعيات الذات المريضة الباحثة عن حالة احتقان يريد من خلالها المأزوم أن يكون شيئاً يذكر؟! وهل يفهم أن هذه الأساليب من الخداع والتسويف والإقصاء هي مرفوضة تماماً ولا وجود لها في قاموس الحزب الاشتراكي الذي لا يعرف غير النصر لصالح الجماهير المتطلعة إلى الأمام والناهضة كالعنقاء من بين الرماد.
وتبقى كلمة أخيرة: الحزب الاشتراكي اليمني وحدوي حتى العظم ولن يتزحزح عن هذا الخيار الوجودي قيد أنملة كما لن تجدي معه "البهررة" بالعيون بهدف إبقائه حبيس الموقف والرأي والنضال، ولن يقبل بأي ضغوطات تمارس على قياداته وكوادره لثنيهم عن مهامهم النضالية، وعلى أولئك الانتهازيين أن يستوعبوا الدرس جيداً.
وبدلاً من استهداف الحزب بطريقة سمجة ومقزة وإهدار الوقت عبثاً للنيل منه كقوة سياسية يحسب لها ألف حساب بدلاً من ذلك الأولى الاتجاه إلى القضاء على الفساد والمفسدين وإقامة موازين العدل وإرساء دولة النظام والقانون وتطبيق مفهوم المواطنة المتساوية والقضاء على بؤر الأزمات المفتعلة "السياسية والاقتصادية والاجتماعية" وحينها فقط سيدركون أنهم في الخط الموازي للحزب في مسيرته الوطنية.
وحينها أيضاً سيعلمون ويتعلمون "بأن التاريخ أب لكل حقيقة" وليس الصياح والزعيق على ما ينبغي الإنصات له والحوار من أجله.
طباعة
المحرر السياسي
مالم يفهمه انتهازيو التاريخ 3088