في ظل ظروف بالغة التعقيد وقوى أجنبية تتربص بدول المنطقة ومؤامرات داخلية وخارجية تريد إلحاق أكبر الضرر بعلاقات بلادنا مع الأشقاء وفي ظل أوضاع سياسية متردية تتحكم فيها الأهواء والنزعات الذاتية ومتغيرات إقليمية أكان في القرن الأفريقي أو بلدان مثل اليمن ودول الجزيرة والخليج وما يعانيه الجميع من صنوف الإرهاب القاعدي والذي يزيد التوتر في هذه الرقعة الجغرافية، بما تحتله من أهمية عالمية قصوى في ظل كل هذه التداعيات التي يشتغل عليها أعداء الأمة للوصول إلى أهداف استعمارية تحقق الحضور الصهيوفارسي الأميركي بأطماعه للسيطرة على الاستعلاء ونهب الخيرات، لا بد من التأكيد على أهمية خصوصية العلاقات اليمنية السعودية التي ينبغي أن تكون على مستوى عال من الثقة المتبادلة والفهم الموضوعي لمسار الأحداث وتجلياتها وإلى أين تؤدي في نهاية المطاف، وما الذي يريد الأعداء تحقيقه من كل هذه المؤامرات بتعدد أشكالها ومضامينها وحين الإدراك العميق لمجمل ما تصيغه القوى المعادية لدول المنطقة وتعمل على تصديره، لخلق نزاعات بين الأشقاء تسمح بالتدخل السافر في إنجاز الأطماع الخبيثة، فإن الضرورة تفرض نفسها في تمتين روابط الأخوة والبلوغ بها إلى مستويات تفشل كل مخططات الأجنبي ولن يكون ذلك إلا من خلال التأكيد على أن العلاقات اليمنية السعودية هي صمام أمان دول المنطقة وهي الأقدر على إجهاض المؤامرة أيا كان الذي يشتغل عليها وطريقة عمله بالترغيب أو الترهيب على أن الوعي الشديد بممكنات حضور الأعداء في خلق مناخات خصومة بين اليمن وأشقائها وفي المقدمة المملكة العربية السعودية هو ما يجعل من القيادتين السياسيتين للبلدين الشقيقين متحفزين للعمل بوتيرة متسارعة لكل ما من شأنه تمتين الروابط الأخوية على مستوى كافة الصعد السياسية والثقافية والاجتماعية وتحقيق أعلى معدل الفائدة لصالح البلدين وما يعود عليهما بالنفع والأمن والاستقرار وهي أمور لا بد من الاشتغال عليها بقوة، سيما وأن ثمة تحديات كبيرة تواجه مستقبل العلاقات التي يراد لها أن تقع في حالة من الإرتيابية وصولاً إلى العداء السافر الذي يطل من خلاله الظلاميون وأقزام الاستعمار في كلا النظامين إلى إنجاز ما يراود الأعداء من أحلام بغيضة للنيل من اليمن والسعودية باعتبار أن هذين البلدين وحدهما هما الدرع الواقي لصد أي عدوان خارجي على الأمة، وإذا كان هناك من يفكر بأنه قد يصل إلى مآرب خبيثة من خلال جعل اليمن ساحة حرب بالوكالة ضد المملكة العربية السعودية ولديه من الترغيب والترهيب الكثير مستغلاً الظرف الاقتصادي الذي تمر به اليمن، فإنه مع هذا الخبث والنزوع إلى الدم يبقى واهماً ولن يكون بمقدوره التقدم قيد أنملة في المخطط السيء، فاليمن والسعودية بعلاقتهما الوثيقة وإدراكهما لما يحاك من دسائس ومؤامرات يزدادان استيعاباً لما ينبغي الاحتراز والاحتراس منه وبالتالي القفز بالعلاقات بالراهن الجيد إلى مستوى الأفضلية، لمواجهة كافة التحديات، وهنا نقول أن على اليمن والسعودية في هذا السياق بالتأكيد تقع مسؤولية إيجاد فضاءٍ واسع يقدر من خلاله الشعبين على خلق المشترك القوي والحميمي، حتى لا يضن المرتابون والخونة أن اليمن يوشك أن يقع في مصيدة التدخلات الخارجية تعمم الفوضى والتجزئة وصولاً إلى نقل هذا الفوضوي إلى ما بعد الحدود اليمنية وتحديداً إلى المملكة سواء بقوى التمرد الحوثي وعناصره الموالية للفرس داخل المملكة أو بالإرهاب القاعدي وهنا فقط ينبغي العمل على شطب هذه المعادلة الفارسية الصهيوأميركية وبالتأكيد فإن لدى اليمن والسعودية القدرة والإمكانيات فعلاً على ذلك حتى لا يبقى التمرد الحوثي والإرهاب القاعدي ذراع الاستعمار في السيطرة والتواجد على المياه الإقليمية وما بعد المياه الإقليمية..
وبالتنسيق الأمني العالي الشديد الخصوصية والقدرة على فهم تبعات ما بعد القاعدة والحوثية وضرب المخطط من جذوره، فإن ثمة أفق رائع يطل على البلدين الشقيقين، ولكن ليس قبل شطب السيء والمسيء للعلاقات الأزلية بين اليمن والسعودية.
طباعة
المحرر السياسي
بلدان أكبر من المؤامرات 3094