دعونا نقول بكل اللغات التي تعرفون ولا تعرفون.. فشلتم تماماً في إنعاش الرياضة اليمنية على الأقل في تطييب خاطر الجماهير التي طالما رأت في المنتخب بارقة أمل يحي فيها خامل الزمن الذي لم يروقها وطنياً بفعل تجاذبات السياسة وكثرة الآهات من حراك انفصالي وتمرد حوثي وإرهاب قاعدي وفساد اقتصادي. كان إذاً من حق الجماهير أن ترتسم فيها البسمة وأن تخرج من حالة نكد وإحباط إلى حالة عشق وفرح من بوابة الرياضة سيما وأن مداعبة الأحلام ورسم الآمال كان كبيراً لدرجة لا تصدق.. أن كل ذلك التزوير للحقيقة من أن المنتخب اليمني قد بلغ شأناً عظيماً لم يكن سوى الكذبة الآلم الكذبة الأقصى والأسرع فتكاً بنفسية الإنسان من أي شيء آخر مؤلم. وحتى لا نظل قابعين في الحزن ومن أجل أن نفتح باباً للحياة كما نريد، أو كما تريده الجماهير، لابد من القول أولاً أن نجاح "خليجي 20" ترتيباً وتنظيماً لم يكن لأي من أصحاب المعالي والكراسي الدوارة أي فضل فيه.. لقد كان النجاح بامتياز في هذا المنحى يعود للرعاية الشاملة للأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح ـ رئيس الجمهورية ـ وللجماهير اليمنية التي تغنى بها الخليجيون طويلاً ومازلوا كبرهان أكيد على حقيقة هذا الدور.. من هذا المنظور على الفاشلين أن لا يذهبون إلى سرقة نجاح ا لآخرين كجريمة أضافية يقدمون عليها أو يعملون من أجل حيازتها.. عليهم فقط أن يدركوا بأنهم قد أصابوا الإنسان بالكآبة ليتساءل هل حقاً نحن إلى هذا الحد لا نستطيع أن نجعل النجاح باهراً وأن يظل منغوصاً منكداً؟ أو كما نحن هكذا على الدوام؟ وأين ذهبت كل الإمكانيات المادية والرحلات المكوكية والاستمتاع بالهواء الطلق في بلد أخرى على حساب خليجي عشرين؟! ليتساءل المواطن مندهشاً ما الذي يجري في اليمن السعيد؟! ولماذا النكبة؟ هم الفاسدون وليس غيرهم. أسئلة عديدة ولكنها في المقام الأول، تشير إلى أهمية فتح ملفات الرياضة كلها والوقوف على الاختلالات الكبيرة والفساد المهول كخطوة ضرورية لفتح صفحة جديدة من أجل مستقبل أفضل.. على هذا الأساس فتح ملفات الفساد والإفساد برموزه وجلاوزته والمتعهدين على حمايته والمضي فيه بات ضرورياً لكسب ثقة الجماهير بالنظام السياسي.. فمن غير المعقول أن تهدر مئات المليارات من غير نقطة واحدة، وأن يصرف ستة مليار ريال على منتخب من أجل أن يتعلم كيف يركل الكرة ولا يستطيع. إن ذلك بكل تأكيد كثير على الوطن ولابد من المساءلة والحساب والعقاب قبل أن يرمي الفاشلون بالفشل على آخرين يريدونهم كبش فداء، وقبل أن يذهبوا إلى مناطق استعطاف الآخرين والتوسل إليهم للنظر في تضحياتهم وما قدموه من تضحيات على حساب صحتهم وأسرهم..إلخ.. إذ لا مجال مطلقاً لدغدغة العواطف وثمة فساد كبير مستمر بها حار ودار أولئك الفاسدون وظنوا أنهم قادرون على الخروج منها بسلام. فالمسألة اليوم أن من الضروري هو المكاشفة لكل سلبي هزيل وأن يتخلى من يهيمنون على الرياضة لمكاسب ذاتية على حساب وطن ومن هذه الأساليب المرهقة.. وأن يدركوا أن تكوينهم كعصابة تؤازر بعضها لم يعد مقبولاً لأنهم بانتهازيتهم يكشفون أنفسهم بقوة للجماهير التي لم تعد تطيق حتى أشكالهم فما بالك بأن يظلوا هم القبضة الحديدة على الرياضة اليمنية في هذا الوطن الباحث عن الاستقلال الحقيقي من هيمنتهم والخروج من شراكهم الخادعة وسطوة نفوذهم واستلابهم حق الجماهير في رياضة خالية من حسابات مريضة وتدخلات مريعة. على هذا الأساس نقول بأن فتح ملفات الفساد الكبيرة لهذه الأجهزة أمر لا مفر منه.. فالجماهير تريد أن ترى أعداءها وقد وقعوا في شر أعمالهم.. والرياضة تريد الخلاص من قوى فاسدة هي أشبه بعصابة تتوزع على المفاصل الرئيسية للأجهزة الرياضية. ولن يتم كل ذلك إلا بفتح كامل وغير منقوص لكل الملفات الإفسادية والتلاعب بالمال العام ونهبه بشكل لا يطيقه كل من يؤمن بالوطن ناهضاً ولاعباً رئيسياً في المنطقة على كافة المستويات إن هو حاسب بقوة الفاسدين وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن على وزارة الثقافة هي الأخرى أن تقف بمسؤولية وحزم أمام الفشل الذريع لحفل الافتتاح الذي جاء مخيباً لآمال الجماهير وقد رأت فيه الهرج والمرج والفوضى المتداخلة.. هي التي قدمت نفسها بمئات الملايين من العملة الوطنية في حين كان ممكن أن نستقدم صينياً بمبلغ لا يتجاوز العشرة الآلاف دولار ليقدم تشكيلات مذهلة، لأن هذه الصنعة لها أربابها وليس دخلائها ممن يريدون أن يكونوا كل شيء وهم لاشيء، لابد من محاسبة قوية لمن أخفق بقوة في تقديم ما كان منتظراً من قبل الملايين لوحة فرح وتألق تحولت إلى ساحات من الخربشات المرهقة للقلب أحسن ما فيها أنها قدمت وجبات من المظبي والمندي الفاخرة عقب انتهاء كل بروفة. وآن الأوان أن نعرف كم من الفواتير تم صرفها عبثاً وفساداً واختلاساً.. وكلمة للجميع نقول حاسبو قبل أن تحاسبوا فالجماهير لا ترحم، والوطن لم يعد يقبل بالبكاء على الإطلال والاعتراف المستجدي رحمة الآخرين. الوطن لكي يكون ناهضاً لابد أن يفتح صفحة جديدة ولكن ليس قبل تقديم الفساد وإلى حيث يجب أن يكون.. إلى العدالة التي وحدها من تمنح هذا المستقبل العافية.. بدون ذلك فإن ثمة قادم مخيف أكبر من هزيمة وخربشة لوحة.. قادم أشبة بالطوفان الهادر على عصابات النكد وجلاوزة الفساد في كل مؤسسات الدولة حتى ينعم الجميع بالأمن والاستقرار. فهل نجد شيئاً مما قلناه؟ تساؤل.. الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عليه؟