لنقل إننا أمام أنفاق يوشك أن يقع من أجل شراكة وطنية بين الشعبي العام وأحزاب المشترك وفق المعلن عنه بمبادرة الرئيس وغير المعلن، وإن التقارب الذي يصل الوطن بالوطن والإنسان بأخيه والحلم بالحقيقة هو المخرج الذي يفتح بوابة زمن أجد، كاد الإنسان قبل أن يصل إليه أن تتعثر به الخطى وتضيق به السبل ويقبل على الفزع الأكبر لولا استحضار العقل قبل فوات الأوان.
ولنقل أن ثمة مباركة أميركية أو غير أميركية لما نحن مقبلون عليه من اتفاق يخرج الوطن من حالة الحشد اليومي للبشر والحجر والشجر إلى حالة الطمأنينة والرضى.
لنقل إن ذلك كله قد حدث أو إنه سيحدث وإن هذا مهم، وانتقال الرائع بالوطني إلى مستوى ناهض بالإنسان وبلاده، وذلك ما كانت ترجوه كل الجماهير دونما استثناء ، التوافق والشراكة من أجل البناء والشعور بأن الجميع مسؤولون عن الوطني وعملية التحول بمواطنة متساوية تعزز الحرية والعدالة، لكن ما هو أكثر أهمية هو كيفية الحفاظ على هذا الانتقال ليبقى في مستواه إن لم يكن في تقدم مضطرد باعتبار أن الخطوة لأي تراجع عن المتفق عليه هي الخطوة الأخيرة دون أدنى شكل، وأن محاولة أي طرف إقصاء الآخر، إنما يعمل على إقصاء ذاته أولاً وإشعال نار تبقى في تقديرنا تحت الرماد مستعرة إلى حين تعزيز الشراكة الوطنية بثقة وشفافية وإخلاص حقيقي، وإيمان بالآخر وحقوقه المدنية القائمة على المساواة في ظل دولة دستور ونظام وقانون.. هذا هو المؤمل وهذا الذي يقضي على أية رواسب سلبية يريد الآخرون أن يشتغلون عليها بحثاً عن مكاسب ذاتية، وهذا أكبر ضامن على استمرارية الحياة من أجل الإنسان.
بدون ذلك فإن المحاذير قد تتلاشى ليظهر بدلاً عنها وبشكل فجائي وغير متوقع ما هو قاس ومرعب ولا يمكن تداركه أو احتواءه لأن القطيعة لم تعد ممكنة كما أنها لا تقبل العودة من جديد إلى مربع الحوار وقد انتهت الثقة تماماً بين الأطراف المعنية.
على هذا الأساس نحن نؤكد على أهمية اليقظة والاحتراز والاحتراس من أيه انزلاقات يريدها الآخرون لإفساد الود وإلحاق الضرر به كون ذلك هو الخاتمة ونهاية المطاف للجميع.
ونحن نريد أن يبقى الوطن قابلاً للنشيد والفرح وكثير من الآمال المتوقدة لكي يبقى النهوض من أجل البناء والعمل ومن أجل الحرية التي هي اليوم شغل الجماهير في أرجاء الوطن العربي.. الحرية، الحرية.. الحرية التي نراها اليوم طالعة من حناجر المظلومين.. الحرية التي نريد الاتفاق والتوافق عليها.. فهي التي كرم الله بني آدم بها ومن أجلها قاوم الإنسان كل أشكال العبودية والقهر والظلم لتستقر الحياة.
المحرر السياسي
الحرية الطالعة من حناجر المظلومين 3260