مشترك أو حزب حاكم كلاهما يؤديان إلى طريق ملغم بالقبور، كلاهما يبحث عن نصر من واقع الهزيمة، يريد الوطن على شفا هاوية ويظن أنه بمنأى..
الأرض تكاد تخرج عن طورها الطبيعي وحبلى بالمفاجأت وثمة اجتماع هنا وآخر هناك، كأن الحل في التحشيد في مباراة لا تقبل بغير الإقصاء في واقع يمور بالغضب، بالأزمات المتلاحقة، بالتعب اليومي..
هذان -الشعبي والمشترك- لا يجدان غير العبث واللعب على الخسارة في الوقت الضايع، كأن بينهما خصومة شديدة مع الحياة والتوافق والثقة والوفاء والانتصار للوطن..
الشعبي العام والمشترك هما المسؤولان عما نراه اليوم من طوفان يوشك أن يحدث وثمة من يغذيه، ينشطه، يجعله قابلاً لأن يغرق الجميع دونما استثناء، غذاء المشترك-الشعبي العام من المماحكات السياسية، من اشتراطات إضافية، من نكد يلازم النكد ومن وجع يلاحق الإنسان، يريده مأزوماً أو مهزوماً..
المشترك والشعبي العام لم يعد بمقدورهما أن يصلحا الحال أو أن يقدما رؤية حقيقية للخلاص من إحباط يمن والخروج من واقع الظلام إلى حيث النور..
هذان القطبان باتا يعيشان شيخوخة سياسية تدهورت صحتهما يوماً إثر يوم وكأنهما في حالة موت سريري.. فيما الشعب، فيما الشباب الشباب لديه الكثير مما يمكن أن يقدمه ولكنه تقديم قد يأخذ شكل نزق وجنون ما لم يستوعب بصدق في مشاكله لاسيما وأن المفارقة بين تونس ومصر أمام اليمن كبيرة جداً، فالأمية اليوم هي التي تتحرك وصناعة القهر هي التي تزداد والشباب يقبل بالمغامرة يريد أن يعبر عن ذاته، "نكون أو لا يكون".. لم يعد يهم الشباب هذا والفعاليات السياسية تتجه إلى حيث القبيلة، وما بعد القبيلة وتنصب الخيام وتفرش الموائد وتستنزف مقدرات وطن في حين أن ثمة قريباً وقريباً جداً قابلاً لأن يتوجد، لو أنه أخذ شكل القلب وعلامة حب وحرص على اليمن غير أن ذلك لا يتم البتة..
ما يجري أن الشعبي العام والمشترك سياسيون حتى الثمالة في التحريض، يجيدون الديباجة لشروط قابلة لشروط أخرى، البيانات خبرهم اليومي ولم يحلوا من خلالها مسألة واحدة أو قضية بسيطة من خلال هذه البيانات المأزومة قدر ذهابهم إلى الإدانة والإلغاء والتحدي ونبرة الجراح وأمام هذا القمي والقمي جداَ، البائس ثمة استغلال للتمرد الحوثي يتسع ويزداد نطاقه ويؤسس لنقلة أخرى نحو الإمارة الإثنى عشرية بما لديها من خيوط وخطوط طول وعرض إيرانية وكأن الشعبي العام والمشترك من مهامها إنتاج المعيق والتخلف والإحباط وصناعة التمرد الحوثي والحراك الانفصالي والقاعدة الإرهابية..
وفي ظل الفوضى هذه لا يمكن إلا أن تتعاقب الشرور والآثام، هذان المتقابلان المتقاطعان، المشترك والشعبي العام لا هما قررا بصدق ولا افترقا على حب، فلاهما كان ولا الوطن تخلص من عبء إضافي والأمر إذاً إننا أمام قادم مخيف .