الرسالة الخليجية إلى طهران بالغة القوة ولم يعد فيها شيء من الدبلوماسية وثمة مؤامرات مستمرة تأتي من بلاد فارس عبر أذنابها في المنطقة من القوى الطائفية المسمومة بالأفكار الهدامة والأسطورية وذات المرجعية الولي الفقيه ـ ظل الله في أرضه.
وهي رسالة تؤكد دون أدنى شك استعداء دول المنطقة ضد صلف طهران وعنترياتها التي لا تفزع أحد قدر ما تقدم هذه الدولة التآمرية في المستوى الذي يجب أن تكون فيه بلا أدنى تحفظ.
ولعل نظام طهران يدرك اليوم جيداً أن ثمة قوة غير عادية بل وماحقة لبلاد فارس هي الآن لا تقبل أبداً بأي تدخل في الشؤون الداخلية وترفض ذلك قطعياً ولا ترضخ لأية مساومات أو لغة عنترية ينتهجها نظام بلاد فارس الذي يسخر من إمكانية الأرض والإنسان لعسكرة الحياة برمتها على حساب التنمية وحرية الإنسان في إيران الذي بات يعيش الفاقة والحرمان في دولة تكتنز من الثروات ما تجعله في بحبوحة لو أن النظام الفاشي آمن بحق الشعب الإيراني في الحياة الحرة الكريمة وتخلص من المؤامرات على شعوب المنطقة والإسراف في تبديد الأموال من أجل فكرة أسطورية وعرقية بائسة لم تعد من العصر في شيء إن لم تجعل هذا النظام المشتغل بالإرهاب وإثارة الفوضى واعتماد العصابات وسيلة للتدخل وأسلوباً في علاقاته مع دول المنطقة ومنها اليمن.. نقول تجعله في حالة تخبط وفشل ذريعين، بلا قيمة حضارية أو أخلاقية، وهو أمر بلاشك قد أحدث خللاً كبيراً في بنية هذا النظام البالي الذي لم يعد من العصر في شيء، باعتباره افتقد مشروعيته لدى الشعب الإيراني الذي أكد أنه أمام نظام قمعي، يزور إرادة الإنسان وحريته، وهو ما يجب أن تدركه دول الخليج العربي وبلادنا، بحيث يكون التعاطي مع هذا النظام القمعي لشعبه محل استنكار وشجب قوي بجبره على التخلص من أدلوجة المؤامرة وصناعة الأزمات والاستعراضات العسكرية التي تكشف عن حالة احتقان قوي لدى عقلية القائمين على هذه الدولة التي تذهب في سياستها إلى خلق عدائية واسعة.
بلاشك استطاعت دول الخليج بموقفها الحازم وقوة إيمانها بالأرض والإنسان أن تتجاوز هذا السلبي في طهران وأن تجعله مأزوماً، مدحوراً مذموماً ويبقى بعد كل هذا الموقف اليمني الذي عليه أن ينحاز بقوة إلى دول الخليج ضد النظام في طهران، من اشتغل على القتل والإرهاب في وطن مسه الضر وبقوة وكان الأجدر منذ وقت مبكر أن تقطع بلادنا علاقتها مع هذا النظام البائس وإذا كان الأمر قد تعطل فترة من الزمن فإنه اليوم أكثر قابلية لأن يتحقق أو على الأقل أن يكون مساوياً للموقف الخليجي القوي الرافض بقوة أي تدخل لطهران في الشأن الداخلي لأي من دول المنطقة.
هذا ما بات واضحاً وواجباً أن يكون لدى النظام ليدرك نظام فارس أنه لم يعد مقبولاً بهكذا نهج وأنه بات معزولاً بفعل سياسة الاستعداء التي دأب عليها ولم يفلح في سياق مراجعة حصيفة لما يجب أن تكون عليه العلاقات مع الدول العربية وبالذات دول المنطقة، لذلك كان منطقياً أن يبرز الموقف الخليجي أكثر شفافية وقوة في التعامل مع طهران بما يليق بها ونظامها بعد أن طفح الكيل وزادت جراءة في التدخل لدى دول الخليج.
ولا مناص إذاً والحال هكذا أن تحجب هذه الدول التي لا تعرف لغة الدبلوماسية قدر معرفتها لغة القوة والمواجهة والحزم والعزم، وحينها فقط تجفل وتصبح مجرد واهمة أنها قادرة على فعل شيء في حين أنها من إخفاق إلى آخر تسير وما هو حاصل في الداخل الفارسي من اضطرابات وصيحات حرية تتعالى كل يوم أكبر دليل على نظام فاشي فاسد ومكروه من جميع دول المنطقة وحتى من شعبه أيضاً.