تتجلى عظمة الرجال وشموخهم في مواقفهم المبدئية وفي انتمائهم الصادق للوطن والإنسان واستعدادهم لأن يبذلوا أرواحهم من أجل موقف عز وساعة مجد/ فما بالنا بمن ينتمي إلى الحياة، إلى المستقبل، إلى الانتصار لقيم وأهداف ومبادئ الثورة، إلى الشراكة الوطنية المتساوية ورفض كل ما يسيء إلى الثورة اليمنية المظفرة.. واللواء علي محسن صالح هو هذه العناوين الرائعة في الانحياز المطلق للوطن والإنسان وفي إنجاز مهام تاريخية تحقق الحضور الكبير للإنسان اليمني الذي حاول الطغاة الاستبداد به وعرقلة طموحاته المستقبلية، وهو بهذه الروح المتوثبة من أجل الأفضل ووقوفه بعزم وحزم إلى جانب الثورة وإلى الشباب في ساحات التغيير إنما يكسب هذا التغيير قدرته في أن يتموضع ويصير واقعاً ليعبر بالوطن إلى ساحات الحرية بألقها وروعتها الذي ينشده كل أبناء الوطن..
ويأتي هذا الانحياز إلى الوطن من القامة السامقة والروح المترعة بتقوى الوطن وحب الفرح الإنساني النبيل ليزيد كل الأحرار والثوار وثوقية بأن المجد للوطن، لرايات العزة والكرامة، لمن ينشدون المستقبل خالياً من أية قوى ظلامية أو استبدادية تحاول العبث بمقدراته وتبدد إمكانياته.
وإذا كان اللواء علي محسن صالح قد حدد وبدقة موقفه الرجولي بعزم لا يلين وصدق انتماء، فإنه بهذا الموقف الرجولي الشجاع قد عبر عن ضمير المؤسسة العسكرية ومهامها الوطنية وهي حماية الوطن وثورته ووحدته ومكاسبه دونما أهواء أو ولاءات ضيقة لأفراد مهما كانوا وفي أي موقع هم، فالشعب وحده من يجب أن تقف إلى جانبه المؤسسة العسكرية وهي التي تشكل الدرع الواقي أمام أي قوى تحاول النيل من مكتسباته.. بهذا المستوى فإن هذا الرجل الشجاع بمواقفه البطولية وتاريخه الناصع يدرك جيداً أن مهاماً وطنية جليلة تكمن في الانتصار للوطن أرضاً وإنساناً، ومنذ الوهلة الأولى أكد في موقفه الأكثر من رائع أن قناعاته تجسدت في الأساس من خلال إيمانه بوطن يتساوى الجميع فيه ويشترك في بنائه كل المواطنين دونما استثناء ، لذلك قال بضرورة الشراكة الوطنية وانطلق منها وعمل في ضوئها لتكون الوحدة بهذا المعنى هي الأغلى من ركاز الأرض جميعاً.. وهو بهذا الانحياز القوي للوطن قد جعل الانتهازيين وأصحاب الضمائر البائسة هم المنشقين.
باعتبار أن من لا يؤمن بالأرض والإنسان وقيم الثورة هو منشق تماماً، وهو الذي لا ينبغي مهادنته أو ممالاته على حساب وطن وحرية، وهو الذي لا بد من الوقوف أمام رغباته التي تعرقل مستقبل.
ضمن هذا السياق اللواء علي محسن صالح ينتمي قلباً وعقلاً إلى الوطن يتوحد به، يصير أحد أهم إشراقاته المستقبلية ويبقى في ذات الخندق الذي نذر نفسه له وسخر حياته من أجله الدفاع عن الوطن لتبقى راياته كفاقة وليكون للوطن هويته التاريخية والحضارية التي حاول من لا يتقنون سوى الخراب أن يطمسوا معالمها بالفرقة والانقسام وإشاعة ثقافة الكراهية، وهم المنشقون عن الوطن ومسار التقدم، هم المنشقون عن الثورة ونبل أهدافها، هم المنشقون حين أرادوا الديمقراطية بوصلتها واحدة باتجاه خدمة أغراضهم الذاتية تارة بالتزوير وأخرى بالتحايل والدجل الإعلامي، ومغالطة الحقائق وتزييف الإرادة الشعبية، وهي ديمقراطية عرجاء لم يجد الشعب نفسه فيها ولم تكن يوماً من أجله قدرما هي تسخير إرادة شعب لصالح الفرد، والظلم والقهر.
وبلا شك فإن هكذا تزييف وتزوير لا يمكن الصمت حياله، وضمن الوعي بما يجب في هذا المنحى يكون الموقف المبدئي للواء علي محسن صالح هو ائتلاف مع الجماهير وتوحد بالوطن وتجسيد للقسم الذي أقسم على نفسه أن يبقى وفياً ومخلصاً ومعبراً عن الثورة وقيمها وعن الوطن وحمايته والشعب وآماله.
هكذا نفهم من هم الوحدويون الأبطال واللواء علي محسن صالح أهم هؤلاء ، ومن هم المنشقون الذين زوروا كل شيء في هذه الحياة على حساب وطن وثورة ووحدة.