للوطن راياته، انتصاراته، أهازيج الفرح وروعة التكوين وجمال الحرية.. للوطن هذا التعالي والشموخ وهو يطاول أعنان السماء سمواً وألقاً، ويفعل في الحياة نشيد الروح المتوثبة إلى الجديد بعد طول عناء.
للشباب أصالة الانتماء، دقة إنجاز المعنى النبيل للثورة وهي سلمية خالصة، الصفاء رونقها والسلام ألقها الذي لا ينتهي.
للشباب معنى التجدد وفتح المستقبل بعزيمة لا تلين وإرادة لا تقهر وإصرار لا نظير له في تاريخ الاستبسال الوطني.
من الشباب نستمد عافيتنا ، نقرأ أنّا من حب ووطن يرفل بالعز نسير ، من الشباب تتجدد خلايا الإبداع وتتوالى الانتصارات وتصير الأماني الجميلة مرسومة على الطرقات وفي الميادين وفي شفاه الأطفال وصباحهم المدرسي، وفي المناجاة بين الأحبة وما يهوى القلب من الشباب والوطن نمضي إلى حيث الإرادة فعل خلاق وعلاقة حميمية بين الإنسان والأرض والثورة، علاقة تنشد ما هو نقي وذي قيمة رفيعة وما يعبر عن فضاء الدهشة حين نقع عليها في ظل دستور وقانون يقبل بالجميع، يحرق الامتيازات والتنازلات والأراجيف وما هو باطل ليبقى للراية معاني الرفعة والسؤدد بزوال ظلم طالما كان ليله حملاً ثقيلاً.
من الوطن والشباب تعلو رايات الحرية، ترتفع هامات العامل والفلاح، يصير للأرض عناوين التفتح بالعطاء والخير الوفير ويصير الإنسان لا يعرف سوى المجد، يحتل جغرافيا القلب وأماني الذاكرة وولعها بالإنساني.
في الوطن تتموسق الأنغام، تصير فينا روائع خالدة، لأنها سيمفونية شهيد عشق تراب الأرض وأبى إلا أن يكون الوطن عزة وفخر.
وفي الشباب يزيد الحق يقيناً في قلوب المؤمنين وتملأ الحرية.. الحرية كل الساحات ويتحول ما كان غصة في الحلق وقهراً في الأرض وأزمة في الحياة إلى حدائق فرح ونشوة نصر يظل مليئاً بالتقوى وبأن العزة لله والوطن والثورة.
الشباب هم القوة الحقيقية للثورة تدفع إلى الأمام.. هكذا هم يعنونون حياتنا بما نريد ونطمح.
وحدهم من أعطى بلا انقطاع ومن وثب نحو العليا وزاحم النجوم والكواكب، ليصير منهم الشهيد الحارس الأمين على مكتسبات وطن.
لذلك ليس لنا إلا أن نرفع بيارق الانتصارات في وطن هو توأم الروح وأكثر من حبيب، وطوبى لمن انتمى للوطن والثورة، طوبى للجنود الذين التحقوا بميادين التغيير والذين لم يساوموا على مكتسبات الثورة والوحدة وحققوا بصمودهم وانحيازهم للوطن أحلام شعب، طوبى للذين رووا تراب الأرض بدمائهم لتزهر حدائق وأعناباً وتتشكل بتقاطيع جمال خرافي يظل يستمد وهجه من شباب الثورة وشهيدها، طوبى للذين قال الوطن دستورنا والشعب مصدر سلطاته، فكان منحازاً للطريق القويم للثورة في بهائها وسخائها وعنفوانها.
طوبى لمن يحرسون السلمية ويقفون معها ولا يترددون لحظة، ويزدادون فخراً أنهم من هذا القادم الجميل وأنهم يحققون تاريخياً ما يستحق الفخر والاعتزاز ويتكحلون بأحلام الشباب وأمانيهم ويجيدون رسم الفرح كما هو اليوم والمستقبل.
المحرر السياسي
الشبان يصنعون القادم الجميل 3382