مائة يوم مر على الثورة كمطلب شعبي، استطاعت أن تنجز ما لم يكن في الحسبان، فالوحدة الوطنية سلوك تجلى، كما لم يحدث في التاريخ وبشكل غير مسبوق، والتآلف في ميادين الثورة يشكل لوحة لا نظير لها، والاستعداد للفداء والتضحية من أجل الانتصار سلوك كل المعتصمين.. مائة يوم من الصبر والمثابرة وما وهن الشباب وما استكان، بل ازداد وثوقية بحتمية الانتصار وأن يوم الحسم لا ريب فيه.
مائة يوم والشباب في الميادين، ينشدون للوطن والثورة بتلاحم أذهل كل الساسة، وزادهم يقيناً أن الثورة سلمية بامتياز، و أنها تمثل نقلة حضارية مهمة في تاريخ الشعب اليمني بما قدمته من أنموذج ما كان لأحد أن يتصوره.
مائة يوم مر على فعاليات الثورة، من يوم أن بدأت والشباب يقدم المشرق من السلوك الحضاري الذي دمغ النظام القمعي بالجهل والتخبط والعجز عن فهم العصر، وحدها الثورة والشباب من استطاع أن يرتاد الآفاق الرحبة بإيمان عميق أن الرائع هو الذي يحققه المناضلون، وليس من يحاولون حجب الحقيقة، ويلجأ ون إلى الكذب ويمارسون القتل هواية وغواية، تؤكد بربريتهم وأنهم لا يؤمنون بالإنسان ولا يفقهون المعنى النبيل للثورة.
مائة يوم مر والثورة تتجذر في القلوب والعقول، وتمنح الإنسان التواق للعدالة والحرية ربيعاً أخضر من حلم قاب قوسين أن يكون، هي إذاً ثورة حب وتحقيق أحلام وتطلعات وإن كره النازيون، هي ثورة تجلياتها مائة يوم، كلها صمود واستبسال وروح متوثبة نحو الجديد، فطوبى للشباب في ساحات التغيير وهم يدكون عروش الظلم، ويصنعون أزمنة جديدة يتوارى فيها الزيف والخداع وأقوال المرجفين.
مائة يوم مر وشمس بلادي لا تغيب، لأنها من ثورة وانتصار.. التحية وروداً ولكل الأحرار المناضلين، من يصنعون من إرادتهم هذا السخاء الثوري، من أجل العزة والسؤدد ولإنسان في وطنه مكرماً، بعد أن حاول الطغاة تكبيل حريته وأوشك الوطن أن يذبل.
التحية للذين يقبلون بفخر ثرى الوطن ويزرعون الوئام والسلام، بعد أن مارس الظلاميون طيشهم, وللشهداء الخالدون المخلدون المجد، سائلين الله أن يتقبلهم عنده بجوار الصديقين والشهداء والصالحين.
المحرر السياسي
مائة يوم ثورة.. مائة يوم انتصار وصمود 3537