من مبادرة الى أخرى ووطن يغتلي وشباب يكاد في الانتظار المر ينفجر، وهناك في القصر ثمة من يريدها لعبة حتى مع الخليج ،القطار يمضي سريعاً والنظام في بلْهنية، تارة يقبل على مبادرة وأخرى يعترض عليها وثالثة يرفض ثم يقبل، سياسة عبثية لا تدل على وعي أو مسؤولية ولا ادراك المترتب على هذه المراوغة التي باتت محل تعجب واستنكار وضيق من المبادرين في الخليج الذين وجدوا أنفسهم أعجز من أن يكون لهم القدرة على التأثير كما يتحدث عن ذلك شباب الثورة الذين لا يلقون بالاً للمبادرة منذ انطلاقتها، ويدركون ان النظام في نهاية المطاف لن يقبل بها وسيظل يماطل ما لم يجد جدية في الموقف، وبغض النظر عن هذه الاعتمالات والمبادرة التي توفر افضل شروط لنظام لم يعد قادراً على ان يحكم ابعد من السبعين فإن الثورة الشبابية وهي من كل الاطياف تبرز قدرة على الصمود والصبر والتحدي لدرجة لم يكن يتوقعها أحد، واستكمالا لهذا الايقاع الانضباطي فإن الشباب في ساحات التغيير لهم برامج ثقافية مليئة بالتنوع وبالقدرة على استحضار الوطني وعياً وممارسة، وكأن ما عجز عنه النظام وتخلف فيه يدركه بمسؤولية شباب الثورة ويضعون لهم رؤية تدل على وعي متقدم يفخر الوطن بهم وبأنه يمتلك شباباً على مستوى من الانتماء الوحدوي العظيم الذي يجعل انزياح هذا النظام بسهولة ويسر .بل ويؤكدون انه عبء على البلاد إذ أنه لم يكن في مستوى ما هو اهل له "الوطن" . ضمن هذا السياق بات اشتراط رحيله مطلباً ضرورياً للوطنيين الذين أدركوا معنى التطلع للأمام وما يكتنزه الوطن من امكانيات هائلة تجعله قادراً على خوض غمار المستقبل بثقة وطمأنينة.
المحرر السياسي
اشتراط رحيله.. مطلب ضروري للوطنيين 3722