كشفت الثورة ماكان مستوراً من جهنميات النظام وقدمته بما يستحق هزيلاً كما هو الآن يحترف الكذب بهمة عالية لأنه جبُل عليه ولم يفقه شيئاً من الفرح أو موجبات العمل الوطني قدر إتقانه وبراعته في تزييف الواقع وتصديره إلى الموطن.. علَّه يتأثر باللغو وباطل الأباطيل وحين يعجز النظام عن هذا التأثير يعاود ويكرر من باب آخر دعائياً إعلامياً ترويجياً للخداع والزيف والمكر بطريقة حاذقة ولكنها اليوم باتت نوعاً من السذاجة التي يطالونها بامتياز.
ولقد تحول المواطن مائة وثمانين درجة في فهم النظام ومفرداته الغوغائية التي تمارس القتل والإرتهان في آن وتقتل وتصلي في آن واحد ولديها استعداد أصلاً لخلق موت واسع النطاق يصل على الرماد بالوطن.
هكذا النظام اليوم يشتغل على المكشوف من الانهزامي البائس الذي لم يعد أحد يلقي له بالاً، لذلك يتكئ على بعض زبانيته من أصحاب سوق النخاسة الجدد الذين يحلمون بقهر الوطن بدراهم معدودة ثمن بخس لذلك يتناغمون في أراجيفهم وزيفهم ويرتبون في اليوم التالي لاختيار شخصية ما يستهدفونها متى ما أدركوا أنها وطنية وغير قابلة للتراجع قيد أنملة عن مطالب الشعب، يريد إسقاط النظام.
في هذا السياق برز إلى الساحة الإعلامية اليوم أكثر من "شيلوك" يحترف الكذب رفيق دربه، يحدثك عن قاعدة وأجندة داخلية وخارجية يتعامل بها اللواء "علي محسن" ـ قائد الفرقة الأولى ـ وآخرون ويظنون بهم الظنون من قائل ارتباط القاعدة به، وآخر أكثر زيفاً من خلال القبض على عناصر من القاعدة في زنجبار اعترفوا بصلتهم بـ"علي محسن" ويأتيك مضاف آخر يمارس فجوره العلني وهمجيته المعرفة ليطلق شائعاته لنصب في ذات المسار لتكون حصيلة هذه المفردات جميعاً المتسخة بالسواد، والرابض في الوحل، هي وجود علاقة بين علي محسن والقاعدة.
على إثر هذا الضجيج الإعلامي المتجاذب الأطراف بين هنا وهناك قناة تلفزيونية وصحيفة ومقيل إلى آخر طرق الاحتيال والمكر فيه الرواية المفضلة للنظام الذي يكتشف للمتابع الاستهداف الحقيقي لمن انحازوا للثورة وجمالها وروعتها وعبروا عن استعدادهم للتضحية من أجل طموح شعب للخلاص من نظام عفا عليه الزمن وصار في ذمة التاريخ بكل مساوئه، فيكتشف كم أن هذا النظام يتعب أعصابه وشهود الزور والخلص له من أجل إلصاق تهمة لم تعد قابلة أبداً لأن تكون لا من قريب أو بعيد، لاسيما بعد أن ظهرت بجلاء ووضوح العلاقة الوطيدة والعميقة بين النظام والقاعدة.. هذه العلاقة التي تطورت إلى درجة لا يرقى إليها الشك، فكانت الثقة بينهما من القوة إلى درجة التعامل بوضوح فيما بينهما في استهداف ما يريدون بهدف خلق الفوضى من الوطن أولاً وثانياً ابتزاز الغرب مالياً وإرهاب السعودية والخليج ثالثاً.
وإذاً فالقاعدة هي الابن الصلب للنظام وطفله المدلل الذي لا غنى له عنه، وهي التي تمكنه مما يريد قتلاً أو تفجيراً ولا يمكن والحال هكذا إلا أن تتحول هذه اللعبة التي طال زمنها إلى ورق مكشوف للقوى الوطنية أولاً التي فتحت الملفات وقدمت للنظام بما يستحق أن يكون عليه، يفرخ إرهاباً وصاحب باع طويل في تحريكه بالاتجاه الذي يعبر عن رغبة في تأزيم الأوضاع، وحين أدرك النظام أن هذه اللعبة باتت مكشوفة لم يكن أمامه والحال هكذا إلا أن يثبت جديته على حساب وطن، فكان أن منح أميركا كل سيادته الوطنية براً وبحراً وجواً، وجعلها تعربد في الأرض اليمنية كما تريد بغطاء منه وإدعاء أن من يقوم بملاحقة الإرهاب هو النظام، في الوقت الذي هو من دفع الإرهاب للوجود وساعدهم على التمدد وقدم التسهيلات السيادية بكاملها لأميركا لملاحقة إرهابيين حتى لا يظن به الآخرون أنه متعاون مع هذه القاعدة، وعلى إثر هذا العبثي بالوطن يشتغل النظام اليوم من خلال زبانيته ويكلف الحارس الهزيل على إلصاق تهمة الإرهاب والقاعدة بمن أنحاز إلى الثورة وآمن بها وكشف خيوط اللعبة كاملة وقدمها كما يجب للوطن والأشقاء على السواء.
إن النظام من يتعامل مع القاعدة بامتياز وهو الذي يحرسها ويبلغ عن أي هجوم قد تتعرض لها ويحميها بكل ما استطاع من أساليب المخابرات، ويمكن القول هنا إن الثقة التي وصلت في العلاقة بين القاعدة والنظام إلى مستويات لم تكن تخطر على بال، قد تصاعدت لدرجة التحاق البعض منهم بالحرس الخاص ليتحول بعد إذاً السحر على الساحر، ويقع في فخ المؤامرة رأس النظام بتفجير واضح أنه عمل إرهابي صنيع القاعدة.
ونحن هنا ندين ونستنكر هذا القتل والإرهاب في القصر الرئاسي كما ندين قتل الأبرياء في ساحات التغيير، فكل ذلك إرهاب مرفوض تماماً وبعين واحدة نرى أن ذلك عمل جبان يستهدف النفس الإنسانية، لكن هذا لا يعفينا من القول بأن الوصول بالإرهاب إلى قصر الرئاسة، إلى عقر الدار هو بفعل تسهيلات قدمها النظام للإرهابيين وغفل عن أنه قد يُستهدف.
على هذا الأساس حاول المتبقي من مفرداته لتغطية الجريمة النكراء، ولم تقدم تفاصيل عنها للشعب وجرى التعتيم الكامل لها وكان التفكير الانتهازي كيف ينتقل النظام من مؤامرة على دار الرئاسة إلى مؤامرة أخرى تستهدف اللواء/ علي محسن، من خلال الإدعاء بعلاقته بالقاعدة.. وجرى لذلك ترتيبات خاصة إلى العديد من الإعلاميين المأجورين في محاولة إرهاب كل من ينتمي إلى الوطن والثورة.. وهنا فقط يقع النظام في فوضى الإشاعة والتضليل ويمنح نفسه فرصة إضافية للكذب ليتحول من قضية تمسه في الصميم ولابد من كشف خيوطها كاملة للشعب وفضح القوى الإرهابية التي استهدفت رأس النظام، يقوم يتحول إلى النيل من اللواء/ علي محسن من خلال القاعدة وهي كذبة قديمة جديدة، المطلوب إذاً أن يبرز النظام ما يستحق إبرازه في فضح الجريمة ومرتكبيها ويعلن جهارا إنهاء الأيادي الآثمة التي طالت رأس النظام بدلاً من الاختفاء وراء الأكاذيب والزيف وعبر مأجورين من الإعلاميين الذين ثبت للوطن بأسره أنهم شهود زور حقيقيون وأنهم في مستوى القدرة على تزوير العملة، غير أن حبل الكذب قصير والشعب يريد معرفة خبايا وأسرار الإرهاب في دار الرئاسة الذي طال رأس النظام، يريد أن يتابع مجريات القضية عبر القضاء ومحاكمة عالمية، ويريد أن يعرف المتطاولين من الإرهابيين الذين أجرموا في حق رأس النظام وتوابعه من المسؤولين.
هذا وحده يكشف الغامض ويفضح المستور، ويبرز الإرهاب على حقيقته، ويقدم ما يستحق إلى العدالة، والأولى إذاً أن يحرص النظام على العدالة والحقيقة في آن بدلاً من السعي وراء الأكاذيب والشائعات لإخفاء ما هو أكبر، مع الإدراك أن هذه الأراجيف محل استنكار وطني وأنها لم تعد تنطلي على أحد، وعلى النظام أن يتابع تخليه عن السلطة ويرحل بكل مفرداته إلى البعيد ليقدر الوطن أن ينعم بالهدوء والسكينة ويقضي على إرهاب خرج من جراب حاوي دار الرئاسة.
المحرر السياسي
حين يخرج الإرهاب من جراب حاوي الدار 3821