انتهى رمضان.. وجاء العيد وانتهى مع سبلته.. والجميع بدأ الدوام والعمل بكل حماس ووتيرة عالية، واتحاد الكرة مازال (يخط) في نومه العميق، ولا ندري متى يستيقظ في مسابقات لم يعلن عنها أو يتفقدها أو يدرسها أو يطلق (صفارة) الإنذار؟!!.. ومجرد أن انتهى دوريه الكسيح والعليل والمشلول بشلل اتحاد الكرة طار الجميع وولى ولم نعد نسمع عن شيء من هذا الدوري، وكأن انتهاء الدوري يعد (نجاح) بحد ذاته لاتحاد يمني لا يتقن دور التنظيم، بل العشوائية هي صفاته، وهي من مميزاته (المبهرة) التي تكاد تدخل موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية إذا عرضنها على السيد غينيس.
وماذا بعد؟!!، فقرار الهبوط يشاع بأنه سوف يلغى.. ويلغى أكيد متى.. أين.. كيف.. ولماذا؟!! كل هذا التأخير ودورينا لا يحتاج للطبخ على (نار هادئة) أو انتظار قرار سياسي (يتخذ) في قرار رياضي أو مزايدة فوق الرياضة اليمنية التي لم تعد تتحمل أكثر من هذا، فقد أصروا.. ولعبوا.. وأقاموا.. الدوري وسط جثث.. ودماء تسفك.. وأبرياء يقتلون، ومسئولو اتحاد الكرة مع شخصياته المقربة التي ايعزت لهم زفوا.. وزمروا.. ورقصوا.. وطربوا إيذانا بتلك الدماء، وليس بتلك (الكرة) التي ما عمرهم فرحوا لها، ولا سوف يفرحوا بها، ومع ذلك مازال (التخبط) الكروي مشتعل ومستمر، فقرار إلغاء الهبوط كما هو ظاهر للعين مازال ضبابي.. ضبابي يا سادة! ومعلق في خبر قادم تلوكه الألسنة مفاده (الإلغاء قادم) والاتحاد لم يحرك ساكن إزاء هذا الخبر، فلا هو الذي نفي الخبر، ولا هو الذي أكد.. وكأنه منتظر لشيء معين يحدث حتى يقرر مصيره الشبيه للعبة سياسية تهم مصلحة شخصية وليس رياضية!.
فماذا بعد يا اتحاد الكرة؟!!.. منتخبنا اليمني الأول في حالة يرثى لها.. لا مدرب أجنبي.. ولا اهتمام جيد.. ولا شيء يؤكد الاهتمام الكبير من قبل الاتحاد.. فماذا يعني هذا بعد أن اتضح أنكم لم تكونوا تعملون وتشتغلون إلا لأجل شخصيتكم وتلمعيها أمام الآخرين، ومنتخب بلد وسمعته لا أهمية له، فهكذا كنتم تعملون، وتتخذون كل وسائلكم، والآن يتضح ذلك جليا من خلال صمتكم الرهيب هذا، وهو ليس بغريب عليكم ولا جديد، فقد تعودنا ذلك (والأفظع) مما تعودنا هو السكوت عليكم من قبل الصحف الرسمية التي اتخذتموهم غطاءً لكم وفي الوقت نفسه (مزمار) يرقص معكم طربا، ومساحيق تجميل يجمل لكم القبيح، ويحسن لكم الحسن وكل شيء (بحسابه)!!.. مشاكل.. وبؤر فساد.. وموبقات.. ونطيحة.. ومتردية.. وقضايا يشيب لها الشعر في رياضتنا التي تحتاج بحد ذاتها إلى (ثورة) بنفسها لاقتلاع كل متهبش.. وكل فاسد.. وكل ظالم.. وكل منافق بقلمه الذي صار بقلمه يقتل، وهو يتقاضى مبلغ لذلك القتل الذي بسببه قتل (حلم) 22 مليون يمني، فمسكين هذا الشعب، هو لا يعرف أن السبب الرئيس للتدهور الرياضة في بلادنا هو بسبب (قلم!).. قلم يتقاضى مبلغ من المال، كي لا يشاهد هذا اليمني أي إنجاز، فهذه هي الفضيحة والطامة التي قصمت ظهر البعير في رياضتنا، ولا أريد أن أزيد، ففيها ما يوجع القلب.. ويقرح الأكباد.. ويدمع العينان.. !!.
عباد الجرادي
في مسلسل كروي مؤلم!! 3620