فيها انطلاقة.. عمر راح.. عمر تقدم، عمر يالاعييييب ، عمر ياربااااااه، مستحيل !! مستحيل !!، عمر واحد وعشرين، في خليجي واحد وعشرين، إذا تحرك الرقم واحد وعشرون، يتحرك جمهور واحد وعشرون، أنه عمر السوبر، يسجل للأبيض السوبر، عمر يعني أحلام تتحقق، يعني أرقام تتوثق، عمر يعني شهادة ميلاد في البطولة تتصدق، عمر يعني حتى اللي بيد واحدة لازم يصفق، الله عاليسار اللي تعرف المسار، الله عاليسار اللي عندها الإسرار، يسار عمر يمين الأبيض.
هكذا سمعناها وتابعناها بصوت المعلق المتألق فارس عوض في وصفة للموهبة الكروية عمر عبدالرحمن أحمد العمودي، لاعب المنتخب الإماراتي صاحب الأصول اليمنية الحضرمية ذو الـ 22 ربيعا الذي أمتع وأقنع وأبهر المدربين والمتابعين بمستواه الفني العالي، بعد أن صال وجال بالطول والعرض، وقدم سيمفونيات فنية ومعزوفات مهارية رائعة من طينة اللاعبين الكبار، سطع بها نجمة في سماء الخليج، ودون بها اسمه بأحرف من ذهب، كيف لا وهو من عانق الذهب والإنجاز، وتوج بلقب أفضل لاعب في بطولة كأس المنامة راسما الإعجاز.
- في نفسي (سعدت) بهذا الكيل من المديح والثناء اتجاه هذه الموهبة اليمنية التي تستحق الإشادة، وشعرت بالفخر لما حظيت به من شهرة واسعة ونجومية شاسعة، أرتبط اسمها باليمن (على الأقل أننا وجدنا من ينسينا هموم كرتنا التعيسة والمتردية ومعضلاتها المستعصية)، غير أني كنت قد تساءلت ماذا لو رمت الأقدار بهذه الموهبة في خاصرة اليمن!!، وماذا لو لم يحظ "عموري" بهذه الفرصة باللعب في دولة الإمارات، فهل كنا سنشاهده يمثل منتخباتنا الوطنية؟!، وهل كنا سنعترف بحجم موهبته الفذة ونقدرها في الأصل؟!!.. وهل كان سيظهر عمر عبدالرحمن كلاعب كرة قدم يمني من الأساس؟!!.. (بالطبع لا)، فكم هنالك من مواهب كثيرة اختفت قبل أن تظهر، وكم من إبداعات عديدة اندثرت وسط كومة الإهمال، وكم من خامات مديدة مدفونة تحت الرمال، ضاعت وتاهت ولم تجد من يستخرجها ويصقلها بالشكل المطلوب، وببساطة، لأننا لا نقدر قيمة ما نملكه، و لا نحتفظ بما هو عندنا، فنحن يوجد لدينا ألف عمر وعمر، ويوجد عندنا ما قد يميزنا عن غيرنا إذ ما أوُجدت الرؤى السليمة والصحيحة مصحوبة بتوفير الإمكانات، وليس لضعف الإمكانيات مثل ما يتراءى للجميع، ولأنه هنالك فرق كبير وواضح بيننا وبين غيرنا (حيث إننا نحارب الناجح والموهوب بالخذلان والإهمال حتى يفشل، فيما هم يدعمون الفاشل بالاهتمام وبالتطوير ويشجعونه حتى ينجح)، لذا فمن المعيب أن نتباكى الآن على ما هو ملكنا وليس لنا.
للأمانة نحن نفتخر بأن هذا اللاعب الموهبة من أصول يمنية، وأثبت فعلاً أن لدينا خامات نادرة لا تقدر بثمن لكن لا يحق لنا أن ننسب ما يقدمه لنا فهو إماراتي الجنسية والصنع والتهيئة، لذا فعموري ملكنا ولكن ليس لنا.. وبس خلاص!.
سامر سمير
عموري ملكنا ولكن ليس لنا 4429