بصراحة أقولها وبصريح العبارة.. ومن بداية السطر، دورينا هذا الموسم بلا متعة ومعدوم الحماس والإثارة، ولعلك عزيزي القارئ الرياضي قد تابعت عن قرب وتأملت بحال دورينا المعدوم الحماس، وما كأنه يوجد دوري يلعب ولا كرة تدحرج بعد أن استاء وضعه وحاله كثيرا بسبب وضعنا الحالي الذي لا يحتاج لكرة قدم، لاسيما أننا مازلنا في (جو) مازال مشحون، بدليل على ذلك ظاهرة الاختطافات للأندية الذي انتشرت في بداية الدوري، وأزمات أحدثوها (شخصيات) كروية ما كان لها داع، ورغم كل ما يحدث ويصير إلا أننا وبصراحة افتقدنا نادي الصقر الفريق الذي يأتي من الحالمة تعز ليذهل في المستطيل وحتى وإن خسر يكفيك أنه حضر.. بحضوره جماهيره التي تسعدك، وتشعرك (بالتفاؤل)، وتدحر عنك كل أنواع (التشاؤم).
الصقر وإن (هبط بقرار) سواءً كان قرار صحيحة أم خطأ أم لائحة طبقت ضده وصبغ قرار شرعي في هبوطه، فهو مشرف لنادي الصقر وتاريخ ناصع البياض سوف يدون في تاريخه، في وقت تخلوا أغلب الأندية عنه.. وركلوه.. واخلوا العهد والميثاق الرياضي وانحازوا للظلم.. والمحابة.. والمجاملة التي ترفضها كرة القدم، وما عمرها كانت على حساب الآخرين تلعب، ونحن نعرف وضع الصقر وسبب رفضه لخوض الدوري لم يكن لقرض (داخلي) ولا لهدف (خارجي) سياسي يطغي على الرياضي، بل كان (أخلاقي) نزيه تمسك بمبادئه وفضل مصيره في مواجهة اللائحة التي طبقت بصورة ظالمة ضد هذا النادي وبقية الأندية التي هبطت جراء ذلك القرار والجميع يعرف أنه قرار اللائحة لم يكن قرار صائب في ظل تلك الظروف.. حتى اتحاد الكرة نفسه الذي توقعت أن يعترف بخطئه في الأيام الماضية، ولكن خائب (توقعي)!!.
 المهم الصقر لم يتأثر أو ينهار أو يصيب بالإحباط جراء ذلك القرار، بل زاد قوة وثبات وثقة، وهذا ما لحظناه في إدارة الصقر النموذجية الذي يدفعوا فريقهم - دائما - نحو التألق والتميز في كل المواسم وحتى وإن غابوا عن البطولة يكونوا أحد الفرسان الأوائل، وهكذا عهدنا الصقر، وهكذا افتقدنا الصقر (هذا الموسم) فريق عريق يعرف كيف يتعامل مع خصومه في الميدان.. وكيف يعكس الأخلاق الرياضية العالية في تمسكه بمبادئه رافض الرضوخ للقرارات الخاطئة التي طبقت في وقت البلاد تنزف شلالات من الدماء، وتقدم قوافل من الشهداء، فلم يلتفت لهذا الدماء ويرفض اللعب غير صقر تعز.. وحسان.. ورشيد تعز.. دافعين ثمنا لذلك الهبوط بتلك الطريقة، ومع ذلك بدأ دورينا هذا الموسم وغاب عنه (الصقر) الذي بغيابه غابت متعة الدوري المتواضعة، مع احترامي لبقية الأندية.
وحتى وإن غاب نادي الصقر هذا العام، فهو في البال محفور، بموقفه النبيل الذي انتصر به للرياضة وحرمة النفس البشرية الذي حرمها الله تعالى من سابع سنوات، وفي وقت همشت وأهانت تلك النفس وأصروا على تدوس بالأقدام وتلعب.. وتركل كرة، والدماء تنزف وتسيل في كل المحافظات.
فما قام به نادي الصقر سنظل نقولها – دائما - بأنه موقف رياضي شرف كل الرياضيين اليمنيين، ونكررها كل مرة بكل هدوء.. تعلموا من الصقر ولوا هذا (المرة).. هذا وسيظل نبض قلبي يمانيا.