قال تعالى
(ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)
قال: "مؤمناً" كان أبيضاً أم اسوداً، غنياً أم فقيراً، فبأي حق يقتل ماهر؟ وبأي ذنب تزهق روح الحاج كليب؟ وبأي جرم تهدر هذه الدماء؟.
إنها الغطرسة والكبرياء والهمجية, إنها العنصرية في أسوأ أشكالها وصورها.. قال صلى الله عليه وسلم " إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.."هذا قول الحبيب المصطفى في السرقة، فكيف بمن يقتل النفس المحرمة؟.
إنك امرؤ فيك جاهلية:
"يا ابن السوداء" كلمة قالها الصحابي الجليل ابو ذر لمؤذن النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهما كلمة أحزنت قلب بلال، وجعلته يذهب الى الرسول صلى الله عليه وسلم شاكياً، فتغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الكلمة وقال معنفاً ابا ذر " أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية" فبكى أبو ذر.. وقال يا رسول الله: استغفر لي.. سل الله لي المغفرة، ثم خرج باكيا من المسجد..
وأقبل بلال ماشياً.. فطرح أبو ذر رأسه في طريق بلال ووضع خده على التراب.. وقال: والله يابلال لا أرفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك.. أنت الكريم وأنا المهان.. فأخذ بلال يبكي.. واقترب وقبل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا.
انظروا كيف كان رد الفعل لمجرد كلمة جرحت المشاعر، فكيف بمن يزهق الأرواح؟.
يا عامل النظافة
يا عامل النظافة ياالطف العمال
من قبل أن نفيق تنظف الطريق
وتنشر الجمال يا عامل النظافة
يا عامل النظافة يا عامل شريف
لولاك ما سلمنا
لولاك مانعمنا
بحينا النظيف
لو يعلم عامل النظافة ما له من الأجر عند الله تعالى وما هي مكانته وقدره لما ترك هذا العمل، ولما أضرب عن أدائه وإن هضمه الناس بعض حقوقه، إنه يؤدي عبادة لها عظيم الأجر والثواب، فقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان وجعلها من أبواب الخير.. قال صلى الله عليه وسلم:" الإيمان بضع وستون أو سبعون شعبة أدناها إماطة الأذى عن الطريق وأعلاها قول لا إله إلا الله"،بالإضافة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر إماطة الأذى عن الطريق من الأعمال التي يؤجر الإنسان على فعلها، فقد قال صلى الله عليه وسلم:" عرضت عليّ أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق".
إنه عمل جليل قد يكون سبباً في دخول الجنة أو باباً من أبوبها، قال صلى الله عليه وسلم:" لقد رأيت رجلاً ًيتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق تؤذي المسلمين" ( رواه مسلم).
أين حقوقهم؟:
وهؤلاء هم من يستحقون أن يعطوا حقوقهم قبل غيرهم، لأنهم لا يأخذون الرشوات، ولا يؤخرون المعاملات ولا يجلسون على الكراسي والكنبات وليس لهم بدل سفر ولا علاوات وبدونهم يحل المرض, وتنتشر الأوبئة, وتتشوه ملامح الطبيعة ويتلوث الهواء، ويتعفن الماء، إنهم صمام أمان لسلامة البيئة.
وقد روي انه كانت امرأة سوداء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم تنظف المسجد، ففقدها النبي صلى الله عليه وسلم وسأل عنها بعد أيام، فقيل له: إنها ماتت، فقال:" فهلا آذنتموني"؟ أي" أخبرتموني" فأتى قبرها فصلى عليها" ( رواه البخاري).
أرجوكم أنقذونا:
ولي رجاء عند إخواننا عمال النظافة ألا يؤاخذونا بذنوب غيرنا، فلا غنى لنا عنهم ونحن وإياهم نبحث عن حقوقنا، ونحن وإياهم نعاني الظلم ونشكو الخذلان، فما يحدث في المدينة كارثة بيئية سيعم خطرها الصغار والكبار ولن يتضرر منها إلا نحن وإياهم، أما المسؤولون والقتلة والمجرمون فبيوتهم بعيدة عن هذا الضرر.. أرجوكم لا تتركونا.
وللحديث بقيه إن شاء الله تعالى
أحلام القبيلي
يا عامل النظافة يا أشرف العمال 5451