يوم الجمعة استعادت مدرجات ملعب الشهداء بتعز رونقها بذلكم الجمهور الطيب الذي حضر لمتابعة ديربي تعز (الأهلي والطليعة) في الجولة الأخيرة من دوري النخبة، حيث كانت تعز قد بدأت تجف من متعطشي

الكرة وبدأت تقل الأقدام عن السير إلى الملعب الوحيد داخل المدينة، لكن الأمر يختلف عندما يكون طرفي ديربي تعز (أهلي تعز) مع نادٍ من أنديتها (الصقر – الطليعة – الرشيد) صحيح أن الصقر والرشيد غير

متواجدين في الأولى لكن غيابهما ترك أثرا كبيرا في طعم ومذاق المنافسة في الأضواء.
المهم نعود إلى ديربي الجمعة (طليعة وأهلي) المباراة سارت بشكل طبيعي دون أي منغصات حتى جاء هدف الطليعة الثاني.. ما الذي حصل؟، بعدها المباراة توقفت بسبب بعض هواة الشغب يرمون إلى الملعب

بالأحجار والقوارير، وكأنهم مخططين لإفشال اللقاء الذي كان يسير طبيعياً دون أي منغصات حتى تلك اللحظة.
فإن كان مبررهم الأخطاء التحكيمية فهي ليست عذرا لإفشال اللقاء، فتصرفهم ذاك لم يكن يسيء لفرد بعينه بقدر ما هو إساءة لكل أبناء المحافظة قبل النادي الأهلي الذي حملوه فوق طاقته بتك التصرفات التي أقل ما

يمكن وصفها أنها حمقى.
أية عقوبة ستصدر وفق تقرير حكم اللقاء والمراقب الإداري والفني ماذا ذنب الفريق الأهلاوي يتحملها بينما من تسبب في توقف المباراة وتهديدها بالفشل هم قلة من هواة بقاء الأندية متباعدة والنفوس متشاحنة

ومتوترة.. ديربي تعز كان عنوان للحب والتقارب والتفاهم بين الأندية وتوحيد، وجهات النظر وتضييق بؤر الخلافات الهامشية في العلاقات الإدارية بين الأندية.
لاعبو أهلي تعز حملهم لصورة شوقي هائل الداعم الأول لرياضة المحافظة كانت رسالة واضحة أننا نحن الأهلاوية سنظل نحترم هذه الشخصية، ونقدر مواقفه ودعمه لمسيرة أهلي تعز، فكانت حركة جميلة من فريق

الأهلي أجاد من خطط لها فهي رسالة تأكيد على أنه لا يوجد مبرر لصنع خلافات وهمية مع الآخرين.
الطليعة كذلك رسموا لوحة بتحيتهم لجمهور الأهلي قبل اللقاء، فكانت رسالتهم كذلك واضحة وبينه 0إننا في الطليعة لا نكره أحدا ولا نحقد على أحد)، فطبيعي أن يكون هناك تنافس كروي لكن يكون نظيفا بعيدا عن

أي توترات، فاللعب النظيف يجب أن يكون في لقاءات أبناء المحافظة أو مع الآخرين.
قدر الله أن لا يتحول ديربي تعز إلى ما يشبه (بورسعيد) المصرية خاصة عندما كانت الجماهير تجري عندما رأوا وسمعوا صوت تعبئة الحرس في الملعب لأسلحتهم وإطلاق الرصاص في الهواء لخيف من يقوم

بإلقاء الأحجار إلى الملعب وفض المعارك اليدوية التي تجرى في المدرجات.
ونحن هنا لا نعيب على الأمن تصرفه بقدر ما نعيب عليهم التسرع في استخدام الرصاص كون الرياضة عنفها مؤقت وفوضويتها للحظات ثم تهدأ فلا نريد أن يكون الرد اعنف، فكلما كان العقل متواجدا في مثل هذه

المواقف كلما كانت الخسائر قليلة ومنعدمة.
فقد كان العقلاء لهم أثرهم في منع المزيد من التدهور لمجريات الأحداث حينها فساهموا في امتصاص غضب تلك القلة من الجمهور الذين اساءوا لفريقهم وناديهم قبل أن يسيئوا لأي طرف آخر، وأعتقد أن إنهاء

المباراة رغم تلك المحاولات اليائسة لإفشالها كانت الطريقة الأنسب للرد على من كانوا يريدون تعكير جو اللقاء وإخراجه عن النص.
alhadi68@gmail.com