جاءت ثورة الربيع العربي.. وانتفضت الشعوب.. وأثمرت.. وازدهرت.. وجنت زهرة طيبة عاد طيبها لصالح شعوبها حين تخلص من طواغيتها وبأسهل الطرق وبقرار خلع لا رجعة عنه، ودارت الثورات.. وانتقلت إلى كل المنشآت والمرافق الحكومية حتى صارت (ثقافة) الشعوب في كل مكان تتخذ ضد الفاسدين.. القابعين.. الجاثمين على صدورهم، وفي كل مكان من وكل مؤسسة حكومية وأهلية باليمن السعيد، انتفضت وأعلنت ثورتها ضد طغاتها، إلا (الرياضيين) بالأندية والاتحادات الأهلية لم تحرك ساكنا، ونامت نوم أهل الكهف، رغم أنها أكبر فئة مضطهدة.. ومعذبة.. ومهانة.. ومحتكرة من قبل أشخاص قابعين على أنديتهم واتحاداتهم كمصاصين دماء.. ولاهثين باحثين عن الشهرة والفائدة الشخصية على حساب رياضة يمنية (مغلوبة) على أمرها، ورغم أن الثورة وصلت وكانت تصل إلى الرياضيين لنسمع عن احتجاجات.. رياضية بوزارة الشباب أو بالنادي الفلاني واللعبة المعينة، لكنها تستمر لأيام، وثم يستطيع أن يخمدها من قامت لإسقاطه، وهي مشكلة تؤرق الرياضيين وثقافة.. لا نريد أن تتوالد لهذا الجسم الرياضي السليم، لأنه يجب أن يكون بكامل لياقته البدنية سليم وصحيح البدنين حتى يستطيع أن(يدحر) كل العاهات التي سببت لرياضتنا تخلف وانحدار باستمرار إلى أسفل السافلين، وما كأن الوضع قد حرك فيهم قيد نملة، فلماذا؟ أيُّها الرياضيين ساكتين؟ ولماذا صامتين؟
ولماذا كل هذا التخاذل؟ وأنتم تمثلون (تكتلات) جماهيرية تستطيعون وبأسهل الطرق لإقالة أية طاغية وأية إدارة نادي وأي اتحاد متغطرس، حتى لو كان وزير في وزارة فاشلة (فهو وهي) لن يستطيعون إيقاف ثورتكم إذا ثرتم ضدهم، وعندما تؤمنوا بالتغيير ستستطيعون تغيير كل الفاسدين بروح رياضية عالية.
والله استغرب.. وأتألم على حال رياضتنا.. وحضها التعيس.. وحالها المؤلم ورغم ذلك لم نستطع أن نغير فاسد مع إننا في زمن التغيير، والزمان صار زمن الشباب الذين يمثلون كل الأندية الرياضة والاتحادات الرياضية، وهم قادرون على صنع جيل رياضي واعٍ، جيل يشرف اليمن خارجيا وفي كل المحافل الدولية يعكس أجمل صورة وأجمل انطباع عن اليمن السعيد، بلد المواهب المدفونة.. والنجوم التي تنتظر بروزها في أقرب وقت، فقط تنتظر (همة) شبابها على أن يكونوا جادين ومخلصين حتى يخدموها ويمثلوها أفضل من طواغيت الرياضة الذي عاثوا بالرياضة فسادٍ وعبثوا.. ولهوا فيها، ومازالوا يشتهون وبقوةً أن يستمروا!!.
هي رسالة لكل رياضي حر في كل نادٍ.. واتحاد، الانتخابات جاءت.. حقك الشرعي، جاء فغير واطرد الفاسد مهما كان حجمه.. وثقله.. ووزنه، فمدته انتهت وتسلطه لم يعد يجدي (ونهايته) بإيمانك العميق بـ(التغيير)، فلا تنجر وراء الأمور المادية الذي سيعمدون إلى اسأله لعابك بها، بل أجعلها (ضريبة) لإسقاطه.
أتمنى أن يكونوا الرياضيين الآن جادين وفاعلين في التغيير، وأن يحسنوا الاختيار، ولو هذه المرة حتى يستطيعوا أن يلحقوا بغيرهم من الذين سبقوهم وغيروا وهم ليس أقل منهم بل أفضل منهم وأحوج إلى التغيير منهم، فلا تضيعون فرصتكم هذه المرة بالانتخابات (أحسنوا) التغيير حتى نضمن بميلاد رياضة يمنية جديدة بدولة يمنية حديثة.. هذا وسوف يظل نبض قلبي يمانيا!!
عباد الجرادي
أفيقوا أيُّها الرياضيين!! 3176