فاز الشطرنجي صبري ابن اللعبة برئاسة الاتحاد وتفوق عن جدارة واستحقاق بفوز كاسح بهُت له منافسه الرئيس (السابق) الذي يبدو أنه لم يصدق أنه كان غير (مرغوب) إلا وقت إعلان النتيجة، ولا ندري، هل أدرك فعلاً أنه لم يخدم اللعبة، ولم يطورها ولم يقدم لها أي جديد؟!!.
لطما اعتبرها ملك عقاري خاص به على مدى عشرين عاما، وهو يحكمها فلم يكن يتوقع هذا (السقوط) الحزين والمؤلم والذي لم يكن يتمناه أحد له رغم ما عبث باللعبة، وجعل سمعتها في الحضيض، لدرجة أن أبناءها كانوا يخجلوا لذكر أنهم ينتموا لهذه اللعبة.. لا يهم هذا ولا يهم، فقد رحل العذري وغادر بفعل أصحابها وأبناء اللعبة الذي انتصروا وأعلنوها صريحة بأنه آن الأوان لينتصروا للعبتهم، والصندوق هو (الفيصل).
وحينها كان أبناء اللعبة ينشدوا أجمل اللوحات الرياضية، ويترقبوا لتلك اللحظات الحاسمة في تاريخهم بعد أن انتظروها (وهرموا) وهم ينتظروها، فيأتي ذلك اليوم الذي طال انتظاره ووقتها لم يفرطوا به، ليجعلوه يوم تاريخيا ومختلفاً لكتابة ميلاد جديد للعبتهم الذي كانت خالية على عروشها من أبناء اللعبة بفعل رئيسها السابق الذي من كان يجرؤ على منازعته الرئاسة أو مشاركته صنع القرار.
فعلاً لقد كان فيصلاً جميل ومثلاً رائعا بالتغيير الذي ننشده نحن الشباب حين صعد شاب برتبه دكتور واكتسح الأصوات بفارق كبير وهائل عن أقرب منافسيه، لعلكم تعرفونها أنه الشطرنجي الدكتور صبري، الشاب النشيط المثابر.. المتميز.. الخدوم.. المجتهد، لطالما يعمل.. ويشتغل، ليصنع بصمات واضحة في هذه اللعبة الذي شرفها وكان مثلاً رائعا في لعبة الشطرنج في كل المشاركات الخارجية، حين كان يقدم أرقام قياسية لليمن مع سمعة طيبة مخلقة عن لاعب يخجل الجميع حين يقف أمامه وهم يشاهدونه بذلك الأخلاق الكبير.
لقد فعلاها الدكتور وفاز.. وفوزه هذا لم يأتِ من فراق، بل لقد كان نتيجة لتاريخ محترم مرصع بالذهب والفضة والمشاركة المشرفة لبلاده اليمن إضافة إلى ذلك تفوقه وتحصيله العلمي الذي يمتلكه، ويجعله ينفرد بان يكون أول دكتور في اتحاد رياضي، الذي - بلا شك - سوف يعجن خبرته الرياضية ومستواه العلمي ويمزجها مع الخبرة الرياضية ليضيف ويقدم شيئا جديدا للعبة الشطرنج وحتى لو كان في أسوأ فتراته لن يكون (أسوأ) من سابقيه، مع إيماني وقناعتي بأنه سيكون (استثناء) في لعبة الشطرنج والأيام القادمة كفيلة بإظهار نجاحات هذا الرجل في اللعبة والذي أجزم أيضا أنه سوف يطور اللعبة ويضيف لها لوناً جديد وتنافساً شريفاً وعمل منتظم مؤسسي نابعة من خبرته الأكاديمية وعمله الطبي الإنساني الذي سمعت عنه ما يسعد ويثلج ويشرف.
اكُتب هذه السطور ولا يوجد بيني وبين الدكتور أية علاقة أو صداقة جاءت نتيجة لهذه المقام، إلا إني تشرفت وسعدت وأنا أشاهده ينتصر ويسجل أعلى معدل في عدد الأصوات للعبته مقارنتا بالاتحادات السابقة، وهذا ما يجعلني سعيدا وأنا اكتب لشخص سيكون علامة مشرقة وإضافة قوية في تشريف لعبته في المحافل الدولية ويعكس عنا في هذه اللعبة انصع وأصفى الصور المثالية عن الإنسان اليمني الذي غابت في المدة الماضية.
عباد الجرادي
الشطرنجي صبري.. أهلا بزمن النجاح 3159