على ذوي العقول محبي السلام والوئام والتطور والتنمية والأمن، وكذلك على الذين يقفون في مواجهتهم بالوسائل المضادة، مدمني الحماقات والعنف وما إلى ذلك؛ على هؤلاء وهؤلاء أن يعرفوا أن اليمن، الأرض والإنسان, في مفترق طرق:
- طريق الأمن والسلام الاجتماعي والتقدم والتنمية ومحاربة الفقر والتخلف الشامل للوصول إلى مجتمع العدل والكفاية، واليمن ولله الحمد أرض مليئة بالخير رغم أنها تتعرض للقضم من فئران الأرض)، و..
- طريق الخوف والرعب والتقاتل الاجتماعي الذي لن يبقي ولن يذر، طريق تمزيق الوطن، طريق الجماعات الصغيرة(مهما كان عددها) التي ستهبط بالجدل المجتمعي الإيجابي الواعي وشعاراته الإنسانية الجميلة الواعية الواعدة مهما كانت درجات تباينها، إلى مستنقع المذاهب والطوائف والأعراق والمناطق والجنس واللون والمهنة الشريفة والحقيرة، وعيال الناس وعيال السوق، طريق الظلام والتخلف والانحطاط والعودة إلى ما قبل التاريخ، طريق التكفير والتخوين والاتهامات المتبادلة بالعمالة وبيع الأوطان، طريق الكوابيس التي ستطارد الناس، كل الناس، في الشوارع وهم في يقظة تامة.
- طريق الأقوياء الذين لن يترددوا في طحن الفقراء المستضعفين وعجنهم بدمائهم وحرقهم وترك رمادهم تذروه الرياح، طريق الامتهان والتجويع غير المحدودين اللذين يولّدان العنف الذي لا حدود له والقتل الذي لا حدود له، طريق التناكر الذي قد يصل إلى الأهل وذوي القربى، طريق الأنا الدموية القاتلة التي لا تعرف أحدا إلا إياها، على مستوى الجماعات والأفراد، طريق الدوس على القيم والأخلاقيات المجتمعية بالنعال والجنازير المخضبة بالدم، طريق انتشار وطغيان الرذيلة التي ستصبح فضيلة بالمقارنة إلى استباحات الدماء وتحليل إهدارها والأرواح وتحليل إزهاقها كسنة من سنن جنون التقاتل الاجتماعي البديل للحوار والعقل، طريق احتقار وازدراء كل ما هو شريف وأخلاقي وإنساني بصور علنية صريحة لا تقبل الالتباس وإنزاله إلى مرتبة المدنس، والإعلاء من شأن كل ما هو سافل وحقير ورفعه إلى مستوى المقدس، وتجميل القبيح والتبشير به والدفاع عنه، فأي الطرق سيختار اليمانيون المتحاورون الذين تعقد عليهم الآمال؟.
إن المجتمع اليمني يمر بمرحلة مفصلية ليس فيها مجال للوسط،, "إما أو", الأمر الذي يجعلنا ندعو أولئك الذين عهدنا أصواتهم مرتفعة تنافح عن الباطل والمصالح الضيقة الأنانية والدعاوى المتخلفة ومقاومة سنة التطور والدفاع عن الذين يقاتلون في سبيل أن يحصلوا على كل شيء ويؤذيهم أن يتركوا للمجتمع حتى الفتات، ندعو هؤلاء أن ينحازوا الآن للوطن ليجنبوه البديل أو البدائل التي لن تبقي على أحد بما في ذلك هم أنفسهم، ولا يظن أحد أنه سيكون بمأمن من الطوفان المتوثب كبديل للحوار والعقل المفضي إلى مجتمع السلام والعدل والكفاية.. كما ندعو ذوي العقول الراجحة الحريصين على الوطن وسلامته والمجتمع وأمنه وتقدمه أن يبدو أكبر قدر من الصبر والتحمل لتفويت الفرصة على أولئك الذين أعمتهم المصالح الأنانية الضيقة الحقيرة التي لو دفعوا باليمن في سبيلها إلى الطريق الآخر فإنهم سوف لن يجدوا حتى رمادها.
إنا نراهن على العقل والضمير الجمعيين اللذين نتوقع أنهما ما يزال لهما بقية في ما عرف بـ يمن الحكمة والإيمان، فهل سنكسب الرهان؟.. لا شك عندي في ذلك.
محاسن الحواتي
الحكومة الحاملة والمؤسسة الحامية 2471