صورة أكثر من رائعة, قدمها صاحب الفخامة الرئيس/ عبد ربه منصور, حين أبطل قرار تعيين ((الأخ/ معاذ بجاش)) وكيلاً للشئون المالية والإدارية والفنية في الجهاز المركزي للقرابة والمحاسبة, وهو قرار سيادي رئاسي والتراجع عنه دونما مكابرة أو تجاهل لمطالب الوجهاء من الساسة واحتجاجات بعض قوى مهما كانت مآربها أخرى، نعده نحن فألاً حسناً مادام وقد أنبنى على أهمية العمل بشعار(الرجل المناسب في المكان المناسب).
وكم كنا نتمنى أن تكون الخطوة الرائدة في هذا الاتجاه حصيفة وتجري على كل قرار اتخذ خطاء، وتقتضي أمانة المسؤولية إعادة النظر.. وما أكثر هذا الأخطاء بدءا من تشكيل الحكومة ومروراً بالتدخلات السافرة لابن صاحب الفخامة ((جلال عبد ربه منصور)) وانتهاءً بالقرار الذي تم إلغاؤه بذريعة أن ((معاذ بجاش)) كان مديراً لمكتب الأستاذ(نصر طه مصطفى) والذي جعلته وكالة سبأ في الصدارة من أخبارها بصيغة انفعالية لا تمت إلى المهنية بصلة قدر ما تعبّر عن انتقاص حق آخرين والتشنيع بهم، لتتكشف عن نفسية أقل ما يقال عنها مريضة..
إذ لم يحدث في تاريخ الأنباء العربية والعالمية أن يفند الغاء القرار الرئاسي بأسلوب فوضوي مرتبك ممجوج استهجنه كل من سمعه حتى من الذين كانوا ضد قرار التعيين، وهو أمر ما كان ينبغي لوكالة (سبأ للأنباء) أن تتناوله بذات اللغة العاقرة, الغير مؤدبة والتي تنم عن حالة من الكراهية تسود هذه المهنية وتكشف عن احتقان ذوات بالمناطقية والفهرسة الغير إنسانية, وإلا ما معنى أن نجد ثلاثة أرباع القرارات الرئاسية مبنية على القرابات والمجاملات والتدخلات الحزبية وعلى دعم ذوي القربى أمثال المبجل ابن ربان السفينة (جلال) الذي أربك وطناً في توصياته وإملاءاته للآخرين واختياراته الغير موفقة إطلاقاً لأشخاص وضعوا في مناصب لا يستحقونها.
الأولى إذاً ومن منطلق المواطنة المتساوية أن تراجع كل القرارات الغير مناسبة وهي كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.. الأولى أيضا أن يتوقف ابن صاحب الفخامة من الوساطة والمحسوبية والتعامل مع الكفاءات والقدرات من منطلق هذا من عندنا والآخر لا يمت بصلة إلينا.
والأولى أن تتوقف المحاصصة المبنية على المناطقية والطائفية وأن نكف عن الهذيان في رفع شعار المواطنة المتساوية وهي لا تطبق ولا بنسبة 1%، الأولى أن نعترف بالثورة وهي قامت في المقام الأول ضد التوريث وتدخلات الأسرة الحكمة آنذاك، ونراها اليوم تعود وبصلافة غير معهودة مع الإبن البار( جلال) ومن لف لفه وشلته وخلطائه.
والواقع أننا نستبشر خيراً في قرار الإلغاء الرئاسي لوظيفة وكيل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة للشئون المالية والإدارية والفنية، ونتطلع ـ ومعنا كل الجماهير المناضلة ـ إلى المزيد من مراجعة القرارات الخاطئة التي تمت بتدخلات قوى ومصالح وأسر ومناطقية، ولدينا كشوفات بها إن كانت لا تعقلها رئاسة الجمهورية. أما أن تقف المراجعة عند شخصية معاذ بجاش الذي لا تسنده لا قبيلة ولا حزب ولا وجاهة وندعي البطولة في بطلان قراره, فذلك لعمري (ثالثة الأثافي) وشيء مخجل في حق المواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص.
ويا فخامة رئيس الجمهورية إن القرارات الرئاسية قهرت وطناً بأسره وأعادتنا إلى المربع الأول وتذكرنا بالأسرة الحاكمة التي انتفض الشعب عليها، فلا تختط نهجاً رفضه الشعب، ولا تدع من أقربائك وأبنائك من يشوه تاريخ نضالك الكبير بتدخلاته السافرة ونظرته إلى الوطن بعين مناطقية واضحة لا لبس فيها ولا غموض..
ويا فخامة الرئيس, قد سنيت سنة حسنة بالتراجع عن قرار خاطئ، لولا صياغة المبررات التي وردت وعبّرت عن مكنون تحامل شخصي أكثر منه حرص على سلامة القرار, فلا تتراجع في المزيد من إلغاء قرارات قائمة على المحسوبية والمناطقية والشللية وسيكون لك كبير الفضل في العمل الوطني الخلاق الذي لا يقبل غير الكفاءات والقدرات دونما النظر إلى هذا صاحبنا وذاك قريب لنا والآخر من وساطة ابننا وهلم جرا.
يا فخامة الرئيس, لسنا ضد إلغاء قرار اتخذ في غير محله، ولكن ضد القصدية والتعمد في اختيار الإلغاء وإيذاء المشاعر بلغة تستفز كل من سمعها وبطريقة لا تخلو من ثقافة كراهية ما كان أغنى وكالة "سبأ" الترفع عنها حتى لا يشار إليكم أنها تعبّر عن مكنون رئاستكم, وحاشا لرئيس جمهورية أن يقع في لغة ممجوجة وغير حصيفة.. كيف له ذلك وهو على سدة الرئاسة للجمهورية اليمنية..
الترفع عن الانفعالية واجب أخلاقي في المقام الأول !!!!!!!!!..ويا فخامة الرئيس من منطلق المواطنة المتساوية وبعيداً عن المحسوبية والمناطقية وتدخلات الولد البار ((جلال)), نهيب بكم في إعادة النظر للعديد من القرارات الرئاسية الخاطئة، ولدينا الاستعداد لتقديمها لكم كشوفات إن كنتم لا تعلمون بها.
كما نأمل إصدار توجيهاتكم لوكالة "سبأ" للأنباء لتعتذر عن اللغة التي بررت بها إلغاء قراركم الرئاسي وهي لغة إرهابية انفعالية, في المقام الأول تشير إليكم وأنتم منها براء، وليس من أخلاقكم ولا من موقعكم الرئاسي تصدّر مواقف مرعبة في حق مواطن لا ناقة له ولا جمل في قراركم الأول وهو معين، والآخر وهو ملغي, غير أنه يعيش الخوف والوساوس من غضبتكم المضرية والتي أتقنت تجويدها وكالة "سبأ" للأنباء.
وفقكم الله وسدد على طريق إلغاء كل قرار خاطئ خطاكم وجنب الوطن مكر الماكرين وتدخلات الأصحاب والأولاد وأدامكم الله ذخراً للثورة ونضال الجماهير..
المحرر السياسي
تراجع محمود وتدخل سافر 3373