المملكة العربية السعودية مطالبة اليوم بالوقوف الجاد والمثمر مع اليمن في دحر المخطط الفارسي الذي صار اليوم واقعاً لا لبس فيه أكثر من أي وقت مضى وهو مخطط يؤكد أن المؤامرة باتجاه الجزيرة والخليج أقرب إلى أن تكون بما يعني أن المملكة ستدفع الثمن باهضا في مواجهة عدو شرس يريدها عنوة ولديه مقاصد سياسية وطائفية واقتصادية يسخرها جميعا للنيل من السعودية عبر اليمن بتنامٍ كبير وغير عادي للقوى المرتبطة جذرياً بطهران عقيدةً ومبدأً وتقدم مصالح فارس حتى على مصالح اليمن، فما بالنا بالسعودية وهي الهدف الاستراتيجي الذي يجدب تحقيقه عبر كل السبل .وهو مالم تفهمه بعد السعودية وإن فهمته فإنها تتخلى عن المواجهة له ولا تقف مع اليمن في محق المؤامرة ليغدو تسارع الإنجاز عبر اتساع رقعة التشيع المتطرف الاثني عشري الصفوي هو الأبرز. ويغدو أكثر قوة وحضوراً وتوحداً وهو يستمد مرجعيته الأولى والأخيرة من ولاية الفقيه من (علي خامنئي )الذي يشتغل على خلق الفوضى والاضطرابات في المنطقة بفكر متطرف يصل الى مرتبة النازية حين يرى: أن كل سني هو ناصبي يجب مقاتلته ولكن ليس قبل إعداد العدة وخلق مناخات واسعة تلبي حاجة طهران في المواجهة القادمة.
ولعل احتفاء الحوثية في مراسيم دفن (حسين الحوثي )وما قدمته من صورة بانورامية واسعة لتنامي المد الشيعي والتنظيم المعبر عن هوية القادم والإمكانيات التي تقدم الحوثية دولة داخل دولة لها قوة سياسية وعسكرية وثقل جماهيري واسع النطاق في مواجهة السعودية, لعل ذلك يشير عنوة إلى استكمال التهيئة لخوض مجالات المواجهة . وهو أمر ليس من باب دعوة الساسة في المملكة للاحتراز ولكن لأن التعبئة القوية لما يسمى بأنصار الله ضد السعودية وتصويرها أنها ضد كل مظاهر الحياة وضد الإسلام وأنها عائق لليمن في التقدم وتجنيد شباب مثقف وغير مثقف لبث الكراهية في النفوس ضد كل ما هو سعودي, كل ذلك يعد الأساس في تجنيد القادم لمعارك يجري الإعداد لها جيداً من خلال التدريبات التي يحضرها قادة من الحرس الثوري تخطط وتدرب لحرب عصابات وحروب مواجهة .ولم تكن حرب حزب الله في لبنان مع اسرائيل إلا بروفة لنقل المعركة الى شمال الشمال في اليمن .هذا أمر لا مناص منه والاشتغال عليه بات يقيناً وستجد السعودية نفسها أمام قوة ضاربة لن تقدر عليها مطلقاً ما بقيت تتهاون في دعم اليمن والوقوف معه بصدق والتعامل مع قضايا الواقع بمبدئية، ودونما الاعتماد على شخصيات ووجاهات لا تقدم نفعاً يذكر للملكة غير" الهبالات" والقراءات الخاطئة ،في حين تعتمد طهران على الجماهير والتغلغل فيها وعلى المثقفين ورجال الإعلام وتقيم الندوات والرحلات والمغريات لتكسب رأياً وهو أمر ربما لا ينفق عليه ربع مقدار ما تنفقه السعودية بطريقة عشوائية على وجاهات وشخصيات لا تقدم ولا تؤخر، بل أن البعض ينساق ضدها مع الحوثية.
من هنا نؤكد أن القادم مدمر ولن يكون على اليمن التي ليست المقصودة في الختام ،قدرما المقصود ضرب المملكة الذي لن يتم إلا عبر ذراعها في الشمال وهم الحوثيون .وإذاً ثمة تحدٍ حقيقي وخطر شديد القوة ويقترب من الدولة السعودية وسيفعل فيها ما يجعلها دولة مفككة رخوة ومنهارة مالم تتقن التعامل مع العدو الفارسي وتُعِين اليمن وتستنفر جهودها في التعامل مع اليمن بمسؤولية وضمير وليس من باب المغالطات والدعم للحراك الانفصالي الذي يلتقي في مخططه مع الحوثية لخلق دولة توالي طهران وتعمل معها على ضرب الإسلام السني..
والواقع لقد سئمنا الحديث من كون سياسة المملكة مع اليمن تقوم على (العصا والجزرة) وأنها تريد البلاد" لاهي صاحية ولا نايمة "،وتريد الدولة تابعاً لتوجهات الرياض وبأسلوب" أنا معك وضدك في آن" ،فهي مع اليمن دولة غير قوية وليست بكامل استقرارها ولكن قابلة للعيش إلى حد ما، كما هي مع دعم الحراك الانفصالي بتسهيل تدفق الأموال للرساميل الجنوبية من الخليج إلى الحراك المناوئ لليمن والسعودية في وقت واحد .ومثل هذا التصرف الغير حصيف يجعل اليمن تربةً صالحةً لأي وافد وقادم من طهران باعتبارها دولةً غير قوية أو متماسكة كما يحلو للرياض ذلك ويصب في المحصلة لصالح طهران التي أجادت وتجيد التعامل مع هكذا وضع في حين تغادر الساحة اليمنية دول الخليج والسعودية ويتركوا أرضا ومساحات واسعة لتكون مهيأة لقادم عنيف يضرب بقوة السعودية وما بعدها.
ونحن هنا دونما مغالطات و"تهويمات" أو كلام تمويه نطرح الحقيقة كلها وندعو السعودية أن تلقي بالاً لخطر في اليمن ومؤامرة توشك أن تكون ناجزة مالم تتسارع وتيرة البناء والتنسيق ورسم معالم قوة ومواجهة لوأد هذه المؤامرة وتصدق المملكة مع الدولة والشعب وتكف عن التعامل مع رجالات لم يقدموا لها غير الخداع والتضليل ليبقى الابتزاز لها ساري المفعول .وبصدق نقول :يا أرباب السياسة في المملكة العربية السعودية أدركوا اليمن قبل وقوعه في شرك المد الشيعي والقبضة الإيرانية .احرصوا على اليمن حرصكم على ملككم قبل "ولات حين مناص "، وقبل أن تجدوا الخطر يضرب بقوة أرض السعودية ويفتح جبهات عدة ويجند من المواطنين في اليمن بتعبئة فارسية من لديهم استعداد للانتحار من أجل قهر المملكة. ادركوا ما سيجيئ قبيل حدوثه وهو مهيأ بقوة اليوم أن ينطلق..
اللهم إنا بلغنا.. اللهم فاشهد..
إبراهيم مجاهد
المخطط الفارسي واقع لا لبس فيه 2987