كان شاباً عاصياً غافلاً بعيداً عن دين الله وعن طريقه, وفي ليلة من الليالي رأى في المنام أنه مات وأنه أُدخل القبر وجاءه منكر ونكير فحاسباه حساباً يسيراً, فانتبه من نومه وقد تغيرت حالته وعزم على أن يعود إلى الله وهو إلى يومنا هذا من الذاكرين.. نحسبه كذلك والله حسيبه, رده الله إليه ردا جميلا.
وقد فتح الله سبحانه وتعالى أبواب التوبة لعباده ولم يغلقها في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها وما لم يغرغر, مهما كانت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر, وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون..
وقد تحدثنا في مقال سابق عن لطمات الرحمة وأن المصائب والبلايا لطمات ربانية ليصحو العبد من غفلته ويتوب من ظلمه ويعلم ضعفه وقلة حيلته وينتهي عن غيه فيعود إلى بارئه..
وحديثنا اليوم عن الرد الجميل كما ورد في بعض الأدعية " اللهم ردنا إليك رداً جميلاً".. أتدرون ما هو الرد الجميل؟.. أن تعود إلى طريق الحق دون أن تجرك المصائب إلى الله تعالى جراً, كأن تستيقظ من غفلتك بسماع آية من القرآن أو حديث نبوي أو موعظة أو رسالة ربانية.. فهذا الفضيل ابن عياض, عاش شطراً من حياته, قاطعاً للطريق, مفسداً في الأرض وفي ذات ليلة من الليالي تسلق أسوار منزل ليسرق, فسمع صوت صاحب المنزل يصلي ويتلو قوله تعالى " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق".. فرق قلبه وانتفضت جوارحه واستسلم لربه وأعلن توبته من ساعته قائلاً "بلى قد آن.. بلى قد آن وأصبح عابداً زاهداً تقياً ورعاً.. رده الله إليه رداً جميلاً".. اللهم ردنا إليك رداً جميلاً.
مناجاة:
الدنيا تزهى يا الهي وتحلى
دامك على راس الحلا والجمالِ
والحمد لك يا رب أول و آخر
حمداً كثيراً يا عظيم الخصالِ
أحلام القبيلي
اللهم ردنا إليك ردا جميلا 6682