السؤال: يقولون "الزواج قسمة ونصيب" ما مدى صحة ذلك؟, وهل يعني ذلك أن لا أدقق في الاختيار وأقبل بالحاصل؟.
الجواب: الزواج ليس قدراً لازماً ولا هو تحظ أو تخبط عشوائي, إنما هو اختيار وتدقيق، بل فن الاختيار وارد هنا 100%, ألم يقل الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم "من جاءكم ترضون خلقه ودينه فزوجوه", إنه دليل قاطع على فن الاختيار وإنه ليس قسمة ونصيباً, ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم " فاظفر بذات الدين", واترك ما سواها: الحسب والجمال والمال.. إذن فالأمر هنا اختيار مطلق هذا أولاً.
ثانياً: نلاحظ أن موضوع القدر قد دخل عليه من التحريف الشيء الكثير والسبب يعود في البداية الأولى إلى جرائم الساسة القتلة لأبرياء, فجاءت الفتوى لتبرر لهم هذا الإجرام تحت مسمى القدر, ثم تداعت الأفكار وفقاً للصراع الفكري حتى وصلت لتشمل كل شيء, فالمعصية قدر والحسنة قدر والقتل قدر.. الخ.
بل قيل ما هو أسوأ وأخطر من هذا والعياذ بالله, قالوا "إن الإنسان ريشة في مهب الريح", لا إرادة له ولا اختيار, والفاعل هو الله, تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.. وقد طبخت أحاديث في هذا الصدد وبعضها سليمة، لكنها فهمت, بل حرفت عن معانيها, حتى تحول الشرع الإسلامي إلى ألغاز، علماً بأن هذا لم يحصل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والراشدين من بعده.
الخلاصة:
1- الزواج اختيار من الزوجين.
2- القول بخلاف هذا مناف ومخالف للمعصوم صلى الله عليه وسلم.
3- بطبيعة الحال أن الإنسان قد يُخدع ببعض الأخلاقيات التي لا تظهر في أيام الشباب مثلاً, وإنما تظهر لسبب من الأسباب, فيحصل لأحد الزوجين تغيير نفسي, هنا يمكن القول "قسمة ونصيب", والعوامل تتعدد في تغيير مزاج الفرد, ومن ذلك: هجر أو تمرد أو إعراض وعدم إنفاق, أو انفعال زائد غير معهود بسبب هموم وتقلبات العيش وتقدم السن, هنا يمكن للمصلح بين الطرفين أن يقول "اصبر هذا قدر, انتظر هذا حظك".
* الأستاذ/ عبدالعزيز العسالي- باحث في الفكر الإسلامي.
أحلام القبيلي
فتاوى هامة جدا (1) 2046