تتالي جريمة الانقلاب تكشف اليوم, بما لا يدع مجالاً للشك, أن التحالف الوثيق بين العسكرتارية والعلمانية وصل إلى مستوى غير مسبوق وهو مدعوم بقوة بسيولة المال الخليجي الذي أوجد قوى ارتهانية لا يهمها مصر ولا ما بعد مصر قدر بحثها عن التكسب والارتزاق وهم كلاب الانقلاب من أبواق إعلامية ومثقفين في حين أن الهدف الكبير هو النيل من الإسلام بشتى الطرق والزج بالمسلمين ـ ليس الإخوان فقط وإنما من لديه غيرة على قيم الفضيلة ـ في أتون صراع حقيقي وكبير تبعاته انهيار القوى الإسلامية والنيل منها ليعتلي عرش السلطة بطرق غير حضارية وعبر المؤامرة القوى العلمانية المؤللة بالعسكرتارية ليدخل الوطن العربي في مفارقات صعبة للغاية ولإيجاد هوة سحيقة لا أحد يقدر على ردمها..
ومن يتابع الإعلام الانقلابي التحريضي الذي يرى في الإخوان الشرّ كله لا يمكنه إلا أن يصل إلى نتيجة واحدة, وهو رفض الملايين وحقها في العيش والتطلع والتعبير عن وجودها وجعلها رهينة خائفة والبحث عن فرص تصعيد لإراقة دماء المسلمين بمباركة الفلول ومن يحرض باسم الدين على قتل الإخوان تحت يافطة مكافحة الإرهاب وعناوين خداعة ربما انجر إليها بعض العوام, لكن المحصلة أنها مؤامرة دبّرت في ليل, تريد إرهاق الأمة المسلمة وفتح مناخات خصومة واحتراب أهلي.. وإلا ما معنى أن نجد القمع الثقافي والفكري والديني يطل من القنوات الإنقلابية ومن قنوات معروف اتجاهها ومن تتبع؟ وما معنى الدعوة للحوار من جهة ورفض الإخوان كقوة على الأرض؟
بكل تأكيد الأمر لا يخرج عن كونه ضرباً من التهور والجنون قد يستفيد منه عبدة المال, لكن حتماً الأمة هي التي يراد لها التعثر في مشروعها النهضوي وإدخالها فتناً كقطع الليل المظلم مالم تفق القوى الوطنية وتعرف جيداً أين تكمن مصلحة الوطن العليا وتفقه أيضا القوى التي تسير إلى حيث الفجيعة معصوبة العينين.
والحقيقة أن ما يمس مصر سيكون له بالغ الأثر على دول المنطقة وما هو أبعد من ذلك وهو أمر طالما تمنته وسعت فيه وعملت من أجله الصيهوأميركية, التي يحلو لها اليوم شرب أنخاب النصرعلى أمة الإسلام وهي تراها أمة مفككة كل يحاول البطش بالآخر..
وهنا علينا أن نحذر من مغبة السير في اتجاه من هذا القبيل يستهدف الإخوان المسلمين باسم العلمانية والليبرالية المتآمرة التي خرجت عن قيم العلمانية ذاتها ودخلت في مستنقع الرفض للآخر والنيل والتشويه من المسلمين والإسلام وهو ما يؤذن بشرٍ مستطير قد لا يعرف مداه إلا الله, سيما وأن الإخوان المسلمين في كل المعمورة ويتجاوزون مئات الملايين يتابعون الخبث والكيد الذي يجري لإخوانهم في مصر وأيديهم على قلوبهم من أن تذهب الأمور إلى أبعد من اللغة الفاجرة والإقصاء والوصول إلى القتل والسحل وذلك أمر لا ترضاه كل جماهير الأمة. وندرك نحن أن من يروجون من الكتبة والساسة لقتل الإخوان هنا في اليمن إنما يبحثون عن الانتقال بما يجري في مصر إلى الأرض اليمنية وهي في نظر القوى التآمرية التي فقدت مصالحها أو تلك التي تبحث عن فوضى بارتهانها لدول المنطقة قابلة للإنفجار الكبير عبر أكثر من سبب, فالحراك والحوثية والنظام المخلوع وقوى علمانية جميعهم على توجه واحدٍ معاداة الإسلاميين وجعلهم في دائرة الاتهام والإقصاء وتحيّن فرص النيل منهم وهي أكبر حماقة تقدم عليها هذه القوى.
وإذاً على الوطنيين في اليمن والمخلصين أن يفقهوا خارطة الطريق القادمة من القاهرة عبر الانقلابيين والمأجورين والمخدوعين هنا ويعلموا جيدا أن الخطر ماحق مدمر ولن يستثني أحداً. وليعلم الذين يؤمنون بقيم الحق والخير والجمال أن ممكنات التلاقي كبيرة وممكنات العنف والاقتتال أكبر والمعوّل هو أن يعقل الجميع ويتعقل لإخراج اليمن من تداعيات نرى البعض يبحث برغبة مدمرة عليها ويريد إقحامها لتعكير السلم الاجتماعي..
والخلاصة.. المخطط كبير والأمة على شفا هاوية وتدارك الأمر مرهون بالوعي في الممكن والمتاح ليسير عليه الجميع دونما إعارة أبواق الفتنة في مصر أو اليمن أي معنى, فهم كلاب آخر الليل التي تنبح لتخربش السكون ولا يسفر نباحها عن شيء غير العواء.
المحرر السياسي
مصر.. الهدف الكبير للنيل من الإسلام 2929